في بلدٍ تتآكله الأزمات.. هل يكون الحل عن طريق "شفيعة الأمور المستحيلة"؟

22/05/2020 09:01PM


"الحب يجعل الأمور المستحيلة، ممكنة." إنها كلمات القديسة ريتا التي نحتفل بعيدها في الثاني والعشرين من هذا الشهر! 

هذه الكلمات هي لنا جميعًا،  نحن الغارقون وسط يأسنا من هموم هذا العالم.

"إن الله لا يعجزه شيء في أرض ولا في سماء". ومفتاح هذه الحقيقة: الإيمان. 

فلنلق نظرة على عمق إيمان ريتا القديسة. حياتها وما بعد مماتها زاخران بعجائب الرب لدرجة أنها تُدعى "شفيعة الأمور المستحيلة".

هذه القديسة التي ولدت عام ١٣٨١ في بلدة روكابورنيا بالقرب من مدينة كاشيا في منطقة سبوليتو، كانت رغبتها منذ صغرها أن تصبح راهبة، لكن رفض والديها كان بالمرصاد لأنهما أجبراها على الزواج من رجل فظّ الطباع، أساء معاملتها والتصرف معها.

 ريتا أنجبت من زوجها ولدين توأمين "جان - جاكامو أنطونيو" و"باولو - ماريا".

 واستطاعت أن تغيّر طباع زوجها بعد ١٨ سنة، إلى أن تاب وطلب منها الغفران. لكن القدر رسم لهذه القديسة بأن تعيش حياتها معذبة. بعدما قُتل زوجها. 

وَلدا ريتا عرفا بحقيقة موت والدهما وقررا أن يثأرا لأبيهما. فما كان من ريتا إلا أن تصلي إلى الله كي لا يقترفا هذه الخطيئة، فكانت تفضل لهما الموت على أن يقعا في الخطيئة، وبالفعل توفيا بسبب المرض عن عمر مبكر دون أن ينفّذا أيّة جريمة.

مَن يقرأ سيرة هذه القديسة يرى أن حياتها مليئة بالصعوبات ولكن كل مشكلة كان يقابلها حلًا من عند الله. فبعد أن خسرت عائلتها قررت دخول الدير وتحقيق حلمها، وقد تحقق بعد أن كان مستحيلًا لأنها كانت امرأة متزوجة، إلى أن وجدت نفسها ذات يوم داخل الدير رغم أن الأبواب كانت مغلقة.

منذ بدء البشرية، خاف الإنسان من الأشياء التي تهدد حياته، كالمرض والكوارث الطبيعيّة... فلجأ إلى الله والصلاة.

 وفي هذا السياق تقول المعالجة النفسيّة يارا سَنجب لموقع "السياسة" : "من الطبيعي في الفترات الصعبة أن يلجأ الإنسان إلى الأمور الدينيّة، الروحانيّة والماورئيات في محاولة لتخفيف الضغط الذي يعيشه." 

وتشير سنجب إلى أن "السبب يعود إلى مشاكلنا المنقسمة إلى نوعين: النوع الأول، هي المشاكل التي يمكنننا السيطرة عليها وتغييرها وإيجاد الحلول لها (كمشاكل العمل، مشاكل العائلة...)

والنوع الثاني، هي المشاكل التي لا يمكننا السيطرة عليها وهذا النوع يسبب للإنسان القلق والضغط. وهذا ما نعيشه اليوم في موضوع الكورونا مثلًا."

وتضيف "لهذا السبب يلجأ العديد من الناس إلى الله والقديسين والأنبياء، أو السحر والماورئيات، لأن الإنسان يهدف للالتجاء إلى من يملك السلطة والقوة في تغيير واقعه."

وتؤكد سنجب:"هذا الموضوع طبيعي جدًا لأن الصلاة واللجوء إلى الله هي من الموارد الدينيّة التي يعوّل عليها الإنسان لحل مشاكله كالموارد الأخرى، مثل الدعم الاجتماعي والتحدث مع العائلة والأصدقاء."

يُخبِر السنكسار: "نالت ريتا سمات المسيح لأجل تقواها وتعلّقها بآلامه المقدسة في شكل شوكةٍ انغرزت في جبينها."

ريتا التي اعلنت قديسة عام ١٩٠٠، عاشت حياتها ملتزمة بالصلاة والتأمل والتي عاشت حياتها على الأرض انعكاسًا في السماء، توفيت في ديرها في ٢٢ أيار ١٤٥٧ حيث يرتاح جثمانها في تابوت معطر برائحة الورود التي تفوح منه ويقصده المؤمنون من مختلف المناطق.

 فهل تكون حلول هذا البلد على يد "شفيعة الأمور المستحيلة"؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa