كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

صباحا، أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب الإضراب اعتراضا على عدم تنفيذ الوعود من دون أن يوضح عن أي وعود يتحدث.

في الشكل، بدا المجذوب منتفضا لحقوق أساتذته. وهي خطوة كان من المفترض أن تلقى دعما من قبل المدارس. 

ولكن ما إن أنهى الوزير مؤتمره، حتى بدأت معلومات أخرى تتسرب وتُظهر رفض المدارس الخاصة وبخاصة الكاثوليكية لما حصل اليوم. 

ووفقا لما سُرِّب من معلومات فقد كان متفقا مع الوزير أن يعلن الإضراب في 22 آذار إلى حين حصول الأساتذة على اللّقاح وقد ذهلوا بما حدث اليوم. في ما وصف البعض خطوة المجذوب بالفردية. 

وفي التفاصيل، اتخذ القرار بإعلان الإضراب خلال هذا الأسبوع بناء على اجتماعات عدّة عُقدت بين الوزير ولجنة الطوارئ التربوية (روابط رسمي، نقابة، لجان اهل، اتحاد مؤسسات تربوية). 

ردّة الفعل على مؤتمر المجذوب، لم تأت فقط عبر بيان تناقله أساتذة المدارس الكاثوليكية، أكدّ فيه أمين عام ​المدارس الكاثوليكية​ ​الأب بطرس عازار أنّ لا التزام بقرار المجذوب. بل سادت الضبابية والإرباك على مواقف مختلف الأطراف إلى حدّ أنّ المعنيين في المدارس الخاصة لا يزالون بانتظار توضيحات عن الوزارة. 

هذا الجدل حسم، بعدما تواصلنا مع نقيب المعلمين رودولف عبّود حيث أكد لـ "السياسة" أنّ اجتماعا يعقد في هذه الأثناء في وزارة التربية وهو يشارك فيه. موضحا أنه حدث اليوم لغط متعلق بالتاريخ حيث أعلن أنّ الإضراب سيكون في الثامن من آذار في حين كان من المفترض أن يكون في 22 آذار. وأضاف" على كلّ حال كلما كان تاريخ الإضراب أبكر كلما كان أفضل لنا". 

وعليه، فإنه وعلى ما يبدو ستلتزم المدارس الكاثوليكية بالإضراب، حيث شدد عبّود على أنّ الأمور توضحت ونحن إلى جانب الوزير في انتفاضته لما في ذلك من مصلحة بالنسبة للقطاع التربوي. 

وبذلك، يبدو أنّ الإضراب هذه المرّة سيكون أكثر جديّة وضغطا وربما الأطول لأنه بدعم وزير التربية شخصيا. وهذا ما أربك عدد من الأساتذة والمعلمات في المدارس الخاصة حيث أنّ خطوة كهذه قد تهدد رواتبهم. 

وفي هذا الإطار، طمأنّ عبود المعلمين، قائلا:" أؤكد من جانب النقابة أنّ الإضراب لن يعني المسّ برواتبكم لا عبر قطعها ولا عبر الحسم منها". 

يحدث كلّ ذلك، في ظلّ مطالبة القطاع التربوي بالعودة الآمنة إلى المدارس عبر الحصول على اللّقاحات. في ما عدد اللّقاحات لا يسمح بذلك، لذا فإنّ المشكلة وعلى ما يبدو ستواجه تعقيدات كثيرة وكبيرة قبل الوصل لأيّ حلّ.