"مخاوف جدية" بشأن خطة فيسبوك لإنهاء الاتجار بالآثار

02/07/2020 09:01AM

في 23 يونيو، أعلن فيسبوك أنه قام بتحديث معايير "الحظر" الخاصة به لتشمل حظرًا على "المحتوى الذي يحاول شراء أو بيع أو الاتجار أو التبرع بالتحف التاريخية". 

ويشير هذا التحديث، وفق مجلة "فورين بوليسي" إلى تحول كبير في موقف فيسبوك بشأن التجارة في الممتلكات الثقافية، وذلك استجابة لدعوات علماء الآثار والخبراء الأمنيين بشأن التجارة غير القانونية في الآثار الشرق أوسطية المنهوبة من طرف الإرهابيين.

وتم الاتجار بالآثار على شبكة فيسبوك منذ انطلاق ما يعرف بالربيع العربي العام 2011. 

المنصة وفق المجلة ذاتها "ظهرت كمركز رئيسي للنهب الثقافي في عام 2014، عندما بدأ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في إضفاء الطابع المؤسسي على نهب المواقع الأثرية في العراق وسوريا".

وساعدت مجموعات فيسبوك الخاصة والخوارزميات المتطورة لبائعي الآثار المنهوبة في مناطق النزاع من ليبيا إلى اليمن، بالتواصل مع بعضهم البعض ومع المشترين، "وتمويل الجماعات الإرهابية".

لطالما حظر فيسبوك بيع البضائع المسروقة. لكنه لم يفعل كثيرا لفرض سياساته، وفق "فورين بوليسي".

فيسبوك اعتمد فقط وبشكل أساسي على المستخدمين للإبلاغ عن الانتهاكات والمعاملات المشتبه بها لمراجعتها من قبل المشرفين على المحتوى.

وحتى المشرفون على المراقبة في فيسبوك "يفتقرون للتجربة" وفق الصحيفة ذاتها.

ولم يتلق المراقبون على فيسبوك التدريب المتخصص المطلوب لتحديد الآثار بشكل صحيح وتحديد ما إذا تمت سرقتها أم لا. 

وفي الأسبوع الماضي، وبفضل القواعد الجديدة، التي وضعها فيسبوك، تم تصنيف مجموعة من الآثار التاريخية مثل بعض اللوازم الجنائزية والمخطوطات القديمة، والأختام المنقوشة، وأجزاء الجسم المحنطة، وعناصر نادرة أخرى ذات قيمة تاريخية أو ثقافية أو علمية مهمة" ضمن قائمة العناصر التي يحظر بيعها تماما.

مجموعة من علماء الآثار رحبوا بالآلية الجديدة، وأصدروا بيانا جاء فيه "نرحب بقرار شركة فيسبوك وهو مؤشر على أنها بدأت في الاعتراف بحجم هذه المشكلة الخطيرة، لكن لدينا مخاوف جدية بشأن نهج الشركة المخطط لمكافحة الاتجار بالآثار".

فعلى الرغم من أن سياسة فيسبوك الجديدة أكثر استباقية من سياستها السابقة، إلا أنها لا ترى الاتجار بالآثار كجريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي "لذلك يجب على الشركة الحفاظ على المواد التي تزيلها من موقعها كدليل، ولا يجب تدميرها" يقول تقرير الخبراء.

في عام 2011، ساعد فيسبوك في تحفيز الربيع العربي، وتحويل الاحتجاجات المحلية المتناثرة إلى ظاهرة عالمية، أطاحت بالزعماء الاستبداديين وأشعلت الجدل السياسي في البلدان التي تم قمعها لعقود. 

لكن الاضطرابات زعزعت استقرار مجتمعات بأكملها، إذ تحولت ليبيا وسوريا واليمن إلى حروب أهلية دامية تخللتها مجموعات إرهابية وعلى راسها القاعدة وداعش.

هذه المجموعات جعلت من بيع الآثار المنهوبة مصدر تمويل رئيسيا لعملها الإرهابي عبر المنصات الاجتماعي.

مجلة فورين بوليسي قالت في الصدد "ساعدت هذه الصراعات على تمكين جيل جديد من الجماعات الإرهابية، التي أثبت أعضاؤها براعة عالية في استغلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأيديولوجياتهم وتمويل أنشطتهم ببيع الآثار المنهوبة".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa