26/04/2021 05:38PM
كتبت إيسامار لطيف في "السياسة":
يعيش اللبنانيون خلال المرحلة الراهنة ما لم يختبروه في الحرب الأهلية، فأجواء النزاعات المسلَّحة ومخلَّفاتها باتت أسهل بالنسبة إليهم بالمقارنة مع الحرب الباردة التي يتعايشون معها.
من كورونا مرورًا بانهيار قيمة الليرة، وصولاً الى الغلاء الفاحش والاحتكار، يقف المواطن عاجزًا عن تأمين أبسط احتياجاته وحقوقه.
ارتفاع الأسعار بشكل جنونيّ وجشع بعض التجّار وانقطاع المواد الغذائية...كلّها أخبار باتت مألوفة. لكنّ ما يحصل على الأرض بكلّ تفاصيله يوحي بأنّ الأمور بدأت تخرج عن السيطرة سريعا. وفي ما يلي، إليكم ما تعاني منه نساء لبنان مؤخرا!
في جولة سريعة أجرتها "السياسة" على "السوبرماركت"، تظهر أسعار أكثر من "جنونية" للفوط الصحيةالنسائيَة تحت شعار "سعر صرف الدولار" حيث بلغ سعر علبة الفوط الواحدة حوالي العشرين ألف ليرة. مع الإشارة إلى أنّ هذه الأسعار ترتفع اكثر بين منطقة وأخرى وبين "ماركة" وأخرى.
ولم تنتهِ القصة هنا!
فالوضع لم يقتصر على ارتفاع الأسعار، بل ترافق مع انقطاع لأنواع فوط معروفة في عدد من المناطق مع ظهور فوط تُباع بالكيلو، لم نعتد عليها في السوق بعد. وعلى الرغم من أنّ هذا النوع لا يزال جديدا في لبنان إلّا أنه يحظى بإقبال مقبول نسبة لسعره المنخفض.
معاناة جديدة لنساء لبنان...القدرة الشرائية للفوط الصحية تراجعت 60%!
بعملية حسابية بسيطة، يظهر أنّ كلّ سيّدة ستحتاج بالحدّ الأدنى إلى علبتين من الفوط في الشهر الواحد، أيّ ما يعادل تقريبًا الـ 40 ألف ليرة، وطبعًا هذه التسعيرة لا تنطبق على كلّ الماركات والأنواع.
مع الإشارة إلى أنّ سعر علبة الفوط الصحيّة لعدد من "الماركات" يتخطّى الـ 46 ألف ليرة، ما يعني حوالي المئة ألف ليرة شهريًا في بلد يرزح تحت أزمة اقتصادية خانقة. وفي هذه الحالة، اقتصرت العملية الحسابية على ما ستدفعه السيدة خلال فترة دورتها الشهرية فقط، أي مع غض النظر عن الفوط التي تستعملها بشكل يومي.
ونحن هنا، نتحدث عن حاجة ضرورية، صحية وأساسية في حياة النساء. فكيف تتعاطى اللّبنانيات مع هذا الوضع؟
في هذا الإطار، كشفت المسؤولة العامة في سوبر ماركت "شديد"-المطيلب،سحر زخيا في حديث لـ "السياسة" عن تراجع القدرة الشرائية للفوط الصحيّة النسائية بنسبة ٦٠٪ مقارنةً مع العام الماضي، إضافة إلى تراجع نوعية الفوط الصحيّة في الأسواق".
وعن سبب تراجع نوعية الفوط، قالت زخيا:" تعاقدت بعض الشركات مع مصادر جديدة بهدف التوفير، ممّا أثرّ سلبًا على جودة التصنيع وبالتالي انعكست أيضًا على العملية الشرائية".
ولفتت سحر الى أنّ:" معظم المراكز التجارية لا تزال تُحافظ حتّى الآن على مصادرها كي لا تخسر زبائنها"، مؤكدةً أنّه "في حال رُفع الدعم كما يُحكى مؤخرًا، فسيكون التوجّه نحو السلع الأرخص كي لا تقع المؤسّسات بعجز وتتكدّس البضاعة لديها، لأنّه في المقابل سيعجز المواطن بدوره عن شراء معظم احتياجاته، حتّى الأساسيّة منها، بحسب قولها".
* بعض الفوط الصحية تسبب حساسية... وهذا موقف الطب من الوضع الراهن*
على عكس ما يعتقد البعض، لا يمكن للنساء جميعا اختيار النوع ذاته من الفوط الصحية، وعادة ما تعاني بعض السيدات من حساسية بعد استخدامها نوعا معينا. وهنا يصبح من المنطقي السؤال عن ما تفعله النساء إذا كان سعر نوع الفوط التي لا تسبب لهنّ الحساسية، مرتفعا؟
اخصائي الجراحة النسائية والتوليد والعقم في مستشفى جبل لبنان، الدكتور إيلي مبارك، أكدّ في حديثه لـ "السياسة" أنّ النساء تشتكي مؤخرا من أزمة الفوط الصحيَة، مشيرًا الى أن نقابة الأطباء سبق وطالبت بأن يشمل الدعم هذه الأمور الأساسيّة التي ربّما يعتبرها البعض غير رئيسيّة. ولفت الى ضرورة أخذ نصيحة النقابة بعين الاعتبار للتخفيف عن كاهل المواطنين قدر الإمكان، إذْ أنّ السيّدات أصبحن يتهربنَ من مراجعة الطبيب كي يوفرنَ، ناهيك عن اختفاء معظم المكمّلات الغذائية والأدويّة من الأسواق الأمر الذي يؤثر أيضًا على صحتهنَّ .
وبالعودة إلى موضوع الفوط الصحية، لفت مبارك إلى أنّ تغيير الفوط قد يُسبّب أمراض تناسلية للمرأة أو التهابات، وما يترافق معهما من افرازات كريهة، أو حكّة أو حتّى ظهور الحبوب في المناطق الحسّاسة، ولكنّه حتمًا لا يؤدّي الى العقم على عكس ما يتمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.
مشددا على ضرورة مراجعة الطبيب المختصّ في حال ظهرت إحدى هذه العوارض، لكي يقدّم العلاج المناسب لكلّ حالة وحتى لا تتفاقم المشكلة.
وأشار مبارك الى أنّ عددا كبيرا من الأطباء رفع تسعيرته المعتادة مؤخرًا، إلاّ أن البعض الآخر لا يزال يعتمد التسعيرة القديمة، وهو واحد من أولئك الأطباء، وذلك بهدف تشجيع السيّدات على زيارة الطبيب.
ونظرا للأوضاع الراهنة، فإنّ الأكيد أنّ دعم الفوط الصحية في هذه الفترة وفي هذا التوقيت بالذات لن يكون ممكناً. وعليه، فإنّ ظروفاً أقسى ستكون بانتظار اللّبنانيات تحديدا في الأيام المقبلة.
شارك هذا الخبر
جريحان بانفجار قارورة غاز داخل منزل في هذه المنطقة
سلسلة لقاءات لتيمور جنبلاط في المختارة
ريفي: أتمنى على وزير الداخلية مراجعة نتائج دورة التطوع في قوى الأمن
الحجار من البحرين: نأمل من المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها
الأحدب: الشعب اللبناني يقف خلف جيشنا في الدفاع عن الوطن ضد اي اعتداء خارجي
وزارة الخارجيّة عن الأوضاع في مالي: نتواصل مع الجالية اللبنانية لتقديم الدعم الممكن
كنعان: هدفنا ليس الدكاكين والمحسوبيات بل بناء دولة
رعد: خيارنا كمقاومة الثبات والصبر كي لا يستسهل العدو إمكانية إخضاع بلدنا
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa