أمس انتشرت شائعة تفيد بأنّ عقوبات أميركية ستفرض على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. 

الشائعة التي أخذت طابع الخبر، لفّت لبنان! 

أمس، لم يكن الحدث هو فرض عقوبات على سلامة أو سواه. لأنّ قراءة ردّة الفعل اللّبنانية والتهليل الذي حصل يشيان  بأننا شعب يُحب أن يحكم من الخارج. وإلّا لماذا هذا الفرح كلّه؟ 

ويحدث ذلك، في حين يتطلب الوضع محليا الكثير من الحكمة والتروي والتضامن. لكنّ مراهقة البعض و"ولداناته" قد يوصلاننا إلى الخراب. 

بغض النظر عمّا إذا كان سلامة أو سواه متورطين بملفات فساد، هل يبرر ذلك الاستقواء بالخارج والترحيب بخرق سيادتنا واستقلاليتنا بهذه البساطة؟ كلا! لأنّ الشعب المسؤول هو ذاك الذي يعرف كيفية محاسبة ومساءلة حكّامه ومسؤوليه. ونحن وعلى ما أثبتت التجارب بعيدون جدّا عن ذلك. 

فمن الذي يضمن أنّ من يحرّض الخارج اليوم بشأن العقوبات لن يحرض هذه الجهات غدا لأمور أكبر وأخطر؟ 

الشائعة التي نشرتها "بلومبرغ"، نفتها الخارجية الأميريكة وهذا ما أثبت  أنّ المحرضين الذين ينشطون خارجا فشلوا. ويبدو أنّ من يحرّضون لدى الولايات المتحدة الأميركية هم أنفسهم من لا يتعبون من ممارسة الهواية الفاشلة نفسها لدى سويسرا. 

المثير للضحك والسخرية يكمن في أنّ المحرضين يعتقدون أنّ الأمور في الخارج "بتمشي عاللّبناني" وأنّ الكثير من "اللتلتات" تفي بالغرض. في حين أنّ العملية تحتاج إلى وثائق وإثباتات. 

وهؤلاء لن يلجأوا يوما إلى هذا الأسلوب. لماذا؟ لأن لا وثائق تدين سلامة! 

ببساطة، الرجل طبقّ ما أرادته وزارة المالية فلماذا لم تُفتح عليها معركة مشابهة؟ أو أنّ البعض يأبى الاقتراب والمساس بجهات سياسية معيّنة؟ ولماذا لم يلجأ هؤلاء للقضاء اللّبناني واختاروا "التزلف" للخارج أم أنهم "عبدة" استعمار؟

وقد  بات واضحا أنّ "بوطة" ما تنشط خارجيا لأسباب معروفة: ضرب القطاع المصرفي وإنهاء وجوده بعدما كان الركيزة الأساسية التي ساعدت الاقتصاد اللّبناني على الصمود. 

ما ظهر أمس، واضحٌ. 

هناك معركة تُدار خارجيا وتستهدف رياض سلامة. لكنّ الحاكم محظوظ بهكذا أعداء لا استراتيجية واضحة عندهم ويبنون انتصاراتهم على شائعات. 

والعيش على الشائعات يعني شيئا واحدا: لقد خسروا الحرب لا المعركة.