دياب يستسلم... والواتس آب يُدير الوزارت! التفاصيل على هذا الرابط

13/10/2020 04:41PM

"فلت الملق" من بين يدي رئيس حكومة تصريف الأعمال حسّان دياب. وزراؤه، أو البعض منهم، باتوا أشبه بديوك يتبارزون على حلبة مصارعة على مرأى من الجميع، والرئيس المعني لا يُحركّ ساكناً.

في الغالب، يبدو أن دياب قد إستسلمَ لقدره. ترك أمور الحكومة وتسيير أعمالها جانباً إلا فيما قل ودلّ ولضرورات إستثنائية كتفعيل لجان ذات ميول مالية من أجل بحث قضايا وقف الدعم وما شاكل.

قبل أيام، بعثَ سفير أوروبي معتمد في بيروت باستفسار إلى سياسيين يسأل عن هذا الجمود القاتل الذي يطبع مسيرة حكومة تصريف الأعمال وكأنها تخلت عن مسؤولياتها في مرحلة حساسة تحتاج إلى تسيير أعمال بالحد الادنى. الكلام نمّ عن امتعاض أوروبي من ترك الشؤون اللبنانية إلى قدرها وربطها بتشكيل الحكومة الجديدة في وقتٍ تشتد علامات الانهيار في الأفق.

أسوأ من ذلك، باتت العلاقات بين مجموعة من وزراء حكومة تصريف الاعمال لا توصف. أنها من المرات النادرة في لبنان التي تتحول فيها حكومة تصريف الاعمال إلى جثة بلا رأس، تطبعها سمة التناحر بين أركانها وأعضائها، إلى حدودٍ جرى فيها تخطي الخطوط الحمر واللياقات المهنية قبل السياسة التي يجب ان تحكم هذا الحضور.

القضية غير مرتبطة فقط بنوبات بين وزيري الصحة حمد حسن والتربية طارق المجذوب حول الاسبقية بين من يُغلق البلد ومن يفتحه. هنا نحن أمام خلل وظيفي فاضح وغياب تنسيق أفضح. في اي مقام مماثل يجب أخذ المصلحة العامة في عين الاعتبار، وهو ما لم يقدم على فعله وزير التربية مثلاً الذي يتصرف على كونه حاكماً بامره ليس داخل وزارته فحسب التي باتت أقرب إلى "كانتون وزاري مستقل" بل وفي عموم مجلس الوزراء المستقيل من دون أي اكتراث لمرجعيته التي أتت به إلى موقعه.

الأمر ذاته حدث مع وزير الداخلية في الحكومة المصرفة للأعمال ذاتها. فقد التنسيق حول قرارات الفتح والاغلاق بينه وبين وزير الصحة إلى حدود نشوء نزاع إعلامي عبر البيانات بين الجانبين، مما دفع بإحدى المرجعيات السياسية إلى التدخل لمعالجة الأمر وسحبه من التداول الاعلامي منعاً للفضيحة. من يومها، فقد التنسيق بين الجانبين وما يزال، وعلى مسافة الوزراء الآخرين سيما الجنس اللطيف منهم الموضوع ليس افضل بكثير، بل أكثر من ذلك، سمة التخبط تطبع أكثر من وزير أخر، بين من يحضر إلى مكتبه ودوامه وبين من يتجاهل الحضور موكلاً أمر وزارته إما إلى مديرها العام أو خدمات الواتس آب!

هنا، العتب على رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الذي تخلى عن مهامه وواجباته باكراً. أكثر من طرف يؤكد غياب الرئيس عن أداء اي دور تنسيقي مع الوزراء وتركهم وشأنهم، حتى حين اندلع الاشتباك الوزاري الأول بين الداخلية والصحة وقف رئيس الحكومة يتفرّج. الأمر ذاته تكرّر خلال المطاحنة التي جرت بين الصحة والتربية اخيراً، إلى حدٍ جعل من أطراف مراقبة ان تعتقد أن دياب ينتقم من خلال وزرائه من الاطراف السياسية الاخرى عبر خلق أجواء عدم إستقرار تساهم في تأمين الحد الادنى من تصريف الاعمال.

هذا الجو عملياً، يؤذي دياب ولا يفيده. صحيح أن الرجل عزم منذ فترة على عدم العودة إلى تولي أي منصب سياسي، سواء كان صغيراً أو كبيراً في الجمهورية اللبنانية، لكن الصحيح أيضاً أن التاريخ قد لا يعفيه من المسؤولية، ومن يدري أن يعود الرجل ليصبح إحتمالاً مطلوباً مرة أخرى، حينها كيف سيفسر تخليه عن أداء واجباته الدستورية في حكومة تصريف الاعمال؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa