الـ "توك توك" يجتاح لبنان... فرصة عمل جديدة وهروب من الأزمات!

16/06/2021 04:00PM

كتبت نورا الحمصي في "السياسة": 

دخل لبنان عصر الـ "توك توك"، وهي العربة التي نجدها في الأحياء الفقيرة والتي اشتهر وجودها في الأفلام المصرية والتي انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كثيف في سوريا والعراق واليوم في لبنان.

الشعب اللبناني المعروف بشرائه لأجدد الهواتف والسيارات الفخمة ولو بالقروض أصبح اليوم يُحافظ على ما لديه حتى وصل به الحال إلى بيع سيارته واستبدالها بوسائل نقل أقل تكلفة بعد انتشار أخبار تحذّر من إمكانية وصول سعر صفيحة البنزين إلى الـ 200 ألف ليرة، وقد يكون الـ "توك توك" الذي يتسع لـ 3 أشخاص أو 4 هو البديل. 

ما هو الـ"توك توك"؟

الستوتة أو تكتك أو الركشة هي مركبة نارية لها ثلاث عجلات تستخدم غالبا كوسيلة للانتقال بالأجرة وينتشر الـ "توك توك" بكثرة في البلاد الآسيوية ولا سيما في البلاد العربية وتحديدًا في العراق ومصر والسودان.

وبدأ الـ "توك توك" في الانتشار في مناطق لبنانية عديدة، بعدما اقتصر وجوده بداية على بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية. ولكن اليوم ومع تفاقم الأزمة المعيشية توجه عدد غير قليل من الشبان إلى اعتماد الـ "توك توك" لبيع القهوة والمأكولات السريعة، أو الديليفيري، كما عمد البعض لاستخدامه للتنقل. 

رأس مال بسيط وكلفة أقلّ

في معظم المناطق اللبنانية وتحديدا في بيروت وطرابلس والبقاع بدأ الجميع يلاحظ استخدام الـ "توك توك" كما ان قصصا عديدة تُرافقه، وأغلبها تتشابه.

محمد شاب من الضاحية الجنوبية أكد لـ "السياسة" أنه كان يعمل في دار للسينما ولكن مع تفشي كورونا والأزمة الاقتصادية التي عصفت في لبنان أصبح عاطلًا عن العمل.

وتابع محمد: "كنت قد جمعت مبلغا من المال سابقا وقررت استثماره للعيش فخطر لي شراء الـ "توك توك" واستثماره لبيع القهوة وهذا ما حصل".

وقال: "على الرغم من أنّ البلدية تقوم بإزالة المخالفات إلا أنني أحاول الوقوف في شوارع فرعية حتى لا ألاحق". وأردف "بالنهاية باب رزق وأقل كلفة من الايجار وشو بدنا نعمل بدنا نعيش". 

أما أحمد فقال لـ "السياسة": "كان لدي دراجة نارية استخدمها للديليفيري ولكن مع تدهور الأوضاع الاقتصادية قررت بيعها واستبدالها بالـ "توك توك" على اعتبار أنه متعدد الاستخدامات وأقل تكلفة".

وتابع: "اليوم أقوم باستخدام الـ "توك توك" لإيصال أغراض إلى المنازل كما استعمله كسيارة تاكسي للمناطق المجاورة القريبة بسعر يشكّل ربع السعر الذي تتقاضاه سيارة التاكسي".

وعن السعر الذي يتقاضاه قال: "إيصال الأغراض يرتبط بكرم رب المنزل، أمّا لنقل الركاب فحسب المسافة والسعر يتراوح بين آلفين و4 آلاف ليرة لبنانية".

وأكد أنه: "يجني من الـ "توك توك" حوالي الـ 90 ألف ليرة في اليوم مع العلم أنه في بعض الأيام لا يجني شيئًا".

من جهتها، اعتبرت أم يوسف التي تستخدم الـ "توك توك" كوسيلة للنقل خلال تبضعها انه "أسرع من الفان والسرفيس على اعتبار انه يتسلل بين السيارات وانه أرخص".

ماذا عن أسعار الـ"توك توك"

صاحب محل لبيع الـ"توك توك" أكد لـ"السياسة"، أنّ:" سعره يتراوح ما بين 1200 و 2000 دولار أميركي".

وأشار إلى أنّ: "هناك نوعيات كثيرة من الـ "توك توك" منها الصينية، الايطالية والهندية". لافتا إلى أنّ: "نسبة المبيعات في الفترة الأخيرة ارتفعت".

الـ "توك توك" مُخالف للقانون؟!

وعلى الرغم من تعدد استخداماته وإمكانية مساعدته للعاطل عن العمل وتجنيبه شبح العوز إلّا أنه لا يوجد قانون رسمي وواضح ينظم عمله كآلية، ومن هنا يعتبر الـ"توك توك" مخالفًا لذلك تقوم القوى الأمنية والبلديات بملاحقته. 

ويبدو أنّ لبنان تحول من سويسرا الشرق إلى بلد الـ "توك توك" نتيجة تردي الاوضاع الاقتصادية.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa