"السياسة" تجول على أسعار الفواكه والخضار.. والترشيشي: نشعر بجوع الناس ولكن...

كتبت ميسا جبولي في "السياسة":

توسعت موجة الغلاء في الأشهر الأخيرة في لبنان دون أن يقابلها أي تحرك من المعنيين لوضع حد لهذا الغلاء الفاحش الذي حرم كثرا من اللبنانيين الأسس الغذائية في حياتهم اليومية.

اللحمة والدجاج والسمك... تبخروا منذ فترة عن مائدة اللبنانيين، وأصبحت عبارة استبدال الدجاج باللحوم مستحيلة، ففي لبنان ليس لنا سوى أن نقول: "طيب أمرنا لا الله.. بتفرج.. خلينا نرك على الخضرة."

فاليوم، حتى الخضار والفاكهة أصبحنا عاجزين عن الحصول عليها. وبجولة سريعة لآخر أرقام الخضار والفاكهة في الأسواق إليكم التالي:

كيلو البندورة العادي: 8000 الاف ليرة، كيلو الخيار 9000 ألاف ليرة، كل باقة من البقالة 1500 ليرة لبنانية، كيلو التفاح 11000 ليرة لبنانية(أتذكرون أزمة التفاح منذ سنة تقريبا حيث صعب على التجار تصديرها وكان هناك فائض بالمنتوج؟!) فلنكمل: حبة المانغا: 70000 الف ليرة لبنانية، كيلو الفريز 12000 ليرة لبنانية...

وفي حديث خاص ل"السياسة" مع أحد التجار في البقاع وصاحب شركة "أغري فراش" السيد جورج دمر يقول: "الكلفة ارتفعت كثيرا، وهذه الكلفة مرتبطة بالدولار، فالكلفة الزراعية المستوردة بالدولار بحدود ال 70 بالمئة ما يرتب علينا أن نرفع اسعارنا كي لا ندخل بخسارة، فلا يوجد أي نوع خضار أو فاكهة الا ونحن بحاجة الى أن نستورد بذورها من الخارج والاسمدة والأدوية."

ويضيف دمر: "ومن جهة أخرى جميع التجار يتجهون اليوم الى التصدير بدل أن يعتمدوا على البيع المحلي لاننا بحاجة الى أن نجلب دولارًا الى الاسواق اللبنانية، وعندما نقوم بالتصدير الى الخارج تقلّ البضائع في البلد ما يدفع تلقائيا الى ارتفاع اسعارها في لبنان، فنحن كتجار لا يمكننا أن نجني أرباحنا اذا اتكلنا على البيع المحلي فقط حتى ولو ارتفعت اسعارنا، فذلك لا يمكننا من استرداد اتعابنا."

أما إذا نظر الى حالتهم أي من المعنيين يقول دمر: "أي معنيين؟ "كبري عقلك انت بلبنان"، فنحن لسنا منتجين لا للأدوية ولا للأسمدة ولا للبذور وجميعها مستوردة، وحتى خطة دعم بعض الأسمدة والادوية لا تعطينا حقوقنا."

وختم دمّر معبرا عما يواجهه هذا القطاع من مصاعب كبقية القطاعات قائلا: "لا المزارع ولا المستهلك ولا التاجر ولا البائع مرتاحون، وليس هناك حل دون ايجاد حل للدولار فلو وجد في البلد معامل للاسمدة والبذور لكانت الأمور اخف وطأة علينا."

بدوره، يقول رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي في حديث ل"السياسة": "حتى اليوم لبنان يستورد اكثر من 70% من المنتوجات التي نحتاجها وننتج فقط 30% فمن الطبيعي ان تكون أسعار الخضار والفواكهة مرتفعة الثمن نظرا لما يشهده البلد من أزمات بالاضافة الى أزمة الدولار، فمعظم الخضار والفواكهة مستوردة من الخارج على الدولار مع تكلفة نقلها وتخليصها كي تصل الى المستهلك."

ويتابع الترشيشي قائلا: "هناك بعض المنتوجات من انتاج لبناني وانما اسعارها مرتفعة نظرا لما يتسبب به سعر صرف الدولار في الاسواق بالاضافة الى انخفاض الكمية الموجودة في الاسواق ايضا، ما يدفع الى ارتفاع الاسعار، فهناك الكثير من المزارعين خسروا في القطاع وفقدوا رؤوس أموالهم، كما إن هناك أيضا البعض لا يملك أصلا رأس مال كي ينتج، فليس امام المزارع الا التعامل بالدولار ،وهذا ما لا يملكه اصلا ما أدى الى فقدان الكثير من المنتوجات في الأسواق فزادت الأسعار."

ويضيف الترشيشي ان كلفة الانتاج تصل الى 80 بالمئة بالدولار "فمثلا حتى ضمان بعض الاراضي ارتفع ثلاثة اضعاف عن السنة الماضية، وأجرة العمال ارتفعت ضعفين، و تنكة المازوت كانت بـ 20 الفا اصبحت 35 الفا في السوق السوداء. اضيفي اليها المعدات الزارعيةو تصليحها وشراءها، كلها بالدولار. النقل والتوضيب زادا 5 اضعاف، فحتى القفص البلاستيك زاد من 500 ليرة الى 3 الاف ليرة."

ويؤكد الترشيش عبر "السياسة" أن: "الاسعار ستنخفض لبعض المنتوجات كالبازيلاء والفول والخس والبقدونس وكل البقوليات واللوبية والكوسى والبطاطا والبصل، ابتداءً من 25-4-2021 وذلك مع زيادة كمياتها في الأسواق المترافق مع تحسن الطقس .وهذا سيؤدي الى زيادة الإنتاج والكميات المعروضة في الأسواق فتتدنى الأسعار".

ويختم الترشيشي بنداء عبر "السياسة" قائلا: "نشعر بوجع وجوع الناس ونفعل كل ما بوسعنا فعله، ولكننا بأمس الحاجة للدعم، دعم المستلزمات الزراعية وكل ما يخص هذا القطاع لأنه يشكل قطاعًا أساسيًّا، وكي يكون المنتج والتاجر والمستهلك على حق."

اذا "الدولار" أنهك القطاعات اللبنانية كافة، طمع بعض التجار، وقلة ضمائر المسؤولين في لبنان حرم اللبنانيين أبسط حقوقهم، حرمهم لقمة عيشهم، فكيف يمكن لرب عائلة أن يؤمن لقمة عيشه بحد أدنى لا يتجاوز ال 750 الف ليرة لبنانية وسط غياب تام للدولة لتأتي مشكلة ارتفاع اسعار الخضار والفاكهة وتضيف من نقمة ومآسي اللبنانيين خاصة ونحن في زمن الصوم المبارك ورمضان على الأبواب."

لقمة المواطن بخطر... فأين ضمائركم يا معنيين؟

المصدر : السياسة