"الفالنتاين" هذا العام: حُب بالكمامة والدولار.. ومن "بعيد لبعيد"
13/02/2021 01:00PM
كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":
لعيد الحب هذا العام في لبنان طعم آخر، فلا عناق، لا "جَمعة"، لا احتفالات ولا هدايا.
فرض الواقع بُعد الأحبة إن كان بسبب كورونا أو بسبب الغربة أو بأي سبب آخر..
مَن منّا لا ينتظر الرابع عشر من شهر شباط في كل عام! اليوم الذي يُحتفل فيه بعيد الحُب، الأحب الى قلوب اللبنانيين..
ولكن، في زمن كورونا وارتفاع الدولار.. لا عيد للحب ولا مَن "يُحبّون".
في أقصى الظروف، كان الشريك يعوّض الهدية أو الوردة بقبلة أو عناق، أما مع كورونا فالقُبَل ممنوعة، والعيد "من بعيد لبعيد".
في جولة ل"السياسة" على أبرز القطاعات التي كانت تستفيد من عيد الحب، والتي تعتبره موسماً قائماً بحد ذاته، كعيد الميلاد أو أية أعياد أخرى.
نتوقف أولاً عند محال الزهور والشتول في لبنان.. فمن غير الطبيعي أن يمر العيد من دون وردة حمراء، ولكن هذه السنة سلة الشريك "فاضية"، إن قرر شراء وردة بعد الثانية ظهراً. لماذا؟ اليكم التفاصيل..
صاحب محل زهور يشير في حديثٍ ل"السياسة" الى أنه "عُدلَت اجراءات الفتح الجزئي وأصبح بإمكاننا العمل في عيد الحب، ولكن الفتح مشروط. فبحسب القرار الأخير الصادر عن غرفة العمليات لإدارة الكوارث يُسمح لأصحاب محال الزهور والشتول بالفتح اليوم فقط من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثانية ظهراً، والفتح يقتصر فقط على خدمة ال Delivery".
وبغض النظر عن هذا الاستثناء اليوم، يلفت صاحب المحل الى أنه "كان ينتظر هذا العيد من سنة الى أخرى لأنه كان من أكثر الأعياد التي تؤمن له الأرباح". "فالخسارة لا تقف هنا بل هي متواصلة منذ العام الماضي".
"مع العلم أن المشاتل كان بإمكانها أن تفتح قبل اليوم نسبة لأنها في الهواء الطلق وغير مكتظة وبالتالي لا تعرض حياة الناس للخطر."
هذا من ناحية الزهور، حيث استطاع التجار أن يلتقطوا أنفاسهم في يوم واحد، ولكن قطاعات أخرى كانت أيضاً تستفيد من هذا العيد وهي محال الهدايا، ولكنها.. "مقفلة".
ففي حال قرر الشريك أن يشتري هدية لشريكه فلا حل.. كل شيء مقفل.. ولكن حتى لو فتحت فالمشاكل تنتظر خلف الباب بسبب الغلاء وجنون الدولار.
"الدولار خربنا".. تختصر صاحبة محل هدايا الأزمة التي يمرّون بها.. وتؤكد أنها بدأت قبل الأغلاق، فالأسعار مرتفعة جداً ويفضل الزبون "التطنيش" عن شراء الهدايا."
وبعكس ما يعتقد البعض فإن هذا العيد كان يأخذ الحيّز الاكبر في المطاعم.
"كنا نحسبلو ألف حساب"، يلفت صاحب مطعم في حديث ل"السياسة": كنا نبدء بالتحضير منذ فترة كون هذا العيد يعوض بعض خسائرنا في الأزمة.
فعدد كبير من العشاق كانوا يستغلون هذا العيد للترفيه والسهر، والافادة من اليوم الذي يتبعه أي ١٤ شباط لأنه يوم عطلة رسمية".
لكن المطاعم هذه السنة أُجبرت على الاقفال! "وحتى ولو لم نكن في فترة إغلاق فإن الوضع الاقتصادي لم يكن ليسمح لنا بتحضير برنامج غنائي". يؤكد صاحب المطعم.
فهذه الحالة الصعبة انعكست ليس فقط على العشاق، او على أصحاب المطاعم بل على الفنانين والموسيقيين أيضاً".
وعليه بقي أمام الشريك حل واحد يعايد به شريكه، وهو اللجوء الى أقرب محل حلويات وشراء قالب من الحلوى على "شكل قلب" ليعبّر للآخر عن مدى حبه مع العلم أن الأسعار "نار".
إذاً، لعيد الحب هذا العام طعم آخر..
لا "الدبدوب"، لا الزهور، لا السهرات ولا حتى الحلوى يمكنها أن تساعدنا لنعبر للآخر عن مدى حبنا.. وعليه علينا الاتكال على أعمالنا وتصرفاتنا وبعض الكلمات الجميلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي علّها "بتعمل فرق"، ليمر العيد ببعض الحب.. رغم الحجر و التباعد..
شارك هذا الخبر