ارتفع تمثال سليماني.. "ولعت" على تويتر.. من ينتشل لبنان من صراع المحاور؟

06/01/2021 05:14PM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

"رفع تمثال لسليماني في ضاحية بيروت الجنوبية".. إن لم نحسب خبر العودة للإقفال يصبح خبر سليماني الأول في البلاد. 

خطوة في توقيتها زادت من حدّة الانقسامات العمودية وطرحت العديد من علامات الاستفهام حول سببها وضروريتها في هذه المرحلة. 

قانونا، يحقّ لأيّ كان رفع  أيّ تمثال طالما استحصل على ترخيص من وزارة السياحة أو إذن من البلدية. وإن اعتبر البعض أنّ تمثال القيادي في «الحرس الثوري» قاسم سليماني لا يضيف شيئا على الصعيد السياحي فيتسلّح البعض الآخر باعتباره رمزا دينيا ومقاوما. 

على تويتر، بدا لبنان في اليومين الماضيين ساحة حرب مقسومة بين من يطالب برفع يد إيران عن لبنان وبين من تسلّح بعبارة موتوا بغيظكم. لماذا؟ 

باختصار، تجد شريحة من اللبنانيين في هذه الخطوة تكريسا واضحا لوجود إيران في لبنان ونسفا كاملا لسيادته ومساهمة واضحة في التنكيل فيها. إذ، ما الذي يعنيه تنصيب تمثال لرجل أجنبي في أرضنا لا ناقة ولا جمل لنا في قصته؟ خاصة أنّ البلاد تمرّ في مرحلة دقيقة وحساسة فلماذا جرّها إلى المزيد من التوتر والتمحوّر في خنادق تجرنا إلى الأسوأ؟ 

عادة ما كان حزب الله يستعمل سياسة أهدأ وأكثر نعومة في التعاطي مع اللبنانيين لكنّ وضع تمثال وإن في منطقة يعتبرها محسوبة عليه في ظلّ انقسام لبناني واضح حيالها أوحى أنّ معركة من نوع آخر قد فتحت. 

رفع تمثال سليماني بوصفه قائدا في الحرس الثوري الإيراني يعني صراحة أنّ حزب الله جزء لا يتجزأ من إيران بالنسبة لكثيرين وأنّ مصالح الإثنين واحدة غاضا الطرف عن وضع البلاد ومصلحتها. وما زاد من معنى الصورة وأكده هو التصريح الإيراني الذي سبق إزاحة الستارة عن التمثال. حيث قال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، علي حاجي زادة السبت:"كل ما تمتلكه غزة ولبنان من قدرات صاروخية، تم بدعم إيران، وهما الخط الأمامي للمواجهة".

وعليه، تعاطت إيران مع لبنان وكأنه جزء من أراضيها أو ولاية تابعة لها في ظلّ تأييد واضح في عدد من التغريدات لنواب كتلة الوفاء للمقاومة. 

يدرس حزب الله خياراته كثيرا في العادة، لكنّ ما فعله أخيرا وبنظرة موضوعية "وقعة" كبيرة. 

كثر استهجنوا "حركة" التمثال ولمسوا انزلاق لبنان سريعا وبشكل علني إلى معارك لا علاقة له بها. وجد كثيرون ممّن أيّدوا المقاومة سابقا أنفسهم دروعا بشرية لحماية إيران لا أرضهم. 

وعلى حزب الله إن كان يرفض ما يشعره معظم اللبنانيين بعيدا عن بيئته الحاضنة أن يثبت ذلك عبر خطوات فعليّة أقلّها وقف وضع لبنان في محاور ومعارك في غنى عنها في ظلّ الأوضاع الصعبة. بعدما وضع نفسه في واجهة تحمّل مسؤولية خرق سيادة البلاد علانية.

تجدون مرفقا بعض التغريدات 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa