السياسة تكشف سبب صرخة "الراعي" وهذا ما طلبه "البابا" من بكركي !

ليست بكركي مقرّاً دينيّا في لبنان وحسب... هي أم الكيان اللبناني منذ ١٩٢٠ وحتى يومنا هذا. وليس البطريرك الماروني أيّاً كان اسمه حاميا للمسيحيين في لبنان... هو حامي الصيغة اللبنانية بتكريس العيش الواحد بين مسلمين ومسيحيين... صرخة بكركي التدويلية فُهمت في غير موضعها عند كثيرين. فالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي حاول ولا يزال كسر حلقة المراوحة في القعر لنصل معاً الى تعديل دستوري يحفظ حياد لبنان لا أكثر ولا أقل.

تعديل دستوري سياديّ وضع الراعي في مرمى سهام كثيرين. ولكن لماذا للراعي الحق في مطلبه الوطني؟

منذ أشهر وبحسب معلومات موقع السياسة يسعى الراعي الى اقناع الرئيس ميشال عون بالضغط سياسياً لاضافة فقرة حياد لبنان في الدستور... ومنذ أشهر والراعي لم يستطع الاستحصال من عون على موافقة تحت ذرائع كثيرة جعلت البطريرك يستشعر خطرين كبيرين.

الأول عجز الرئيس الماروني عن تعديل الدستور بما يضمن سيادة لبنان ويحصّنها على الرغم من حماسة الرئيس تُجاه الموضوع.

والثاني خُبث التعاطي السياسي بمسألة تحصين الدستور من قبل فريقين من السلمين، الأول يرفض المناصفة الحقيقية وبالدستور أيضاً والثاني يرفض الحياد في صلب هذا الدستور.

وبحسب مصادر بكركي فإن الراعي نقل تخوّفه الى الفاتيكان حيث طلب اليه الحبر الاعظم رفع الصوت ومطالبة المجتمع الدولي بحماية مسيحيي لبنان كي لا يلقَوا مصير مسيحيي العراق وسوريا.

وفي المعلومات أيضاً أن الراعي يعلم موقف الرئيس عون من تحرّك الأمس. وهو وان لم يدعمه في العلن انما يفعل ذلك في قلبه وعقله..

وفي العودة الى مشهدية الأمس فإن الحشد الشعبيّ الذي لم يستطع الوصول الى بكركي كان أكبر من الذي وصل، وعلى الرغم من تفشي فيروس كورونا فان من خاطروا بأرواحهم وأرواح عوائلهم غير آبهين بكورونا هُم يعرفون أن الموت آتٍ لا محالة ان لم يتحركوا مع الراعي لانقاذ لبنان. 

فالجوع دقّ أبواب الأكثرية، وأموال اللبنانيين باتت في جيوب المتربّصين بمصير الشعب والدولة والكيان ناهيك عن تفجير بيروت ووقاحة العدل والحكّام، وصولا الى سعر الدولار ووقاحة المنظّرين بالغد الأفضل.

اللبنانيون وقفوا الى جانب الراعي لكي يبقى لبنان على صورته الحقيقية، علّنا نصل الى الدولة المدنية التي تضع مصلحة لبنان فوق مصلحة ايران وسوريا والخليج مجتمعاً.......

المصدر : السياسة