03/08/2021 05:59AM
تصاعدت حدة الجدل في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا مع الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بشأن عدد الموظفين في بعثات البلدين، ما يؤشر إلى عدم إحراز تقدم في هذه القضية الحساسة رغم انعقاد قمة بين رئيسي البلدين وبدء "حوار استراتيجي" يُفترض أن يؤدي إلى استقرار في العلاقات الثنائية المتوترة.
وقال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، في مقابلة مع مجلة "ناشونال إنترست"، الاثنين، إن واشنطن أمرت 24 دبلوماسيا روسيا بمغادرة البلاد بحلول الثالث من أيلول. وجاءت الخطوة الأميركية بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة تسريح 182 موظفا محليا يعملون في بعثاتها الدبلوماسية في روسيا.
واتهم السفير الروسي الولايات المتحدة بأنها أصبحت "مثابرة ومبدعة في هذا المجال" من خلال تحديد مدة التأشيرات المخصصة للدبلوماسيين الروس بثلاث سنوات، قائلا إن الدبلوماسيين سيغادرون من دون أن يحل مكانهم أحد، "لأن واشنطن شدّدت فجأة إجراءات إصدار التأشيرات".
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، تصريحات السفير بأنها "غير دقيقة"، قائلا إن الروس كانوا يعلمون أن هذه التأشيرات ستنتهي بعد ثلاث سنوات، ومؤكدا أنهم كانوا أحرارا في التقدم بطلب لتمديدها.
وجدد برايس اتهام موسكو بأنها أجبرت الولايات المتحدة على طرد الموظفين الروس من بعثاتها الدبلوماسية في روسيا، بسبب حظر جديد للكرملين على استخدام موظفين روس أو من دول ثالثة، وقد جاء هذا الحظر ردا على عقوبات أميركية.
وقال برايس: "هذا مؤسف، لأن هذه الإجراءات لها تأثير سلبي على عمليات البعثة الأميركية في روسيا وعلى أمن موظفينا وكذلك على قدرتنا على إجراء تبادلات دبلوماسيّة مع الحكومة الروسية".
كانت واشنطن قد فرضت، في أبريل الماضي، سلسلة عقوبات على روسيا، متهمة موسكو بالتدخل في الانتخابات الأميركية والوقوف وراء هجمات إلكترونيّة.
وطردت واشنطن 10 دبلوماسيين روس من الولايات المتحدة وفرضت على البنوك الأميركية قيودا تتعلق بشراء الديون الروسية. وردت روسيا بطرد 10 دبلوماسيين أميركيين، ووجهت تهديدات لصناديق ومنظمات غير حكومية تمولها واشنطن، ومنعت عددا من أفراد الإدارة الأميركية من دخول أراضيها.
واعتبرت آنا بورشفسكايا، المحللة المختصة بالشأن الروسي في معهد واشنطن، وزميلة "المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية" في حوار مع موقع "الحرة" أن الخطوة الأميركية الأخيرة "مهمة"، لكنها "غير معتادة وقد قام بها رؤساء أميركيون سابقون".
سيصبح الرئيس، جو بايدن، الأربعاء، خامس رئيس أميركي يلتقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي وصل إلى السلطة في روسيا عام 2000.
وقالت إنها تأتي في سياق "الصعوبات التي تواجه العلاقات بين البلدين منذ سنوات والمستمرة بسبب السلوك الروسي في العالم".
كان الرئيسان الأميركي، جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، قد جلسا على طاولة واحدة في جنيف، في يونيو، في أول قمة بينهما، في محاولة لوضع أرضيات جديدة للتفاهم بعد أشهر من التوتر بسبب عمليات القرصنة الروسية وتسميم معارض روسي والتدخل في أوكرانيا والانتخابات الأميركية وقضايا أخرى.
واعتمد بايدن لهجة حازمة، منذ توليه منصبه بداية العام، حيال نظيره الروسي ووصفه قبل عدة أشهر بأنه "قاتل"، ثم جاء اللقاء في محاولة لتخفيف حدة الخلافات مع روسيا.
وفي اللقاء الذي وصفه بـ"الصريح"، أكد بايدن أنه تطرق لعدة قضايا بينها تسميم المعارض الروسي، ألكسي نافالني، ومعاهدة خفض الأسلحة والأمن السيبراني والملف السوري وملف إيران النووي وأوكرانيا وملفات أخرى. في المقابل اعتبر بوتين أن اجتماعه المباشر كان "بناء للغاية".
وتقول المحللة إن بايدن سعى من خلال اللقاء إلى إقامة "علاقات مستقرة ويمكن توقعها" ولم تكن هناك أي توقعات في أن العلاقات بين البلدين ستكون "أسهل" بعد الاجتماع.
وتقول إنه في حين أن واشنطن تريد علاقات "مستقرة ويمكن توقعها" مع موسكو، فإن روسيا "لا تريد علاقات متوقعة ومستقرة فهم (الروس) يعيشون على عدم الاستقرار وعدم التوقع".
وتوقعت ألا تتوقف روسيا عن أنشطتها المزعزعة في الاستقرار في الولايات المتحدة والعالم، رغم الاجتماع الأخير، "وهو ما يجعل من الصعب إقامة علاقات أفضل بين البلدين".
وتقول إن "قادة الغرب دائما ما يسعون للتواصل مع روسيا بينما لا تفعل هي ذلك"، مشيرة أيضا إلى أن الرؤساء الأميركيين المتعاقبين حاولوا تحسين العلاقات مع روسيا.
وترى أن الأولوية الحالية لإدارة بايدن هي الصين، وللتركيز على هذا الملف، تسعى إدارة بايدن إلى "تنحية روسيا جانبا" من خلال وضعها "في صندوق" لكنها توقعت "ألا تنجح في ذلك لأن الصين وروسيا لديهما شراكة استراتيجية ولأن روسيا لا تسعى إلى إقامة علاقات مستقرة مع واشنطن".
وتقول: "لأسباب داخلية وخارجية، ينتهج بوتين المواجهة مع الغرب لأن ذلك يعطيه ميزة، وسياسة الدولة الروسية تاريخيا دائما هي تصوير أنها محاطة بالأعداء وأنها في حالة طوارئ من أجل جمع الروس معا". وتقول إنه "ليبقى بوتين في السلطة، فإنه يسعى للحصول على موارد الغرب والمواجهة معه في الوقت ذاته".
ويأتي السجال الجديد بين البلدين بعد اجتماع بين مفاوضين أميركيين وروس حول قضايا الحد من التسلح، وكانت تلك أيضا أحدى القضايا التي ناقشتها قمة بوتين وبايدن.
المصدر : الحرة
شارك هذا الخبر
"ضوابط جديدة" لموسم حج 2025... إليكم التفاصيل
نواف سلام في سوريا ويلتقي الشرع
أقوى بـ24 مرة من هيروشيما... واشنطن تطوّر قنبلة نووية
نبيه طعمة في ضبيه الصوت بـ ١٠٠٠$!
الذهب يتجه الى مستويات "مجنونة"!
وصول رئيس الحكومة نواف سلام الى سوريا
"القوات" ترد على "الأخبار": لا أحد يريد محاصرة لبنان
موافقة على زيادة الاكتتاب بحصة لبنان في صندوق النقد الدولي
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa