الحرب بين لبنان و "اسرائيل" مُستبعدة... وايران على لائحة الاستهداف المباشر!

كتبت نورا الحمصي في "السياسة": 

تزامنا مع التقارير التي تحدثت عن تحضيرات مُكثفة من الجانب الاسرائيلي لضرب لبنان، لمّح البعض  ‘لى إمكانية اندلاع  حرب شرسة بين لبنان و"اسرائيل". 

هذه الترجيحات، قابلتها حرب خفية لم تخمد بين اسرائيل وإيران. وقد ظهرت إلى العلن مع استهداف منشأة  نطنز  على وقع فتح قنوات الحوار بين  طهران وواشنطن، حيث وُضع الملف النووي الإيراني على الطاولة.

وفي هذا السياق، اكد دكتور العلاقات الدولية خالد العزي في حديث لـ"السياسة" ان: "الحرب بين لبنان واسرائيل حالياً ليست واردة، وإنما هي في إطار الحرب الباردة التي تدخل ضمن الجبهة الكاملة التي تراها اسرائيل جبهة خطرة. وهي جبهة تبدأ من طهران واليمن والبحر الاحمر وصولاً إلى بيروت وتحديداً إلى رأس الناقورة".

وقال العزي: " مرحلة اللّاحرب يحددها كل طرف بطريقته الخاصة لانه في ظلّ الوضع الحالي في لبنان، لا يمكن ان يدخل حزب الله في حرب وخاصة ان قُدراته ضعيفة على الأصعدة كافة: ماليا، اقتصاديا ومن ناحية الغطاء الشعبي أيضا". 

وفي هذا الإطار، لفت العزّي إلى أنّ:" حزب الله يعلم  أنه لا يُمكن حصول حرب ولا القيام بهذه المغامرة حتى ولو كانت فرصة الربح عسكريا ممكنة، لأنّ الخسائر المعنوية ستكون كبيرة وسلبية".

وتابع العزي: "الحزب لديه توسّع جيوغرافي، حيث ينتشر من اليمن وصولاً إلى العراق وسوريا ولبنان وبالتالي كل هذه الجبهات المفتوحة لا يُمكن اقفالها  ان فُتح باب الحرب. ومن هنا نرى ان الحرب المعهودة ما بين اسرائيل وحزب الله اصبحت محصورة في مكان واحد وهو الجبهة السورية".

وتحدث العزّي عن توجه اسرائيلي للاستعاضة عن الحرب الكلاسيكية بطرق حديثة و"موجعة"، قائلا: "اسرائيل لم تعد تنظر إلى الحرب بطريقة تقليدية وكلاسيكية وبالتالي هي حققت ضربات موجعة في لبنان وان لم يُعترف بها:" وأضاف:" لهذه الضربات تأثيرات كبيرة ومن ضمنها انفجار المرفأ الذي لم يقبل احد ان يضع فرضية تعرضه لضربة اسرائيلية مع أنّ ذلك ممكن ومعقول". 

واكد العزي ان: "المعركة اليوم محصورة في تدمير القوة الصاروخية وإنهاء وجود منصات تُهدد الامن الاسرائيلي في سوريا". مشيرا إلى أنّ ذلك يحصل بالاتفاق مع الروس والاميركان". وتابع:" من هنا تطور العمل الاسرائيلي في سوريا من مرحلة الضربات الوقائية إلى الضربات الاستباقية والتي رأيناها على حدود العراق ودير الزور".

واعتبر العزي ان: "الحرب اصبحت مفتوحة ضد ايران وسلاحها النووي واللوجستي وآخر فصولها كان ضرب منشأة نطنز مرتين وتخريبها، عدا عن استهداف السفن الايرانية في البحر الاحمر".

وختم مشددا على أنّ: "الحرب اليوم، هي مواجهة فعلية بأساليب جديدة بين اسرائيل وايران، لذلك يُستبعد احتمال اشتعال الجبهة مع لبنان لان اسرائيل قررت الرد على المصدر".