خفايا خطأ فاضح في الجامعة اللبنانية

28/10/2020 11:20AM

كتبت صفاء درويش في السياسة:

الأمور في الجامعة اللبنانية ليست على ما يرام. فبعد سلسلة المشاكل والأزمات التي تعصف في مختلف الكليّات، أتى هذه المرّة دور الكليات الطبية. فمن المتعارف عليه أن تجرى في كل عام امتحانات دخول للطلاب الراغبين بدراسة اختصاصات الطب العام وطب الأسنان والصيدلة. ولكن هذا العام أتت النتائج مفاجئة جدًا لجهة رسوب نسبة مرتفعة من المتقدمين للإمتحان باللغة الفرنسية. ساعات بعد النتائج تبيّن أن خطأ حصل في التصحيح الإلكتروني حيث اعتمد الكومبيوتر أجوبة مسابقة اللغة الانكليزية لتصحيح مسابقة اللغة الفرنسية مما ادى الى تدني شديد في علامات مسابقة اللغة الفرنسية مقابل اللغة الانكليزية! لتصدر بعده اللجنة الفاحصة بيانًا توضح فيه ما حصل وتعلّق اصدار النتائج. نعم، إنّها جامعة الدهشة الوطنية!

المفاجئ ليس هنا، بل أن اللجنة أعادت التصحيح في صباح اليوم التالي دون أن تلغي نتيجة من اعتبروا ناجحين سابقًا، مما أدى إلى انتفاخ اعداد المقبولين مرة ونصف على الاقل عن إعداد السنوات السابقة، وهو ما يفوق العدد الطبيعي التي تستوعبه الجامعة والإختصاصات ويلغي الغاية من إجراء امتحان دخول.

هنا تُطرح عدّة أسئلة، هل ما حصل هو خطأ فعلًا؟ او هل كان الهدف إدخال طلاب معينين لم يكن بوسعهم النجاح بالطريقة الطبيعية؟ أم أن النتائج لم ترضِ البعض في الجامعة فلجأوا إلى هذه المسرحية المفضوحة؟ 

ان غياب الشفافية يدعو إلى القلق ويصيب الطلاب بحيرةٍ أمام مستقبل بات مهدّدًا بفعل الإهمال الإداري وعدم وجود معايير تنصف الطلاب فيما بينهم.

ثم هل صحيح أن رئيس الجامعة الدكتور فؤاد ايوب طلب من اللجنة الفاحصة اعتبار الجميع بمثابة الناجحين وذلك لعدم استفزاز أهالي من نجحوا في اليوم الأوّل نتيجة الخطأ الذي حصل؟

يعتبر مصدر داخل الجامعة أن ما حصل يضرب مصداقية الجامعة في الدرجة الأولى، كما يضرب قيمة ومستوى امتحانات الدخول للكليات الطبية، ما يؤثر بالطبع على الإختصاصات ككل وكذلك الشهادات ومستواها وسمعة الجامعة.

يأتي كل هذا بعد أسبوع على تكليف الدكتور يوسف فارس بعمادة كلية الطب في الجامعة، هذا التكليف الذي أثار لغطًا كبيرًا داخل أروقة الجامعة كونه يكسر اعرافاً وتوازنات...

ثم، ما هي مسؤوليته عما حصل؟

الجامعة اللبنانية أمام تحدٍ فعلي لاعادة اعتبار صورتها أمام الرأي العام، فكل ما يجري الآن هو استمرار لنهج غريب في الإدارة يسيء بشكل مستمر كل فصل وكل عام لصورة الجامعة أمام اللبنانيين عمومًا، وأمام طلابها وأساتذتها خصوصًا.  فهل سنكون بعد هذه الفضيحة أمام قرار حكيم بمعاقبة من أخطأ (هل تم فتح تحقيق اساساً؟ )وإعادة التصحيح بمعايير واضحة وشفافة أم ستعاد الإمتحانات من أصلها؟ المرجّح أن القاعدة التي أرساها أيوب ستستمر في إصابة الجميع بالدهشة القاتلة!


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa