حياة المواطن "على كف عفريت"... أزمة المختبرات إلى الواجهة!

كتبت نورا الحمصي في "السياسة": 

في وقت يعيش فيه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية على الاطلاق نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل "جنوني"، يبدو أنّ الأزمات تعصف بالقطاع الصحي من حيث لا يدري.

فبعد شح الأدوية في ظلَ غياب البدائل، مع احتمال نفاذ مادة البنج المستخدمة في إجراء العمليات الجراحية مما ينذر بكارثة صحية، وصل الدور إلى مشكلة الكواشف المخبرية المستخدمة لإجراء فحوصات الدم للمرضى في المختبرات والتي على أساسها يتم تشخيص المرض وذلك لصعوبة استيرادها.

رسائل مفاجئة وصلت للأطباء

فوجئ عدد كبير من الأطباء برسائل نصية من المختبرات الطبية تفيد بأنه نظرًا للنقص الحاصل في الكواشف، "يرجى طلب الحد الأدنى من الفحوصات للمرضى كما عدم طلب تكرارها في مدة زمنية متقاربة"، أي ما يُعرف بالمراجعة الدورية وطلبها للحالات الحرجة فقط.

مختبرات تقفل أبوابها بوجه المرضى! 

مصادر طبية أكدت في حديث لـ "السياسة"، أنّ " عددا كبيرا من المختبرات أقفل أبوابه بوجه المرضى لعدم قدرته على اجراء فحوصات الدم نتيجة عدم استلام المستلزمات الطبية".

واشارت إلى أنّ " هذه الازمة في طريقها إلى الحل وذلك نتيجة اتفاق يتم العمل عليه بين مصرف لبنان من جهة ووزارة الصحة والقطاعات المعنية من جهة ثانية خصوصًا بعد تأكيد وزير الصحة، حمد حسن أنّ صحة المواطن خط أحمر ولا يمكن المساس بها".

ومن جهتها أوضحت مسؤولة المختبرات "الحديثة"، الدكتورة زينة برجاوي أنّ " توقف عمل المختبرات لم يشملّ الكلّ، فهناك مختبرات لا تزال تجري الفحوصات".

وأشارت في حديثها لـ "السياسة" إلى أنّ "النقص يشمل جزءا من الفحوصات وليس كلّها".

وأكدت برجاوي، أنّ "سبب النقص في بعض المستلزمات يعود إلى تأخير الشركات بتسليم البضاعة".

وقالت: "الشركات التي تقوم بتسليمنا المستلزمات الطبية التي تقوم باستيرادها اضطرت اليوم إلى تخفيض العدد وذلك حتى تتمكن من تلبية احتياجات الجميع وفقًا للكمية التي تقوم باستيرادها".

وفي الختام، أكدت برجاوي أنّ: "المسؤولية لا تقع على عاتق أحد فهذا هو وضع البلد".

وبسبب تقاعس المسؤولين في اعتماد حلول بديلة ورسم خريطة طريق لحلحلة أزمة القطاع الصحي، يبدو أنّ صحة المواطن اللبناني اليوم أصبحت على "كف عفريت".

المصدر : السياسة