كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

كان يوم الإثنين الماضي فرصة بالنسبة لأصحاب المحال التجارية للعودة إلى الحياة وبخاصة تلك التي تبيع الألبسة وغيرها من الكماليات لولا "ضربة" ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء. 

رافق الارتفاع الهستيري هذا، تحركات احتجاجية على الأرض يبدو أنها ستستمرّ طويلا بفعل غياب أيّ ردّة فعل مسؤولة حتى اليوم. 

إذا، سعر الدولار هذا "كسر ظهر" أصحاب المحال، فمن سيستطيع الشراء والدولار بـ 10 آلاف مع الإشارة إلى أنّ المواطن كان في الأساس عاجزا عن الشراء. 

وفي هذا الإطار، رأى الخبير الاقتصادي ​جاسم عجاقة​ في حديثه لـ "السياسة" أنّ ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء سينعكس سلبا على هذا القطاع. مشيرا إلى أنّ لا يزال من المبكر معرفة ما إذا كان في السوق "حركة وبركة" ولكنّ استمرار الأوضاع كما هي الآن تعني أنّ الأمور تتجه إلى الأسوأ. 

ولفت عجاقة إلى أنّ لن يكون هناك إقبال على الكماليات بخاصة أنّ المواطن يعاني الآن من انخفاض حادّ في قدرته الشرائية ولكن قد نشهد حركة خفيفة في الأسواق خاصة في ما يخص الألبسة خلال عيد الفصح وشهر رمضان الكريم مع الإشارة إلى أنّ الأسعار المرتفعة ستصعّب هذه العملية. 

وتوقّع عجاقة ألّا تنشط سوق الكماليات خلال هذه الفترة.  وحدها الأسواق الغذائية "بتضلها ماشية" مع إقبال خفيف على ما يرتبط بالترفيه. 

وعليه فإنّ كثرا لن يصمدوا في الأشهر المقبلة إذا ما بقيت الأوضاع على حالها وبذلك يصبح من البديهي توقع إقفال عدد من هذه المحال أبوابها وصرف موظفيها. 

دولار السوق السوداء بسعر صرفه يتحكم بتفاصيل حياتنا، مستقبلنا وقدرتنا الشرائية. وعادة ما يتمّ تحديد سعره وفقا لما تنشره تطبيقات "الدولار" على هواتفنا. فما مصير "الدولار الأسود" في الأيام المقبلة؟ 

هنا، تحدث عجاقة عن "عصابة تتحكم بالسوق السوداء وقد ترفع سعر الصرف أو تخفضه تبعا لأهدافها في الأيام المقبلة". لافتا إلى أنّ ارتفاع سعر صرف الدولار يردع الاستهلاك ويدفع بالمواطن إلى تحويل ما يملك بالليرة إلى "العملة الخضراء" محاولا بذلك الحفاظ على مستقبله. 

ولكنّ الأهم يكمن في ما كشفه عجاقة. 

إذ أكدّ أنّ الجهات المعنية تمكنت من تحديد إسم شخص يدير تطبيق من التطبيقات التي يستخدمها اللّبنانيون لمعرفة سعر الصرف في السوق السوداء. وقد تبيّن أنه لبناني مقيم في تركيا وعندما طلبته السلطات قيل لها إنه غادر تركيا إلى جهة مجهولة. 

فمن المستفيد من دفع لبنان والشعب إلى هذه الهاوية؟