أين الناصريّة من مؤسس التنظيم الشعبي الناصري؟

المقالات المُذيّلة بأسماء كاتبيها تُعبّر عن آرائهم الخاصّة، وليس بالضرورة عن رأي موقع "السياسة"

كتبت ريم زيتوني في "السياسة"

تتمنّى أحيانًا حينما تشاهد فيلمًا، او حلقةً من برنامجٍ ما أنّك أضعت ساعة من عمرك كنت تستطيع أن تقضيها وأنت تشاهد مباراة فوتبول -حتى لو لم تكُ من هواة الفوتبول مثلي-

من هذه الحلقات، مقابلة النائب مؤسس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد على قناة الجديد. 

تتمنّى لو أنّك تسكُن في الضاحية الجنوبيّة والحزب او الحركة قطعوا عنك بثّها! 

لسانُ حال من تابع الحلقة: يا ليتنا لم نسمعك أو نشاهدك يا أمل الفقراء.. يا أُسامة! 

صيدا، الّتي مجزر بها الارهابيّ أحدمد الأسير، من حماها اثنان: الجيش والمقاومة! 

حين تتنصّل منهما اليوم -بقصدٍ أو عن غير قصد- فأنت ناكرٌ للمعروف. يمكنك أن تكون كذلك، لكن لا يمكنك أن تدّعي أنّك زعيم صيدا بعدها! 

من ينفي، في الشارع اليوم، أن تكون أميركا السبب غير المباشر وراء الانهيار الكبير الذي نعيشه، وحين نقول أميركا، نقصدها وأزلامها وأذرعها في الداخل. 

هذا الخطاب، رائج في أوساط الـ ngo's. أسامة سعد تبنّى هذا الخطاب بحذافيره! 

وبعدما سلّم رقبته لخطاب الـ ngo السائد في الحزب الشيوعي ولم يكن رأس حربة النّاس يومها.. سقط سقطته الاولى! 

أميركا لا تستثمر، أميركا تخلق واقعًا شبيهًا بالفوضى الخلّاقة في شرقنا الاوسط ومن ثمّ تستثمر به.. لا تنتظر الفرصة وحسب! 

وللنّاصريّ الاهمّ في هذا البلد، الذي يعتبر أنّ الانطمة الخليجيّة "لا ملائكة ولا شياطين".. وأنّ الخطوة بالتطبيع مع "اسرائيل" "لا تخدم القضيّة" وحسب.. يعني أن وضع النّاصريّين في هذا البلد "تعبان" يا أُسامة.. تعبان! 

وفي التحذير من مغبّة عودة اللبنانيين من الخليج دعوة صريحة لهم للاندماج في حفلة التطبيع تلك بدل محاربتها! 

وبالتالي، هي دعوةٌ للبنان للتحفّظ عن نقد التطبيع. وهذا من وجهة نظر الوطنيين: خيانة! 

وعن المبادرات الخارجيّة تجاه لبنان.. لم يلتمس هذا الطيّب سوء نيّةٍ من فرنسا ولا من أميركا تجاهنا! 

عجبي.. ألم تلتمس لأحمد الاسير الارهابيّ في السابق نوايا عاطلة تجاه صيدا؟ 

عجبي.... 

من راهن عليك سيّدي، ما كانوا الاغنياء المرتاحين ولا المتنفّذين ولا أصحاب المنافع.. من راهن عليك الفقراء محبّي فلسطين المؤمنين بمظلوميّة معروف سعد.. 

من بعتهم لرضى الخارج ورضى الاميركيّ هم أهلك، وأهل أرضك، وأهل عقيدتك.. 

هم ناصريّون مثلك، وقوميّون مثلك.. 

أنت امتلكت قدرة قيادة الاحزاب المعارضة، إلّا أنّك اخترت الالتحاق بركب الملتحقين بالحزب الشيوعي.