حتّي "طربش" الحكومة.. فهل تكرّ السّبحة؟

03/08/2020 06:10PM

"روح يا سنّ الحمار وتعا يا سنّ الغزال".

من وحي انتظاري في غرفة الجلوس لدى طبيب الاسنان الذي يتابعني منذ عشر سنوات تقريباً.. لم يُخيّل لي إلا أنّ استقالة وزير الخارجية ناصيف حتّي اليوم أشبه بضرسٍ لا مكان له في الفم، يضرّ ولا ينفع، واقتلاعه من الوجود أصحّ وأفعل لصحة الفم!

ناصيف حتّي المحسوب على التيار الوطنيّ الحرّ، تقدّم باستقالته اليوم متذرّعاً باعتراضه على ملفّات حكومية عديدة. استقال بخطابٍ لو فتّشنا في المعلّقات لوجدنا أخاه.

لُغةٌ فصيحةٌ تفتقر الوضوح، أخرجت حتّي من وزارته بطلاً أمام اللبنانيين، ففي "الهريبة تلتين المراجل".

يبدو أنّ تخبّط التيار الداخليّ بدأ ينعكس على الحكومة وثباتها وحتى استمرارها..

لذا تعتبر المصادر أٔنّ رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل سيضغط باتّجاه قبول الاستقالة لأنّ بديله عن حتّي اصلاً جاهز. 

والخارجية، وهي إحدى الوزارات السيادية لا يمكن إلا أن تكون من حصة التيار.

بالحديث عن الخلافات داخل التيّار، نذكر حلقة جوزيف ابو فاضل على الـ OTV مع الزميلة جوزفين ديب.. حيث هاجم رئيس تيّاره للمرّة الاولى في التاريخ حيث انتقد انتقاء باسيل لوزرائه في الحكومة.. وهذا دليلُ دامغٌ على كمّ الخلافات الداخليّة في التيار التي يبدو أنّها بدأت تخرج عن السيطرة!

حتّي بدوره انتقد التيار.. وكأنّ عمّتي هي من أوصلته الى سدّة الحكومة! عجبي..

لا علينا، شؤون داخلية لا شأن لنا بها.

الملفت في الموضوع كلّه موقف حزب الله.. فوفيق صفا الذي تمترس في الوزارة ليثني حتّي عن استقالته حتّى يوم الاستقالة ليست زيارته بالعابرة أو العادية وليست نصيحة أخٍ أكبر حكماً.. 

فالتاريخ المفصليّ الحسّاس للحزب، هو 7 آب، ما قبله، بحليفٍ ركيكٍ لن يكون كما بعده حكماً.. 

هناـ تضاربت معلومات المصادر.. فأفادت بعضها بأنّ الحزب حاول أن يثني حتّي عن استقالته تخوّفاً من سيناريو 7 آب.. 

وبعضها الآخر رجّح أن يكون حتّي قد "هرب" كي لا يواجه الاميركي ويقف معه وجهاً لوجه!

وفي الحالتين، فالوزير المستقيل وحجج أنّه صُدم بالواقع واهية، تماماً كمسؤوليته.. التي اقتصرت على الاستنكارات المتتالية، الممنوع عليها أن تكون شديدة اللهجة حتى!

كيف يعقل أن يصدم بالواقع ويكتشف أنّ هذه الحكومة غير قادرةٍ على الاستمرار في حين أنّ صحافيين غير متخصصين، كمحمد نزال مثلاً، الذي استعنت بالجملة الاولى ممّا كتب صباح اليوم.. كان مدركاً لشلل هذه الحكومة حتّى قبل أن يحين موعد خطوتها الاولى؟ كيف لم يلحظ قبل أن يصبح معنيّاً؟!

والمشكلة الاكبر من أنه لم يلحظ ذلك.. أنّه صار اليوم بطلاً بعيون المعارضين مع أنه لم يكن منهم يوماً.. عجبي مجدداً!

وفي الحالتين، تُشكر أميركا وفرنسا اللتان لفتتا نظر وزير خارجيتنا الى ما لم يكن قد لفت نظره اصلاً!

وفي النهاية، "طربشنا" حتّي، الذي سيستفيد من امتيازات الوزير الى أبد الدّهر! ونحنُ سنبقى ننتظر، الى أن نبلغ فجر رئيس الحكومة حسان دياب المنشود.. قبل أن يستقيل بدوره.

عموماً، مشكلة هذه الحكومة هي مشكلة احزاب السلطة التي لم تعمّر من السرقات بعد: "بتكبّر الحجر كتير".


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa