كلفة الولادة في لبنان "نار"... والرزقة "مش عم تجي مع الولد"!

كتبت نورا الحمصي في "السياسة":

لا يختلف وضع المستشفيات في لبنان عن الواقع المرير الذي يضغط على كلّ قطاعات البلد ومواطنيه. 

 فاللّبناني بات يصلّي ليلًا ونهارًا لـ اللّه حتى يحفظه ويحميه من أي مكروه لأنّ "الفوتة" إلى المستشفيات "صار بينحسبلها حساب". فكثر باتوا يعجزون عن الدفع خاصة أن أغلب المستشفيات تلزم المريض بدفع مبلغ يتراوح ما بين 400 ألف ليرة والمليون قبل تلقيه أي علاج. على أن يعيد المستشفى هذا المبلغ فور سداد المريض فاتورته. ولكن ماذا لو كانت الحالة الصحية التي نتحدث عنها متعلّقة بالولادة؟ وكم باتت كلفتها؟

*كلفة الولادة.. بالملايين! *

لبنان كما دول العالم، يشهد مؤخرا ارتفاعا كبيرا في نسبة الاعتماد على الولادات القيصرية. لكنّ هذه الولادة بالتحديد تكلفتها في لبنان مرتفعة. وذلك لأنّها عبارة عن عملية جراحية تحتّم بقاء الأم في المستشفى ليومين أقلّه.  وهذا يعني أن الكلفة عالية لأنّ الولادة الطبيعية أصلا "كلفتها مش هينة". 

"السياسة"، جالت على المشافي وسألت عن التكلفة، فإليكم التفاصيل. 

وفقا لجولتنا تبيّن أنّ الولادة الطبيعية ومن دون "طهور" تكلّف الأم بالحدّ الأدنى مليون و200 ألف ليرة لبنانية. أمّا بالنسبة للولادة القيصرية، فكلفتها بالحدّ الأدنى: 2 مليون و600 ألف ليرة لبنانية وذلك من دون "طهور" وبلا تحضير وحدات دم ما يعني أنّ العملية قد تصل تكلفتها إلى الـ 4 ملايين أو أكثر أحيانا! 

وفي هذا السياق، أشار مصدر لـ "السياسة" إلى أنّ "هذا المبلغ لا يشمل رسم دخول المستشفى الذي يصل إلى حدود المليون ليرة".

علماً ان بعض المستشفيات تعمد إلى إضافة الكثير من التقديمات الاستشفائية على الفاتورة النهائية... ما يعني أنّ الفاتورة "حرزانة". 

تأجيل فكرة الانجاب... قرار اتخذه كثر!

كثرة المصاريف والفواتير والواقع الصعب والأزمة المعيشية التي تترافق مع أزمة ادوية وأزمة حليب أطفال..  كلّ ذلك دفع باللّبنانيين إلى تأجيل فكرة الإنجاب. فالعملية لا تقتصر على تكاليف يوم الولادة بل تشمل أيضا مراجعات الطبيب التي تكون بشكل دوري إضافة إلى التجهيزات اللّازمة لاستقبال الطفل عدا عن تكلفة الأدوية والحليب وغيرها من اللّوازم الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

  وسام البعلبكي، رجل فضّل التريث في الانجاب.

ويقول البعلبكي لـ "السياسة": "قررنا انا وزوجتي تأجيل الانجاب لفترة، إلى حين عودة ظروف البلد الى طبيعتها واستقرار الاوضاع الاقتصادية، لأنه لا يمكننا إنجاب طفل وعدم الاهتمام به كما يلزم". 

ويضيف: " في الحقيقة، راتب الزوج وحده لا يكفي لسدّ المصاريف، فكيف سيكون الوضع إن بقيت الزوجة في البيت؟". 

ولم يخفِ البعلبكي المتزوج منذ سنة رغبته في الانجاب، لكنه في نفس الوقت يؤكد عدم قدرته على تحمل تكاليف مراجعة الطبيب والولادة ويوضح: "اليوم اذا بدك تراجع طبيب بدك اقل شيء 300 الف ليرة". ويتابع:" الولادة كلفتها تفوق المليون ليرة وحتى تجهيز سرير الطفل وملابسه بات مكلفا فالأسعار "نار". 

وأمام هذا الغلاء الفاحش يبدو ان لا حل اليوم إلّا بتأجيل فكرة الانجاب ولو كان المثل يقول: "الولد بيجي وبتجي رزقته معه".

المصدر : السياسة