13/08/2020 03:23PM
عذراً، لم أعد قادرة على الاستمرار!
ضحّيتُ كثيراً، وأعطيت من عمري وأيّامي ومن صباي لكنّني بدل المكافأة تأذّيت!
أنا مدمّرة ... مجروحة، مكسورةُ القلبِ والخاطر.
فقدت كلَّ قواي وكلَّ أملٍ في البقاء ...
لم أعد أنا أنا ...
أنظر إلى نفسي في المرآة ... أحدّق بملامحي ... تغيّرَت، تبدّلَت ...
شحُب لونُ وجهي وعيناي غرقتا في حزنٍ شديد واتّشحت وجنتاي بالسّواد، جبيني انحنى وكسر الألمُ ظهري!
ما تبقّى من جمالي غاب ... بتتُ مشوّهةَ الجسدِ والرّوح.
لا أشبه نفسي ونفسي لا تشبهني ...
طار الفرحُ من عينيّ، سلبتموني أغلى ما لديّ!
لم أعد أجيدُ الرّقصَ سوى فوق جروحي ...
أتقنتُ رقصةَ الموت ... أما كفاكم؟ والله أتقنتها وحفظتُها عن ظهر قلب! أما كفاكم؟
أهكذا أكافَأ بعد كلّ التّضحيات؟
أتقنتُ لعبةَ الموت وتخاويت مع الجراح ماذا تريدون بعد؟
ادّعيتم حبَّكم لي وخنتموني وكنت أسامح في كلّ مرّة فيما أنتم تعيدون الكرّة!
ادّعيتم الإخلاصَ فخنتم، ادّعيتم الشّرف فذللتم، ادّعيتم النبلَ فتواضعتم (من وضيع لا من تواضع طبعاً)!
امتهنتم الكذب والخداع والحقارة والسّفاهة والسّفالة ... وما زلتم!
أهكذا تكافئونني؟
أيّ ذنبٍ اقترفتُ لتصلبوني؟ أيّ ذنب اقترفت لتسقونني خلَّ ضمائرِكم المعفّنة؟ تقاسمتم ثيابي وعلى لباسي اقترعتم!
ما أحقرَكم!
أيّ ذنبٍ اقترفتُ لتجلدوني وتحطّموني؟
ذنبي أنّني كنتُ وفيّةً للقضيّة، كنت وفيّة للبنان ولبنان فقط، ولم أشأ أن أنتمي لأحزابِكم وتيّاراتِكم وحركاتِكم!
ذنبي أنّني لم أشأ الغوصَ في صفقاتِكم ومحاصصاتِكم!
تنازعتموني، قسّمتموني، جزّأتموني وحاول كلُّ واحدٍ منكم استخدامي واستغلالي!
أما تعبتم من المزايدات؟ أما تعبتم من الكذب والرّياء والانحطاط والدّناءة؟
أما تعبتم من ارتداء قناع الشّرف والنّبل والعفّة لسنوات؟
أنا تعبتُ منكم ... إرحلوا، غادروا، هاجروا إفعلوا أيَّ شيء لكن لا تبقوا!
لو كنتم تتمتّعون بذرّة شرف وبحفنة ضمير لما بقيتم على كراسيكم!
أتظنّون أنّكم لن تحاسبوا؟ أتظنّون أنّكم ستفلتون من العقاب؟!
أتظنّون أنّكم ستنفدون بريشكم كما في كلّ مرّة؟
والله، باسم دموعي ودموعِ شعبي ووطني وشهدائي وجرحاي، باسمِ حرقة قلبِ كلّ أمّ وكلّ أب وكلّ أخ وكلّ أخت وكلّ إبن وابنة أقول لكم: "يوم الحساب قريب، ولا تظنّنَّ أنّكم ستفلتون!"
فأنتم لكم كراسيكم، ومقاعدُكم وعروشُكم وسلطتُكم واستبدادُكم وتعسّفُكم وظلمكُم وأنا لي الله ... والله يمهل ولا يهمل، فيا ويلكم من غضبِ شعبي، فغضبُ الله من غضبِ الشّعب!
والسّلام ...
"بيروت"
المصدر : السياسة
شارك هذا الخبر
تجديد الثقة بسيمون أبي رميا لرئاسة لجنة الشباب والرياضة النيابية
سلسلة لقاءات لوزير الأشغال في مكتبه
سلام يزور البطريرك العبسي: بحث في الأوضاع العامة
الفرصة الأخيرة للبنان: بين نزع السلاح واستعادة الدولة
الأوضاع السياسية على طاولة عون وأسود
أمن الدولة يوقف شخصًا للاشتباه بتواصله مع اسرائيل
الامن العام : المرحلة السادسة من خطة عودة النازحين السوريين صباح الخميس
عون يشدّد على تطبيق قانون السير خلال لقائه مبعوث الأمم المتحدة لسلامة الطرق
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa