كتبت هبة علّام في "السياسة": 

موقف جنبلاطي مستجد حرّك المياه الراكدة تحت ملف تشكيل الحكومة وأعاد السجال السياسي إليه، بعدما أقفلت كل الأبواب في الفترة الماضية.

فبتصريح لافت، فتح رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط  باب "التسهيلات" عندما أكد على خيار التسوية وعدم التمسّك بحكومة الـ 18 وزيرا، ما يعني عدم ممانعته لعدد أكبر من الوزراء وتمثيل أوسع للطائفة الدرزية.

وبين "زعل" رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري وما قد يكون عليه موقف رئيس مجلس النواب نبيه برّي من "استدارة" جنبلاط، كثُرت التحليلات.

لكن عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله أكد في حديث لـ"السياسة" أن " هذا الكلام غير واقعي"، وهم مستمرون بدعم مساعي الرئيس الحريري للوصول الى "حكومة إصلاحية جدّية تستطيع مواجهة المرحلة وتعطي مجالًا للطمأنينة في عمقنا العربي وأمام المجتمع الدولي"، موضحًا أنهم مصرّون على أن "لا يبقى هناك سعي وجنوح الى السلطة من قبل التيار الوطني الحر المتلطّي خلف رئيس الجمهورية".

وعن الأسباب التي دفعت بجنبلاط الى اتخاذ هذا الموقف، أشار عبدالله الى أنه " انطلاقًا من حسّه الإجتماعي والوطني ورؤيته للمأزق الذي وصلنا إليه بغض النظر عن الازمة التي يعيشها لبنان، اعتبر جنبلاط أن بإمكانه المبادرة للتخفيف من وطأة العراقيل الموجودة لا أكثر ولا أقل، على اعتبار أن مسألة العقد في تشكيل الحكومة أصبحت سخيفة أمام الأزمات المستفحلة بالوطن".

واعتبر أن "خطوة جنبلاط تهدف الى حثّ جميع المعنيين للتواضع والتسهيل وعدم الإقامة الدائمة خلف المتاريس، لأن البلد لا يحتمل". 

وحذّر عبد الله عبر "السياسة" من انفجار الشارع، معتبرا أنه "مؤشر خطير لتفلت أمني كبير، ما يجعل البلد تربة صالحة ليُصبح هناك دور أكبر لكل التدخلات الدولية والإقليمية، فيما نحن نحاول تحييد لبنان بالحد الأدنى عن الصراعات الدائرة في المنطقة". 

أما التحليلات التي توقّعت "انزعاج" الرئيس برّي من موقف جنبلاط على اعتبار أنه قد سحب بذلك إحدى أوراق التفاوض من يد الحريري، فجاءت لصالح التيار الوطني الحر، ردّ عليها عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم مؤكدا أن "هذا الامر لا يزعج برّي أبدا، إنما جُلّ ما يزعجه فقط، هو التأخير في تشكيل الحكومة، فهو من دعاة انجاز هذا الملف اليوم قبل الغد". لافتا الى أن "تفاصيل التشكيل ليست عند برّي أصلا بل هي بين من يشكّل ورئيس الجمهورية".  

وفي حديث لـ "السياسة" شدّد هاشم على أن "العقدة لا تزال داخلية، وكل ما يقال خلاف ذلك غير واقعي"، مذكّراً بقول بري أن "كل شيء من عندياتنا".

وبما أن مسألة "الثلث المعطل" التي كانت تُعرقل مساعي التأليف حُلّت، حسبما يتم التداول به، بعد ضغط حزب الله من جهة والفرنسيين من جهة أخرى.. إذا أين العقدة اليوم؟

يؤكد هاشم أن "العقد كثيرة ولا يمكن حصرها بما يُحكى عن ثلث معطل فقط، بل هي تتعلّق بالمصالح والمكاسب والحصص". لافتا الى وجود "تفاصيل وسجال وتباينات ونقاط كثيرة في عملية تأليف الحكومة، لم يتمّ التفاهم حتى على واحدة منها حتى الآن".

وجدّد المطالبة بضرورة تشكيل الحكومة لأنها "ألف باء العلاج ولا أمل بأي طريقة لوقف الإنهيار والبدء بخطة الإنقاذ من دون وجود حكومة قادرة".

فهل سيشكّل موقف جنبلاط الجديد نقطة دفع لباقي الفرقاء حتى يحذوا حذوه لتذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة وسط تسارع حدّة الإنهيار القائم في البلد؟