02/05/2021 07:59PM
كتب ميشال غنيم في "السياسة":
من الواضح أن الدور الروسي في الشرق الأوسط يزداد أهميةً وحجمًا، ويُعتبر تأثيره على نتيجة الحرب السورية خير دليل. فالتدخل الذي حصل منذ ولاية الرئيس الأميركي الأسبق باراك اوباما مرورًا بولايةالرئيس السابق دونالد ترامب ووصولًا إلى الرئيس الجديد جو بايدن، لم يتراجع مع تغيّر الإدارات الأميركية بل بقيت هذه الإستراتيجية قيد التنفيذ. توسّع دور روسيا شيئًا فشيئًا إلى أن لامس لبنان والسياسة الداخلية في إطار ما يؤثّر على مصالح روسيا الكبرى في منطقة الشرق الأوسط. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: ما مدى تأثير روسيا على لبنان؟ وهل تستطيع أن تصنع تغييرًا في ظل النفوذ الأميركي؟
بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، جعل من ترتيب البيت الداخلي وتثبيت نفسه بعد "الخراب" بحسب قوله الذي نتج عن عنجهية ترامب وجنونه، أولوية. أمّا من ناحية الدور الخارجي، فتريد الولايات المتحدة الأميركية أن تركّز أكثر على معركتها مع جمهورية الصين نظرًا للدور الكبير الذي تلعبه على صعيد الإقتصاد العالمي.
فأين الشرق الأوسط من كلّ هذه اللعبة؟
استفادت روسيا من قرار أميركا بالإنسحاب عسكريًا من عدد كبير من المناطق في الشرق الأوسط، الأمر الذي دفعها إلى الدخول بكامل قوتها لتزيد من نفوذها على كلّ الأصعدة. رأينا مؤخرًا أنّ هذا التدخل لم يقتصر فقط على سوريا، بل صار حديث الساعة يتمحور حول ما تريده روسيا من لبنان وذلك بعد الإجتماعات الدورية التي قامت بها مع كبار السياسيين اللبنانيين.
روسيا "صديقة الجميع"... وترقب لدخولها على خط المفاوضات
في ملف ترسيم الحدود، تستطيع روسيا أن تلعب دور الحكم وأن تقرّب وجهات النظر في المفاوضات التي تحصل وذلك لأنها "صديقة الجميع". حيث أنّ لروسيا مصالح مع الجميع وتستطيع الجلوس مع كلّ الأطراف.
في مسألة ترسيم الحدود مع سوريا، لا تستطيع الولايات المتحدة أن تلعب دورًا بارزًا بسبب عداوتها مع الحكومة السورية، وعليه يبقى الدور الأكبر لروسيا التي يمكنها أن تقوم بالحل الذي يناسب لبنان وسوريا معًا كي تبدأ شركاتها بالتنقيب. وهذا الأمر لن يزعج الإدارة الأميركية كثيرا، لأنّ لأميركا مصالح مشتركة من حيث التنقيب عن النفط والغاز إلى جانب الشركات الروسية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ سوريا ليست عدوة لبنان وبالتالي يستطيع الطرفان التفاهم من دون وسيط. إلّا أن الكيدية السياسية في لبنان منعت ذلك عدّة مرات لحسابات ضيّقة، الأمر الذي أدّى إلى اللجوء للوساطة الروسية. أمّا من ناحية المفاوضات مع العدو الإسرائيلي، فيبقى الدور الأكبر للولايات المتحدة، ولكن في حال وصل الطرفان إلى حائط مسدود، فمن الممكن أن تدخل روسيا على الخط نظرًا لعلاقتها الجيّدة مع "اسرائيل" إضافةً إلى المصالح الثنائية التي تربطهما مثل أنابيب الغاز.
روسيا وعدت لبنان: سنعيد النازحين السوريين
على صعيد ملف النازحين، يمكن قراءة تطورات مهمة مؤخرا.
وبداية، تجدر الإشارة إلى أنّ لبنان يستضيف أكثر من ١.٥ مليون نازح سوري وقد يصل العدد إلى المليونين بحسب بعض الدراسات، الأمر الذي يؤثر سلبًا على ديموغرافية واقتصاد وأمن لبنان. فبحسب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، إن وجود النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية أدّى إلى خسارة تُقدر بحوالي الـ ٤٠ مليار دولار على الخزينة. حاول لبنان كثيرًا أن يرفع الصوت وينادي بعودة هؤلاء إلى المناطق الآمنة في سوريا، إلّا أن المجتمع الدولي لا يريد ذلك لأسباب تتعلق بمحاولة دمج النازحين بالمجتمع اللبناني وأخرى تتعلق بخوف الغرب من هروب السوريين عبر البحر إلى دوله. فبعد هذه المحاولات، وبحسب ما يُقال، وعدت روسيا لبنان أنها ستعمل بشكل جدي لإعادة النازحين السوريين ولكن بعد الإنتهاء من الإنتخابات الرئاسية السورية و"تثبيت" الرئيس بشار الأسد.
اهتمام روسي لافت في الملف الحكومي
في ما يخصّ الملف السياسي المحلّي وتحديدا الأزمة الحكومية، لا تتدخل روسيا بالشؤون الداخلية اللبنانية ولا تأخذ طرفا مع أي أحد، فهي تريد بناء الجسور مع جميع الأطراف. لذلك ستدعم الإدارة الروسية أي شخصية كانت لرئاسة الحكومة اللبنانية بغض النظر إلى أي فئة انتمت.
وترى روسيا أنّ الرئيس المكلّف لتشكيل الحكومة سيكون دائمًا مدعومًا منها، شرط أن تصب تشكيلة الحكومة في مصلحة لبنان العليا. فبالنسبة للروس، عدم تشكيل حكومة في لبنان في ظلّ هذا الإنهيار الإقتصادي سيؤدي إلى انفجار اجتماعي كبير قد يخل بالأمن. وهذا ما لا تريده روسيا لأنّ المنطقة بأكملها ستكون وقتها مهددة وهذا ما سيؤثّر سلبا على المصالح الإقتصادية في المستقبل. تحاول روسيا من خلال وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن تجمع الأطراف اللبنانية لتقرّب وجهات النظر محاولةً تشكيل حكومة يتّفق عليها الجميع، الأمر الذي يربك بعض الشيء الولايات المتحدة كونها كانت المؤثر الأكبر على عملية التشكيل على مرّ السنوات.
تحاول روسيا أن تدخل أكثر على الساحة اللبنانية من خلال حركتها الناشطة في الآونة الأخيرة، ولكنّ الظاهر أنّ الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح لها بالتغلغل إلى حدّ كبير خاصة بعدما خسرت أميركا سوريا بعد التدخل العسكري الروسي.
وعليه، يُتوقع في الأشهر المقبلة أن تشهد الساحة المحليّة انفراجات عدّة وعلى عدّة أصعدة قد تكون روسيا الراعي الرسمي لها، ولكنّ الطريق إلى نفوذ أكبر على المؤسسات والسياسة الداخلية لن يكون معبّدا في ظل التمسّك الأميركي. فهل تكتفي روسيا بنفوذها الحالي؟
شارك هذا الخبر
فارس سعيد لـ LBCI: فلنطلق تيارًا إسمه التمسك بالدستور وتنفيذه في لبنان
سلامه: المراهنة على الالتفاف على القرار 1701 انتحار وسوريا تشهد
خليل لـmtv: نريد ان يتقاطع باسيل وجعجع على الرئاسة كي نتمكن نحن من الاتفاق معهما
خليل لـmtv: لا نريد أن نكون ساحةً بعد الآن بل دولة قويّة
شرطة برلين تنشر 1500 عنصر لتأمين مباراة كرة السلة بين ألبا برلين ومكابي تل أبيب
إيران تحذر من عودة الجماعات الإرهابية في سوريا وتدعو لتحرك دولي منسق
الصحة السودانية: تسجيل 1187 حالة وفاة بالكوليرا منذ بداية تفشي المرض
الذهب يرتفع بدعم من التوترات الجيوسياسية والمخاوف التجارية
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa