"تكتيكات بوتين النفسية" و"تشاؤم بايدن".. نتائج التحضيرات المسبقة للقمة الرئاسية

17/06/2021 08:34AM

أظهرت نتائج أول قمة جمعت بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء، دلائل على "وقف النزيف في العلاقات بين الدولتين"، رغم ما بدا وكأنه سلوك "متشائم" لبايدن قبل انعقاد الاجتماع، وفقا لتقرير عن صحيفة "واشنطن بوست". 

فمع اقتراب القمة، خفف بايدن من احتمال وجود تغيير حقيقي في سلوكيات روسيا أو التوصل لنتائج جذرية من شأنها خلق تقارب شديد بين الدولتين، بل توضيح بعض القضايا الجوهرية للرئيس الروسي. 

وعبر بايدن عن هذا بعد مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الذي دام حوالي أربع ساعات، قائلا: "هذا لا يتعلق بالثقة. بل بالمصلحة الذاتية". 

وعكس بوتين الأمر ذاته، في مؤتمر صحفي منفرد، قائلا: وفي رد على سؤال بشأن تلقيه دعوة من بايدن لزيارة البيت الأبيض، قال بوتين "لم يقم بتوجيه الدعوة لي لزيارة البيت الأبيض"، مضيفا "يجب أن نحظى بالوضع المناسب من أجل الوصول لهذه المرحلة".

ويشير التقرير إلى أن مساعدي بايدن "لم يتركوا شيئا للصدفة"، وأنهم درسوا كل خطوة خلال تنظيم الاجتماع في مدينة جنيف السويسرية لكي يضمنوا "تجنب أي تقصير في تحقيق التوقعات" أو احتمالية "تحقيق إنجازات متواضعة". 

وأشار إلى أن الرئيسين تعمدا الامتناع عن الظهور في مؤتمر صحفي مشترك، لمنع أي "عفوية وارتجال". 

كما تم تجنب أي فرصة قد يبدو فيها بايدن "بمظهر ضعف"، فعلى سبيل المثال تفاوضوا على وصول الرئيس الروسي أولا إلى موقع الاجتماع، لاستبعاد أي فرصة لإبقاء الرئيس الأمريكي منتظراً، وهو "تكتيك نفسي معروف لبوتين"، وفقا للتقرير.  

وقال مسؤول أميركي، رفض الكشف عن هويته للصحيفة، إن طاقم الرئيس الأميركي، قرروا تنظيم إحاطة للخبراء حول الأمن السيبراني ، ولا سيما بشأن أنواع السلوكيات والبنى التحتية التي يجب اعتبارها "خارج الحدود" أو "محظورة".

وسلم المسؤولون الأميركيون بوتين قائمة بـ 16 قطاعا، في مجالات الغذاء والزراعة والخدمات المالية والاتصالات وقواعد الإنتاج الدفاعي التي تعتبر "خطا أحمر". 

وكان بايدن قد تعهد بأن الهدف من اللقاء هو تحديد تلك الخطوط لبوتين وتأكيد أن الولايات المتحدة لن تقف جانبا أمام أي سلوكيات قد تشهد فيها عداوة من الجانب الروسي. 

خفض التوقعات 

ومع الحرص على تخفيض التوقعات المسبقة للاجتماع، بالأخص مع انتهائه بشكل أبكر مما كان متوقعا جراء إلغاء "جلسة الوفدين"، لم يتوقع كثيرون وجود تغييرات جسيمة بعدها. 

لكن  لهجة بايدن الحازمة في الأيام الأخيرة حيال بوتين أبرزت التناقض بشكل أفضل مع تقلبات سلفه الجمهوري، دونالد ترامب، وغموضه.

وهذه اللهجة المسبقة و"تشاؤم" الرئيس الأميركي من توقع أي نتائج قبل الاجتماع كانت السبب وراء تحقيق نتائج كبيرة، حيث وصف بايدن الحوار بـ "البنّاء".

اللقاء تطرق إلى مجموعة كبيرة من القضايا، أبرزها الاتفاق على عودة السفراء والملف السوري فيما يخص ضرورة فتح ممر لإدخال المساعدات الإنسانية إضافة إلى الملف الإيراني. 

ووضح بايدن لبوتين أنه من الضروري التأكد من أن إيران "لن تحصل على سلاح نووي"، وأشار في الوقت ذاته إلى أن الرئيس الروسي "عرض المساعدة في ملفي إيران وأفغانستان".

ووصف بايدن أجواء الاجتماع مع الرئيس الروسي بأنها كانت "جيدة وإيجابية"، مؤكدا أنه "تمت الموافقة على اتباع الديمقراطية فيما يخص اتفاق مينسك".

وأبلغ بوتين بأن "المسألة ليست ملاحقة روسيا، ولكننا نتحدث عن مبادئنا في الدفاع عن الحريات الأساسية".

على المستوى الفردي، لا تشكل أي من الاتفاقات لحظة فاصلة، لكن محللين قالوا إنها تشكل معاً تقدمًا في القضايا الهامة لكلا البلدين.

فعلى مدى 40 عاما من خبرته السياسية، شهد بايدن الكثير من الاجتماعات بين رؤساء أميركيين وبوتين منذ استلام الأخير للسلطة، دون تحقيق نتائج ملموسة. 

لكن خبراء يقولون إن لهجة بايدن الأخيرة وتعاطي طاقمه مع تحضيرات الاجتماع "أوقف نزيف العلاقة بين البلدين، وعلى الأرجح وضع أساساً لها"، وفقا لما قاله المحلل الروسي، سامويل تشاراب، للصحيفة. 

فقد اتفق الخصمان القديمان على عودة دبلوماسية قوية، مع تأكيد مجرى الحوار الذي سيتخذ بين الطرفين مستقبلا. 

 وأضاف تشاراب "كانت هناك خطوات واضحة للتقدم.. وبشكل عام قد تكون هذه أفضل نتيجة كنا نتوقعها". 


شارك هذا الخبر


Fatal error: Uncaught mysqli_sql_exception: Column 'ID' in order clause is ambiguous in /var/www/elsiyasa/new/newFunction.php:305 Stack trace: #0 /var/www/elsiyasa/new/newFunction.php(305): mysqli->query() #1 /var/www/elsiyasa/new/include/latestnews.php(2): getLatestArticlesNumHomeNew() #2 /var/www/elsiyasa/new/article.php(159): include('...') #3 {main} thrown in /var/www/elsiyasa/new/newFunction.php on line 305