عودة السجال السياسيّ حول المسار ‏الحكوميّ… وسط تفاقم الوضع المعيشيّ ‏وتحرّك السفراء "القوميّ" يحيي ذكرى ‏استشهاد مؤسسه بافتتاح دار سعاده… ‏وحردان يندّد بالتدخلات الخارجيّة: ‏حكومة وفق مبادرة برّي حالة طوارئ ‏اقتصاديّة قانون انتخاب لاطائفيّ مجلس ‏مشرقيّ‎ /‎

12/07/2021 06:51AM

 وسط تقديرات واستنتاجات عن إقدام الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري على ‏تقديم تشكيلة حكومية لرئيس الجمهورية تستند الى صيغة الـ 24 وزيراً قبل نهاية الأسبوع، ‏تمهّد لاعتذاره، عاد السجال السياسي حول المسار الحكوميّ بين ثلاثي التيار الوطني الحر ‏وتيار المستقبل وحركة أمل، في ظل تراجع الوساطات والمساعي، مع تفاقم الأوضاع ‏المعيشيّة وانهيار متزايد في سعر صرف الليرة، وتراجع تغذية الكهرباء، واستمرار طوابير ‏الانتظار الطويلة أمام محطات البنزين، من دون وجود آفاق لحلحلة مقبلة، بينما يواصل ‏سفراء الدول الأجنبية، وخصوصاً الثلاثي الأميركي والفرنسي والسعودي الحراك تحت عنوان ‏البحث عن مخارج أو تخفيف وطاة الأزمة على الجيش والمؤسسات الأمنية‎.‎

على خلفية هذا المشهد القاتم أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفال إحياء ذكرى ‏استشهاد مؤسسه أنطون سعاده، مفتتحاً داراً ثقافيّة اجتماعيّة تحمل اسمه في ضهور ‏الشوير، وقد تحدّث في الاحتفال رئيس المجلس الأعلى للحزب النائب أسعد حردان، عارضاً ‏للأوضاع السياسية المحلية والإقليمية، ولرؤية الحزب للحلول، مندداً بالتدخلات الخارجية التي ‏تستند الى عدم قيام المسؤولين اللبنانيين بما ينبغي القيام به لتشكيل الحكومة بعيداً عن ‏الحسابات الطائفية، فيأتي الخارج بعرض ما يخدم مصالحه، معتبراً أن المطلوب في مواجهة ‏تفاقم الأزمة هو حكومة لا تزال مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري تشكل اساساً صالحاً ‏للحوار حولها، مشيراً إلى خطورة دعوات الفدرلة، والخطاب المتشنّج والعنصري الذي يمهد ‏للحرب الأهلية، مؤكداً أن الحل يكمن في قانون انتخاب لاطائفي يفتح طريق بناء الدولة ‏العصرية التي لا تميّز بين مواطنيها، وتقيم حكم المؤسسات والقانون، وفي الشأن المعيشيّ ‏دعا حردان الى حالة طوارئ اقتصاديّة تستنهض مؤسسات الدولة وتحمي المواطنين من ‏طوابير الذل ومن جشع الاحتكار المتوحش، تتكامل مع فتح الحدود وتنسيق العلاقات مع ‏سورية مذكراً بدعوة الحزب الى إقامة مجلس للتعاون المشرقي‎.‎

دعا رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان إلى ‏‏"تشكيل حكومة تحت سقف الدستور، قائلاً نرى في مبادرة الرئيس نبيه بري مرتكزاً لحوار بنّاء ‏يفضي إلى تشكيل الحكومة بعيداً عن أية حسابات طائفية وجهوية، وبما يجنب لبنان تدخلات ‏خارجية لا تنظر إليه إلا بعين مصالحها. لذلك نشدد على ضرورة أن يتفق المسؤولون على ‏تشكيل حكومة جديدة، بما يضع حداً للتدخلات الخارجية النافرة‎.‎

كلام حردان جاء خلال إحياء الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد انطون سعاده ‏في الثامن من تموز، وافتتاح "دار سعاده الثقافية والاجتماعية" وجناحاً خاصاً يحمل اسم ‏الأمينة الأولى جولييت المير سعاده، في احتفال حاشد في ضهور الشوير، حضره رئيس ‏الحزب وائل الحسنية وعدد كبير من أعضاء قيادة الحزب والمسؤولين‎.‎

ورأى أن طريق الخروج من المآزق والأزمات لا يكون بالكلام، وأن محاربة الفساد لا تكون ‏بالشعارات، بل بإعلان حالة طوارئ اقتصادية وخطة متكاملة، تشترك فيها كل وزارات الدولة ‏ومؤسساتها، كي لا تبقى هذه الوزارات والمؤسسات مستقيلة من مهامها، تاركة المواطنين ‏فريسة لأصحاب الشركات الاحتكارية المتوحشة الذين يتسببون بالأزمات، وبإذلال الناس في ‏طوابير البنزين والمازوت والخبز والدواء وحليب الأطفال وغيره. إن هؤلاء المحتكرين، هم جزء ‏من منظومة مشبوهة هدفها حرف بوصلة الناس عن واجباتها الوطنية، وإشغالها بحاجاتها ‏الغذائية والدوائية، ودفعها إلى اليأس والهجرة، على نسق وظائف الثورات الملوّنة التي تنشر ‏ثقافة التوهين والتفكيك وتدعو إلى الانفكاك عن القيم المجتمعية المثلى‎".‎

ودعا "السلطة الرسمية في لبنان إلى تحمّل مسؤولياتها، وأن لا تبرر تقصيرها بما يدور من ‏كلام عن حكومة اختصاصيين تارة وحكومة مستقلين تارة أخرى. السلطة السياسية هي ‏المسؤولة وهي صاحبة الاختصاص الأول والأخير في معالجة شؤون المواطنين وتلبية ‏حاجاتهم، وإننا نطالبها بأن تذهب إلى أي مكان، شرقاً وغرباً، ما عدا كيان الاحتلال الصهيوني، ‏المهم أن تأتي بما يحتاجه المواطن للعيش الكريم‎".‎

وقال: "ما نسمعه هذه الأيام، من دعوات إلى الفدرلة وخطابات تغذّي النعرات الطائفية ‏والمذهبية، هو بمثابة قرع أجراس العودة إلى الحرب الأهلية التي دمرت البلد وهجرت أهله ‏وأرهقت ماليته واقتصاده، لذلك نقول، فليسقط كل دعاة الحرب والمنادين بها، ونؤكد أننا لن ‏نتزحزح عن قناعاتنا وخياراتنا بالدفاع عن وحدة لبنان وسلمه الأهلي بمواجهة كل محاولات ‏الشرذمة‎".‎

وأشار الى ان ألف باء الإصلاح، قانون انتخابي يوحد اللبنانيين على قاعدة المساواة، ويخرجهم ‏من حظائر الطوائف والقبائل والملل، ونقول عيب على الذين رفضوا البحث في قانون ‏انتخابي جديد. هؤلاء سيحملهم التاريخ مسؤولية الانخراط في مشروع الفدرلة والتقسيم. نحن ‏لنا رؤية واضحة لمواجهة ما يتهدد لبنان، وقد دعونا النخب إلى الاشتراك في إقامة تيار ‏وطني لا طائفي، يطلق صرخة قوية مؤثرة من أجل الإصلاح السياسي في لبنان، ونحن نجدد ‏هذه الدعوة لكي نضغط معاً من أجل الإصلاح‎".‎

وأضاف: "أطلقنا مبادرة لقيام مجلس تعاون مشرقي لتحقيق التكامل الاقتصادي، وليكون ‏لبنان أول المستفيدين من محيطه القومي. وعليه، فإننا نطالب المؤسسات الرسمية في ‏لبنان، أن تتخذ قراراً حاسماً وسريعاً بإعادة العلاقات الطبيعية مع سورية والتنسيق مع ‏الحكومة السورية لفتح الحدود وتعبيد خط الترانزيت، الذي هو ممر إجباري لتصدير المنتوجات ‏اللبنانية إلى الكيانات والدول العربية وهو يشكل شرياناً حيوياً لاقتصاد لبنان. إن القيام بهذه ‏الخطوة واجب الوجوب، وهناك ضرورة للتعاون مع سورية لحل العديد من المشاكل التي ‏ترهق لبنان. ونحن على ثقة بأن سورية منفتحة ومستعدة لتقديم المساعدة‎".‎

وعلى خط الحراك الخارجي المتصل بالأزمة اللبنانية، يعقد اليوم اجتماع في السفارة ‏السعودية في اليرزة يضم السفير السعودي وليد بخاري والسفيرتين الأميركية دوروثي شيا ‏والفرنسية آن غريو لمتابعة وتقويم اجتماعات الرياض للسفيرتين الفرنسية والأميركية‎.‎

إلى ذلك، يتجه الرئيس المكلف سعد الحريري في الأيام المقبلة إلى مصارحة اللبنانيين ‏بحقائق الأمور ووفق المعلومات التي تنقلها مصادر تيار المستقبل لـ "البناء" فإن الحريري ‏فور عودته من مصر حيث سيلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فإنه سيحدد خياره ‏خاصة أن الأمور تكون قد تبلورت في الداخل على صعيد الاتصالات، مشيرة الى ان الحريري ‏لا يزال يحظى بدعم من روسيا ومصر لتأليف الحكومة فضلاً عن رئيس مجلس النواب نبيه بري ‏الذي ابلغ الحريري أنه قد يقبل اعتذاره عن التأليف فى حال ذهب الأخير إلى تزكية شخصية ‏سنية غيره ودعمها في عملية التشكيل، ولفتت المصادر إلى أن خيار اعتذار الحريري لا يزال ‏مطروحاً بقوة علماً أن رؤساء الحكومات السابقين أسوة بالرئيس بري وحتى حزب الله ‏يفضلون عدم اعتذاره. واعتبرت المصادر أن الحريري قد يُقدم في الأيام المقبلة على تقديم ‏تشكيلة حكومية من 24 وزيراً إلى رئيس الجمهورية وعندها يكون قد وضع الطابة في مرمى ‏بعبدا التي في حال رفضتها تكون مصرّة على سياسة التعطيل، وعندها لكل حادث حديث‎.‎

في المقابل تعتبر مصادر تكتل لبنان القوي لـ"البناء" أن ما يحصل من اتصالات خارجية ‏وزيارات الى السعودية يؤكد المؤكد أن الرئيس المكلف ينتظر الضوء الأخضر السعودي ‏لتأليف الحكومة، وبالتالي ثبت للجميع ان ما يحكى عن عرقلة عونيّة تعطل التشكيل ليس الا ‏اتهام سياسيّ، معتبرة ان المشكلة هي في العامل الخارجي وليست في العوامل الداخلية ‏التي يتم التذرع بها، مشيرة في موازاة ذلك الى ان هجوم حركة امل عبر وسائلها الإعلامية ‏على العهد هو في اطار الخلاف السياسي الكبير في النظرة الى الاصلاح ومحاربة الفساد بيننا ‏وبين الرئيس نبيه بري، قائلة هناك من يلقي الاتهامات جزافاً على وزراء التيار الوطني الحر في ‏حين أنهم ويا للأسف يعلمون أين يكمن أصل المشكلة، مضيفة نحن أيضاً نستطيع نبش ‏القبور، معتبرة أن إصرارنا على رفع الحصانات في قضية انفجار مرفأ بيروت أمر طبيعي ‏ومنطقي ووطني وإنساني وبالتالي يفترض بالجميع تبني الموقف نفسه احتراماً لضحايا ‏انفجار 4 آب، والاستجابة لطلب القاضي طارق البيطار‎.‎

وكانت محطة‎ nbnشنت هجوماً عنيفاً على العهد في مقدمتها الاخبارية حيث أشارت كفاكم ‏لفًا ودروانًا ونظرياتٍ، فأنتم في نظر مَن يريد دولة القانون منافقون وفق ما ثبت بالممارسة ‏وبالوجه الشرعيّ‎.‎

وكما في ملف انفجار المرفأ الذي علمتم بوجود مسبّباته قبل أكثر من 15 يومًا من حصوله، ‏كذلك في كل ملفات فسادكم التي دفعت الوطن والشعب من رأس جبلكم إلى أسفل وادي ‏جهنم‎.‎

إلى الشعبويين الفاسدين اسمعوا جيداً نبيه بري أكد اليوم كما منذ أول يوم أنه لن يتهاون مع ‏ملف انفجار المرفأ، لأن من حق أهالي الشهداء وكل اللبنانيين الوصول الى الحقيقة وعدم ‏التغطية عليها، وقد أعلن أن مجلس النواب لن يسكت عن أي مرتكب أو مقصّر حيال هذا ‏الملف من وزراء وغيرهم‎.‎

أما أنتم يا مدّعي العدالة فحاشيتكم العائلية فاسدة وبحكم مبرم منذ تلك الصفقات في ‏الكهرباء وبواخرها، منذ السدود القاحلة كوجوهكم الكالحة مع تخطي دفاتر شروط ‏المناقصات العمومية‎.‎

‎وفي خضم حرب التصريحات الإعلامية والاتهامات المتبادلة بين التيار الوطني الحر وحركة ‏أمل جدد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الدعوة الى تنازل الفريقين من أجل ‏تشكيل حكومة توقف الانهيار الحاصل والكارثة التي وصلنا اليها. وشدّد جنبلاط خلال جولة له ‏على بلدتي بريح والفوارة الشوف على ضرورة عدم نبش الماضي والنظر الى المستقبل من ‏خلال التعاون والتعاضد من دون تمييز بين تيار سياسي وآخر‎.‎

وأكد البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن "مطلوباً من الدولة اللبنانية ‏وبإلحاح ملاقاة المجتمع الدولي من خلال تأليف حكومة تتمتع بالمواصفات الإصلاحيّة ‏والحيادية. إن العالم يكرّر نداءاته، فيما المعنيون بتشكيل الحكومة يمتنعون عن القيام ‏بواجباتهم الدستورية والوطنية حتى شكلياً. فرغم الانهيار الشامل لا يزالون يتبادلون الشروط ‏المفتعلة قصداً لتأخير تأليف الحكومة. فلا عبارة الاتفاق مع الرئيس المكلف تعني تعطيل ‏التشكيلات المقدّمة، ولا التكليف يعني تكليفاً أبدياً من دون تأليف حكومة. إن مصلحة ‏الشعب تعلو على كل التفسيرات والاجتهادات الدستوريّة والحساسيّات الطائفيّة. لن نسمح، ‏مع ذوي الإرادة الحسنة، بسقوط البلاد بين أطراف لا تريد حكومة وأطراف أخرى لا تريد ‏دولة‎".‎

وقال: "إن الصداقات مع الدول شيء، والانحياز الاستراتيجيّ إلى محاور عربيّة وإقليميّة ‏ودوليّة شيء آخر. لذلك، إن الحياد هو حل خلاصيّ للبنان، خصوصاً أنه لا يحول دون تعزيز ‏العلاقات مع أي دولة وتقوية الصداقة معها لمصلحة لبنان، باستثناء تلك التي لا تكفّ عن ‏استعدائنا‎".‎

أضاف: "نطالب الجماعة السياسيّة تسهيل عمل القضاء لأن الشعب لا يغفر لمن يعرقل مسار ‏التحقيق أو لمن يسيّسه أو لمن يغطي أي شخص تثبت التهمة عليه. فلتكن نزاهة القضاء ‏المشجع الأول للمثول أمامه من أجل الحقيقة. فلماذا تخافون إذا كنتم أبرياء؟ يجب التمييز ‏بين الأذونات الإدارية لرفع الحصانة، والبحث القضائي عن الأدلة‎".‎

‎قضائياً، يمثل مدير المخابرات الأسبق العميد كميل ضاهر اليوم الإثنين أمام المحقق العدلي ‏في جريمة انفجار مرفأ بيروت، كما يمثل العميد الركن جودت عويدات والعميد الركن غسان ‏غرز الدين أمام القاضي البيطار غداً الثلاثاء‎.‎


المصدر : البناء

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa