الرئيس المكلف يؤكد دعم رؤساء الحكومات له.. والحريري: علاقتنا به أقوى من المغرضين ميقاتي: أمامنا الأمتار الأخيرة من مسابقة تشكيل الحكومة وبرنامجها موجود

كتب عمر حبنجر في "الأنباء الكويتية":

أصبحت الزيارات الاستشارية للرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مع الرئيس ميشال عون شبه يومية، وهو ما اعتبره ميقاتي دليل عمل بجد «لإزالة كل العقبات، وتشكيل حكومة تراعي كل التوازنات يأخذ بعض الوقت».

وقال ميقاتي بعد لقائه عون أمس: «نستكمل المشاورات والنية عند الجميع بتشكيل الحكومة لأن عدم التشكيل خطيئة بحق الوطن»، واصفا الحوار مع رئيس الجمهورية بالـ «إيجابي ونأمل أن نرى الحكومة قريبا».

وأشار إلى انه: «لايزال أمامنا آخر الأمتار من مسابقة تشكيل الحكومة»، لافتا: منذ تكليفي لم أحدد مدة زمنية لعملية التشكيل والحكومة في لبنان عبارة عن عملية حسابية معقدة ونريد أن يكون للوزراء الجدارة والكفاءة الكافيتين».

وشدد على ان «أكثر شخص داعم وأنا على اتصال مستمر معه لتشكيل الحكومة هو الرئيس سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقين». وأكد ميقاتي: سليمان فرنجية (رئيس تيار المردة) ليس عاتبا علي فهو يعلم أنه لا حكومة من دون تمثيل يليق بسليمان فرنجية».

وتابع: «أعتذر من اللبنانيين على الإطلالات المتكررة وأي خروج من دون أي تصريح أخشى أن يفسر إيجابا أو سلبا».

وأضاف: «لم نتطرق إلى ملف برنامج الحكومة لكن البرنامج موجود في ذهني وموضوع على الورق ولكن الحديث مع الرئيس عون هو ان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب».

وكانت مصادر متابعة، أبدت تشاؤمها بعد الاطلاع على ما دار بين ميقاتي وعون، واعتبرت ان نسبة التأليف بخلال المهلة المحددة بالعشرين من أغسطس، هبطت الى 15% فقط.

وترد المصادر التراجع الدراماتيكي، الى طرح الرئيس عون أسماء وزارية تعد استفزازية، من وجهة نظر القوى التي سمت ميقاتي لرئاسة الحكومة، إضافة الى استمرار المماطلة في حسم توزيع الوزارات غير السيادية، على الكتل النيابية، التي لها حق الموافقة على الحقائب وعلى الأسماء التي يفترض ألا تكون منتمية لأي منها.

وتقول صحيفة «نداء الوطن» ان ميقاتي قدم لعون تركيبة حكومية مكتملة تشمل إسقاط الحقائب على الطوائف والمذاهب، مع بعض الأسماء، لكن الإشكاليات حول توزيع الحصص استمرت، لاسيما ان عون رفض توزيعات وزارية معينة.

وتردد ان الرئيس عون طرح اسما قريبا من التيار الحر لتولي وزارة العدل، فرفضه ميقاتي، كما طرح إعطاء وزارة البيئة للاشتراكيين، بدل وزارة الشؤون الاجتماعية، الأمر الذي لم يلق قبول ميقاتي، فضلا عن ان عقدة وزارة الداخلية لم تحل، حيث رفض عون إناطة هذا الموقع باللواء مروان زين، كما رفض مجددا تولية يوسف خليل على وزارة المال، بداعي انه موظف لدى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الأمر الذي دفع برئيس مجلس النواب نبيه بري الى التمسك بخليل، وهو الذي سبق ان أبدى الاستعداد لتسمية عبدالله ناصر الدين، الملحق الاقتصادي في سفارة لبنان بواشنطن بدلا منه.

وذكر موقع القوات اللبنانية، ان ثمة إشكالات أخرى، تمثلت برغبة سليمان فرنجية رئيس تيار المردة بأن يكون لتياره 3 وزراء لا اثنين، وكان جواب عون، لميقاتي: كيف يمكن لكتلة المردة المؤلفة من 3 نواب ان تحصل على 3 وزراء في الحكومة. ورد ميقاتي بسؤال عن كيفية مطالبة الرئيس عون، بإعطاء الوزارة الأوزن، من بين الوزارتين المخصصتين للموحدين الدروز، الى من يسميه النائب طلال ارسلان، الذي هو النائب الدرزي الوحيد في كتلته، على ان تعطى الوزارة الثانية الأقل وزنا لمن يسميه وليد جنبلاط، الذي تضم كتلته 7 نواب؟

وترد مصادر التيار الحر، التعثر المستجد الى الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، بوصفهما المستفيدين من التخبط السياسي والأمني الحاصل، وهما لم يوفرا جهدا لكسر الاتفاق بين عون وميقاتي، عبر الإيعاز إلى حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة بوقف الدعم للمحروقات وسواها، مقابل تأمين تغطيته سياسيا، وصولا إلى قيام بعض الشبان بتحطيم زجاج واجهة المبنى الذي يقيم ميقاتي فيه، بغياب القوى الأمنية التي وصلت في وقت متأخر.

وقد سارع الرئيس ميقاتي إلى الرد على هذه المقولات بإصدار بيان أكد فيه دعم رؤساء الحكومات السابقين له.

وقد لاقاه الرئيس سعد الحريري بتغريدة قال فيها: بيان الرئيس نجيب ميقاتي لسان حالنا جميعا والعلاقة مع دولته أقوى من ان يتلاعب عليها المغرضون».

بالمقابل تشير المصادر المتابعة، إلى حرص الرئيس عون على عدم إعطاء الرئيس المكلف ميقاتي أجوبة نهائية على الأفكار التي طرحها، بل يطلب وباستمرار، مهلة للتمعن فيها ودراستها مع فريقه السياسي، أي مع رئيس التيار الحر جبران باسيل، الذي لوحظ انه يجتمع مع الرئيس عون قبل اي لقاء يعقده الأخير مع ميقاتي وبعده، كما حصل بالأمس، وفق صحيفة اللواء.

المصدر : الانباء الكويتية