القدس أول اختبارات حكومة بينيت ‏ومعادلة إن عدتم عدنا… وقمة بايدن ‏بوتين غداً أول اختبار دوليّ الأسد لربط ‏الانتماء القوميّ بمصالح الناس… وحزب ‏الله: المبادرات لا تمنح وقتاً مفتوحاً / ‏الحراك الدوليّ الإقليميّ يقترب من لبنان: ‏مفاوضات الترسيم وزيارة بوريل والبنك ‏الدوليّ‎ /‎

15/06/2021 07:04AM

 تحت عنوان عودة أميركا ترسمل الرئيس الأميركي جو بايدن بقمتين واحدة اقتصادية والثانية ‏عسكرية، للقاء قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يمثل أول اختبار لعودة أميركا، كما ‏يرغب الرئيس بايدن، بعدما تعثرت قمة السبعة الكبار صناعياً على حدود المنافسة مع الصين ‏في منافسة اقتصاد السوق وفي خطة الحزام والطريق، وتعثرت قمة الناتو في صدقية ‏شعارات حقوق الإنسان بالتحدّي الذي تمثله القضية الفلسطينية، وصدقية الديمقراطية ‏بنماذج الحكم في الخليج، وصدقية التعايش السلمي بين الديانات في أزمة العلاقات ‏الأوروبية التركية داخل الناتو، بينما استعدّ بوتين لجعل ملفي سورية وليبيا وفرص التعاون ‏لحل سياسي ينهي الحروب عنواناً لما سيبحثه مع بايدن، بينما يحضر الملف النووي الإيراني ‏وحرب اليمن، في خلفية مواقف بايدن وتكبيل حركته‎.‎

في فلسطين يمثل اليوم نقطة انطلاق لحدث قد يتحوّل الى النقطة الأولى على جدول ‏أعمال قمة بايدن بوتين، حيث يواجه حكومة نفتالي بينيت المدعومة من بايدن أول اختبار ‏جدّي مع يومها الأول، مع تنظيم مسيرة الأعلام الصهيونيّة في القدس، حيث يرمي رئيس ‏الحكومة السابق بنيامين نتنياهو بثقله لتحويل المسيرة الى إحراج لبايدن وحكومة بينيت ‏بوضع الأمور بين خيارات تعرية بينيت من دعم المستوطنين، والدخول في مواجهة معهم ‏لمنع التصعيد مع الفلسطينيين، وقطع الطريق على مخاطر تطورات تخرج الأمور من ‏سياقها، أو الدفع نحو مواجهة مع الفلسطينيين في القدس، وقد حشد الفلسطينيون ‏لمواجهة اليوم بإعلان النفير الوطني، في الأراضي المحتلة عام الـ 48 والضفة الغربية إضافة ‏للقدس، ووجهت لجنة المتابعة الوطنية النداء لقوى المقاومة في غزة ولبنان للجهوزية ‏تحسباً لكل الاحتمالات، بينما أصدرت قوى المقاومة في غزة بيانات تحذيريّة من المساس ‏بالمسجد الأقصى والسكان الفلسطينيين في القدس‎.‎

المناخات الدولية المفتوحة على التوترات، يبقى الأبرز فيها هو التقدّم المنجز على طريق ‏العودة الأميركية إلى الاتفاق النووي مع إيران، حيث تحدث المسؤولون الإيرانيون عن الاتفاق ‏على رفع العقوبات عن قطاعات النفط والمصارف والتأمين، ولم يستبعدوا إنجاز الاتفاق قبل ‏موعد استحقاق الانتخابات الرئاسيّة يوم الجمعة المقبل‎.‎

اللبنانيّون العالقون في الأزمة الحكوميّة ومتفرعاتها التي تزداد حضوراً في مجالات سعر ‏الصرف والمحروقات والدواء والغلاء، شهدوا مزيداً من التصعيد السياسي بين الطرفين ‏الرئيسيين الرئاسيين، وكان لافتاً في مواجهة الوقت المستهلك في التعامل مع المبادرات، ‏التي يقودها رئيس مجلس النواب ويدعمها حزب الله كلام رئيس المجلس التنفيذي للحزب ‏السيد هاشم صفي الدين بقوله، مخطئ من يتصور أن المبادرات تمنحه وقتاً مفتوحاً بينما ‏تتزايد معاناة الناس، داعياً للإسراع بوضع المصلحة العليا فوق المصالح الخاصة‎.‎

مصادر متابعة للملف الحكومي قالت لـ"البناء" إن رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة حزب ‏الله على تواصل مستمر لتقييم الموقف ويتداولان بما يجب فعله إذا استمر الدوران في حلقة ‏مفرغة، ورأوا بكلام السيد هاشم صفي الدين تبدّلاً في نبرة التعامل مع المواقف على ضفتي ‏تأليف الحكومة، مؤشراً لتوجه أكثر حزماً في التعامل مع الخلافات حول الملف الحكوميّ، ربما ‏ينتج نسخة من مقترحات يبني على أساسها "الثنائي" موقفاً من الطرف الذي يرفضها أو ‏يتعمّد المناورة في التعامل معها‎.‎

المصادر رأت أن المناخات الدولية والإقليمية تقترب من التأثير على لبنان، سواء بما يمثله ‏إنجاز الاتفاق النووي من مناخات إيجابية في المنطقة، مع تقدم الحوار السعودي الإيراني، ‏والاقتراب من صياغة تسوية تنتج وقفاً للنار في اليمن، وما تتوقعه بعض الأطراف الأوروبية ‏من نجاح قمة بايدن بوتين بإنتاج مبادرة نحو حلّ في سورية، تريح الأميركيين من عبء البقاء ‏في سورية والعراق، وتنهي التأزم في العلاقة الأميركيّة التركيّة حول الملف الكردي، وتمنح ‏روسيا وحليفيها في سورية وإيران فرصة تحقيق إنجاز إنهاء الحرب بشروطهم. وسجلت ‏المصادر كمؤشرات على اقتراب المناخات الدولية الإقليمية من الملف اللبناني والتأسيس ‏لمقاربات تحاكي الحلول، عودة الموفد الأميركي لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية الى لبنان ‏وتحركه لاستئناف التفاوض، والزيارة المرتقبة لمفوض السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب ‏بوريل للبنان قريباً، والتحرك الذي يقوم به البنك الدولي لتوسيع شبكة الأمان المالية ‏للعائلات الفقيرة عبر مباحثات تهدف لنقل قرابة مليار دولار من قروض مخصصة للبنى ‏التحتيّة الى تمويل البطاقة التمويلية‎.‎

في سورية تحدّث الرئيس بشار الأسد لوفد من المؤتمر القومي الإسلامي الذي وصل دمشق ‏مهنئاً بما أظهرته الانتخابات الرئاسية السورية من التفاف شعبي حول الرئيس الأسد، وقال ‏الرئيس الأسد إن المطلوب من النخب القومية أن تتعامل مع المشروع القومي كانتماء، ‏بمعزل عن الأبعاد العقائدية وخلافاتها، وأن تربط هذا الانتماء القوميّ بمصالح الناس بصورة ‏ملموسة‎.‎

واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد وفداً من المؤتمر القومي الإسلامي ضمّ الأمين العام ‏الدكتور خالد السفياني والأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية عضو المجلس الأعلى في ‏الحزب السوري القومي الاجتماعي قاسم صالح ومسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله ‏النائب السابق عمار الموسوي ورؤساء أحزابٍ ونواباً وشخصياتٍ سياسيةٍ ونقابيةٍ من عددٍ من ‏الدول العربية والإسلامية‎.‎

ودار الحديث خلال اللقاء حول فكرة القومية والهوية والانتماء، حيث تمّ التأكيد على أنّ ما ‏حصل مؤخراً في غزة، والانتصار الذي تحقق هناك وتحرّك الشعب الفلسطيني في جميع ‏المناطق، وتحرّك الشعب العربي وتفاعله مع هذا الحدث أثبت أنه وعلى الرغم من كلّ ‏المخططات التي تمّ تحضيرها وتسويقها للمنطقة العربية وبمختلف المسمّيات، فإنّ الشعب ‏العربي في كلّ أقطاره ما زال متمسكاً بعقيدته وبهويته وانتمائه‎.‎

كما تناول الحديث أهمية التوجّه إلى الشباب، وضرورة التجديد في اللغة التي يتمّ تقديم فكرة ‏القومية بها للأجيال الشابة، حيث اعتبر الرئيس الأسد أنّ فكرة القوميّة بمعناها الأساسي ‏والجوهري هي فكرة انتماء، وأنه يجب عدم تقديم الفكرة القوميّة في الإطار النظري العقائدي ‏المجرّد، وإنّما يجب أن تكون هذه الفكرة مبنية على الحقائق، وأن يتمّ الربط بين الأفكار ‏المبدئية والعقائدية وبين مصالح الشعوب، مشيراً إلى أنّ التحدي الذي يواجه النخب الفكرية ‏العربية هو إقناع الناس بأنّ هناك علاقةً مباشرةً بين الانتماء والمصلحة، وأنّ الحالات ‏التقسيمية أو الانعزالية أو الطائفية إذا حصلت في دولة عربية، فإنها ستنتقل إلى الدول ‏الأخرى، وبالتالي لا يمكن أن ننظر إلى الدول العربية إلا كساحة قومية واحدة‎.‎

وأكدّ أعضاء الوفد أنّ صمود الشعب السوري وثباته في وجه كلّ ما تعرّض له خلال السنوات ‏الماضية أعاد الاعتبار للمشروع القوميّ، وأنّ سورية دفعت ولا تزال ثمن مواقفها القومية ‏ودعمها للمقاومة وتصدّيها للمخططات والمشاريع في المنطقة، معتبرين أنّ من حق ‏سورية على كلّ الشعوب العربية والإسلامية وكلّ القوى الحرة في العالم أن تقف إلى جانبها ‏لأنّ الدفاع عن سورية هو دفاع عن النفس وعن المصير والمستقبل، ولأنّ الانتصارات التي ‏حصلت في لبنان أو في فلسطين لم تكن لتحصل لولا صمود الشعب السوري‎.‎

كما توجّهوا بالتهنئة للشعب السوري على النجاح في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، معتبرين ‏أنه أظهر عبر هذا الاستحقاق روح التحدّي الذي تمكّن خلاله من الصمود والثبات، وبرهن على ‏أنّ الحرب الإرهابية والاقتصادية التي تعرّض لها لم تتمكّن من كسر إرادته الحرة وقراره ‏المستقلّ‎.‎

ولم يبرز أي جديد في الملف الحكومي في ظل شبه جمود للاتصالات والمشاورات منذ ‏منتصف الأسبوع الماضي ما يضع مبادرة الرئيس بري أمام امتحان صعب مع تكرار الحديث ‏عن اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري. وبانتظار أن تثمر محاولات ربع الساعة الأخير التي ‏يقوم بها بري والبطريرك الماروني في التوفيق بين بعبدا وبيت الوسط، رجّحت مصادر ‏مطلعة لـ"البناء" أن "يزور الحريري اليوم عين التينة لعقد اجتماع مهم مع الرئيس بري ‏ولإطلاعه على اجتماعاته ومشاوراته الأخيرة لا سيما مع المجلس الإسلامي الشرعي ورؤساء ‏الحكومات السابقين". وإذ لفتت معلومات "البناء" إلى أن الاتصالات متوقفة منذ أيام إذ لم ‏يعقد اي لقاء أو اتصالات في عطلة نهاية الأسبوع، أكدت أوساط عين التينة لـ"البناء" أن ‏‏"مبادرة رئيس المجلس لم تنته حتى الساعة ولا زالت قائمة ومستمرة وبري لم يفقد الأمل ‏بإحداث خرق ما في جدار الأزمة الحكومية"، وشددت الأوساط على "أن المبادرة هي الفرصة ‏الأخيرة للوصول إلى حكومة إنقاذيّة أصبحت حاجة وضرورة وطنيّة لحماية الوطن من الانهيار ‏النهائي الذي يجرف معه كل شيء". واستبعدت الأوساط أن يُقدِم الحريري على الاعتذار في ‏الوقت الحاضر لأسباب عدة لا سيما أن الرئيس بري لا يحبّذ اللجوء إلى هذا الخيار في ظل ‏عدم توافر البديل والانقسام السياسي الحاد الذي قد يحول دون التوافق على تكليف رئيس ‏جديد وربما عدم حصول الاستشارات النيابية‎".‎

وقالت مصادر سياسية لـ"البناء" إن "لا أحد من القوى السياسية حتى المعارضة للحريري ‏تملك تصوراً للمرحلة المقبلة فيما لو اعتذر الحريري عن متابعة التأليف، ومن الصعب إيجاد ‏بديل عن الحريري في ظل الانقسام الطائفي والحشد السني الذي تظهّر حول الحريري بعد ‏اجتماعه بالمجلس الشرعي الإسلامي ونادي رؤساء الحكومات السابقين وكتلة المستقبل إلا ‏بالاتفاق مع الحريري نفسه على تكليف رئيس آخر لتأليف حكومة للحدّ من الانهيار ولاجراء ‏انتخابات في ايار المقبل‎".‎

وفيما تتهم مصادر المستقبل رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل بجرّ الحريري الى ‏مستنقع التعطيل لإحراجه فإخراجه من المعادلة الحكومية للسيطرة على الحكومة عبر تكليف ‏رئيس جديد حليف له أو السعي للفراغ في السلطة التنفيذية، لفتت المصادر لـ"البناء" الى ‏أن "الحريري ستنتظر آخر محاولات الرئيس بري لإقناع عون وباسيل بالتنازل عن شروطهما ‏التعجيزية التعطيلية، وبعد ذلك سيتخذ الموقف المناسب بالتشاور مع رئيس المجلس وكتلة ‏المستقبل ومن ضمن الخيارات الاعتذار". وتحدّث نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق ‏مصطفى علوش، في تصريح تلفزيونيّ عن مسعى بري لكنه عبر عن تشاؤمه من الوضع، ‏مشيراً الى أن "اعتذار الحريري وارد‎".‎

وأفادت مصادر متابعة لملف التأليف لقناة المنار أن "اعتذار الحريري عن التّأليف استُبعد ‏حالياً، فهو لن يقدِم على ما سيعرقل أي محاولة للحل من جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري، ‏ولن يُقدِم على خطوة تؤثّر سلباً على مبادرة الأخير". وأكدت المصادر أن "الحريري حدّد ما ‏يريده أي تسمية الوزيرين المسيحيين والحصول على ثقة تكتل لبنان القوي". ولفتت الى أن ‏‏"باسيل يرى أنّه طرح ما يستطيع أن يقدّمه أي توافق على توزيع الحقائب كما توافق على ‏تسمية الوزيرين المسيحيين العقدة، وبعد بت هاتين النقطتين، البحث في منح التيار الوطني ‏الحرّ الثقة لحكومة الحريري‎".‎

في المقابل أفادت مصادر بعبدا بحسب قناة أو تي في أنه "لا يمكن بقاء حال المراوحة ‏ورئيس الجمهورية ينتظر تشكيلة الحريري والأساس هي الميثاقية". وأوضحت مصادر أخرى ‏مطلعة بحسب القناة نفسها أن "العقدة الحكومية لم تعد متمثلة بالحقائب والوزيرين ‏المسيحيين بل بثقة التيار بحكومة الحريري، فلننتظر ما في جعبة بري والأكيد أن الحريري لن ‏يعتذر في اليومين المقبلين‎".‎

وحذر المكتب السياسي لحركة أمل من النتائج الكارثية لتعطيل (مبادرة لبنان) التي بناها ‏الرئيس نبيه بري على ركائز المبادرة الفرنسيّة لتكون بوابة حكومة إصلاح تنقذ البلد وتضعه ‏على سكة الخروج من أزماته. واعتبر ان "البعض لا يزال يمعن في ضرب القواعد الدستورية ‏بمحاولة خلق أعرافٍ جديدة تمس أسس التوازنات الوطنية والمرتكزات التي أرساها اتفاق ‏الطائف مما يعطّل قبول مهمة فيها نسف للأصول والأعراف، وتضع البلد في مواجهة ‏مخاطر جمّة وتعطل أداء المؤسسات‎".‎

من جهته قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: "أصعب محنة يعيشها شعبنا ‏بسبب إهمال كامل من المسؤولين في الدولة أدّى ويؤدي إلى تعطيل السلطة الإجرائيّة ‏المتمثلة بالحكومة، وبعدم تأليفها تتعطل مقدرات الدولة الاقتصادية والمالية‎".‎

واعتبر رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين أن "المشكلة ليست في ‏النقاط التي يُقال إنها محل خلاف، إننا نواجه بعض السياسيين الذين يريدون تحقيق مآرب ‏شخصية لم يتمكنوا من تحقيقها في الأيام العادية ويتوسلون عذاب الناس وألمهم ‏لتحقيقها". وأكد أنه "مخطئ من يظن أن تمسكنا الدائم بالمبادرات يعطيه المزيد من ‏الوقت"، مشدداً على "الاسراع في الحل لتلبية الاحتياجات الضرورية للناس"، ولفت الى أن ‏‏"المناورات السياسية تنتهي عند الصالح العام والمصالح الكبرى، وبالتالي من يتلاعبون ‏بالمناورات السياسية والشروط والشروط المضادة، عليهم أن يعرفوا انهم يتلاعبون بكرامة ‏اللبنانيين والمصالح الوطنية‎".‎

في غضون ذلك، استمرّ مسلسل معاناة اللبنانيين المعيشية في الحصول على أبسط ‏الخدمات من الدواء الى الغذاء والاستشفاء والبنزين في ظل ارتفاع إضافي سجله سعر ‏صرف الدولار ناهز أمس 15500 ليرة للدولار الواحد في السوق السوداء ما يؤكد بحسب خبراء ‏اقتصاديين لـ"البناء" وجود جهات مالية سياسية متحكمة بالوضع المالي تعمل على التلاعب ‏بسعر الصرف لتحقيق أهداف سياسية إضافة إلى إقبال المصارف على شراء الدولار من ‏السوق السوداء على أسعار 12000 و13000 للدفع للمودعين تنفيذاً لتعميم مصرف لبنان ما ‏رفع الطلب على الدولار أدى الى ارتفاع سعره فضلاً عن اقتراب مصرف لبنان من رفع الدعم ‏عن المحروقات ومواد أخرى ما دفع بالتجار الى شراء الدولار لتخزينه للاستمرار بالاستيراد بعد ‏رفع الدعم‎.‎

واستمرت الطوابير أمام المحطات والمستشفيات والصيدليات والأفران على حالها، وزيادة ‏اسعار منتجات الألبان والأجبان ومشتقات الحليب بنسبة تزيد عن 40 في المئة. فيما تستعد ‏القطاعات العمالية للإضراب تلبية لدعوة الاتحاد العمالي العام في 17 الحالي‎.‎

وأعلن ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أن "توزيع المحروقات بدأ منذ صباح أمس ‏بحسب الاتفاق مع الشركات والمحطات"، الا انه اكد أن "الازمة لن تحل كليّاً اليوم". وقال: ‏‏"موضوع أزمة المحروقات تُرك بيد 3 جهات هي مجلس النواب والحكومة ولجنة الأشغال ‏لإيجاد حلّ سريع إما برفع الدعم أو ترشيده أو إيجاد بديل‎".‎

كما واصل وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن عملية التقصي ‏والمتابعة المستمرة منذ الأسبوع الماضي، وقام امس بعملية دهم لأحد مستودعات المواد ‏والمستلزمات الطبية وكواشف المختبرات في بيروت‎.‎

الى ذلك تترقب البلاد سلسلة تحركات للامم المتحدة والاتحاد الأوروبي للدفع بعملية تأليف ‏الحكومة للأمام وتأمين المساعدة الإنسانية والإغاثية والاجتماعية تخوفاً من انفجار اجتماعي ‏مقبل. وكشفت أوساط ديبلوماسية مطلعة لـ"البناء" "أن أحد السفراء الأوروبيين في لبنان ‏حذر بلاده بأن الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان ذاهب للمزيد من التأزم ما سيضاعف ‏معاناة اللبنانيين ويؤدي إلى انهيارات في قطاعات خدميّة ومعيشية عدة، الأمر الذي سيهدد ‏المؤسسات العامة وعلى رأسها المؤسسات الأمنية والمؤسسة العسكرية بالدرجة الأولى، ‏وبالتالي يُضّعِف وحدة الدولة "المركزية" في القيام بأدائها ومسؤولياتها لصالح نمو ‏المؤسسات غير الرسمية و"الدولتية" أي الأحزاب و"الميليشيات" الطائفية والمسلحة. محذراً ‏من أن يؤدي إضعاف الجيش اللبناني بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إلى ‏حالات تمرد وفرار لعناصر وضباط الجيش وانخراطهم في صفوف الأحزاب الطائفية المسلحة ‏كحزب الله أملاً بالحصول على رواتب أعلى أو مساعدات من مالية وعينية من الأحزاب التي ‏تمثل طوائفهم، فضلاً عن أن ضعف القوى الأمنية والمؤسسات الخدمية سيؤدي تلقائياً إلى ‏انتشار حالات الفوضى الاجتماعية والأمنية وسيطرة الأحزاب على المناطق التي تخضع لها. ‏وأوصى السفير الأوروبي بلاده أيضاً إلى أن هذا الوضع الخطير يستوجب تحركاً أوروبياً عاجلاً، ‏لا سيما على صعيد دعم القوى العسكرية وتحديداً الجيش اللبناني بالدواء والاستشفاء ‏والغذاء والمحروقات". ومن هذا المنطلق بحسب الأوساط دعا الرئيس الفرنسي ‏إيمانويل ‏ماكرون بالتعاون مع شركاء دوليين إلى "إنشاء آلية تضمن استمرار الخدمات العامة ‏اللبنانية ‏الرئيسية‎".‎

وعلمت "البناء" أن "ممثل السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل ‏سيقوم بزيارة عاجلة إلى بيروت نهاية الأسبوع الحالي لتوجيه رسالة تحذير عاجلة للمسؤولين ‏اللبنانيين باسم الاتحاد الأوروبي قبل التوجه إلى فرض عقوبات مالية على سياسيين لبنانيين ‏يعرقلون تأليف الحكومة والعملية السياسية. كما سيبحث مع القيادات السياسية خطورة ‏التأخير بتأليف الحكومة وسيطلع على آخر المستجدات بالملف الحكومي وسيقدم ما ‏يستطيع من مساعدة. إلا أن مصادر مواكبة للتحرك الأممي توضح لـ"البناء" إلى أن "مسألة ‏فرض عقوبات أوروبية معقدة وليست بالأمر السهل، لا سيما أن ليست هناك سابقة بفرض ‏عقوبات أوروبية على لبنان لا سيما أنها تحتاج إلى شروط أهمها حصول إجماع بين أعضاء ‏الاتحاد. وهذا غير متوفر حتى الساعة، وثانياً أن لا تخالف قوانين الاتحاد الأوروبي، وثالثاً التأكد ‏من جدواها في تحقيق الأهداف". لكن المصادر تلفت إلى "أن للعقوبات الأوروبية أهمية ‏تفوق العقوبات الأميركية لكون أغلبية الشخصيات السياسية اللبنانية تملك حسابات مالية ‏في المصارف الأوروبية واستثمارات وأصولاً، ما يمنح المسؤول الأوروبي الرفيع الذي سيزور ‏بيروت ورقة ضغط كبيرة سيستخدمها خلال محادثاته مع المسؤولين في لبنان‎".‎

على صعيد آخر، حط الوسيط الأميركي لعملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم الحدود ‏البرية الجنوبية السفير جون دوروشيه أمس في بيروت. وخلال زيارته قصر بعبدا ابلغه رئيس ‏الجمهورية رغبة لبنان في استمرار المفاوضات غير المباشرة في الناقورة بوساطة أميركية ‏واستضافة دولية، وذلك بهدف الوصول الى تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية، على نحو ‏يحفظ حقوق الأطراف المعنيين بالاستناد الى القوانين الدولية. ولفت عون الى أنه "لا يمكن ‏لإسرائيل أن تفرض وجهة نظر أحادية على مسارها". كاشفاً ان "لدى لبنان خيارات عدة في ‏حال عدم تجاوب الإسرائيليين مع الجهود المبذولة لتحريك المفاوضات‎".‎


المصدر : البناء

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

تواصل إجتماعي

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa