مقر للمونديال في قطر يستقبل فئة "غير متوقعة" من النزلاء

04/09/2021 04:28PM

استثمرت قطر الكثير لاستضافة كأس العالم في كرة القدم عام 2022، وحاليا تستقبل المساكن الرسمية المخصصة لهذا الحدث الرياضي، فئة من النزلاء "غير متوقعة، وأقل حظا"، وهم اللاجئون الأفغان.

ويقول الأفغاني أحمد ولي سراهدي (28 عاما) الذي وصل قبل عدة أيام، واستقر حاليا في مبنى من طابقين: "في بيتنا، لا يوجد مثل هذه التجهيزات".

ويقيم نحو 600 لاجئ أفغاني في المساكن، غالبيتهم من الصحافيين.

ويبدو المنزل في قطر، المزود بأريكتين وتلفزيون ونظام تكييف ومطبخ كامل التجهيزات،  بعيدا جدا عن منزله في قندهار جنوب أفغانستان، حيث كان يعيش مع زوجته وأطفاله الخمسة قبل أيام فقط.

ويروي أحمد الذي كان صحفيا قصة فراره من قبضة طالبان التي عادت للسيطرة على أفغانستان.

ويقول لفرانس برس: "عندما سمعناهم يصلون إلى الشارع، كان هناك جدار بطول مترين قرب منزلي، قفزت من فوقه إلى الجانب الآخر" للهرب.

واتصل أحمد بزوجته ليخبرها أنه في طريقه لأخذ سيارة أجرة للتوجه إلى كابل، موضحا "كانت تبكي وقلت لها لا تخبري أحدا".

وعند وصوله إلى كابل، توجه أحمد للمطار كل يوم عند الساعة السابعة صباحا، لمحاولة الحصول على مقعد في طائرة مغادرة.

وكان أحمد على تواصل مع لجنة حماية الصحافيين، وهي منظمة غير حكومية أميركية قامت بمساعدته.

ويوضح "بعدها، تلقيت اتصالا من القطريين، ولم أتواصل مع عائلتي منذ 13 آب الماضي".

"لا أحد يهتم"

ويمسك أحمد هاتفه الذكي بيده اليسرى التي بترت أصابعها بسبب قنبلة لطالبان قبل أكثر من عشر سنوات، ويستعرض صور عائلته، ومن بينها صورة لطفلته الصغيرة وهي تبتسم.

ويتابع "لا أحد يهتم بنا سوى القطريين"، موضحا أنه تلقى دعوة لإكمال دراسته العليا في الصحافة في الهند، ولكنه تخلى عن ذلك.

وقال: "أنا بحاجة لدعم مادي والهند تكافح لإطعام شعبها، كيف يمكنها مساعدتي؟".

ويقف أحمد للحديث مع لاجئين أفغان آخرين في مجمع "بارك فيو فيلاز" الذي يتسع لـ 1500 شخص، ومن المقرر أن يستضيف الوفود ووسائل الإعلام والشخصيات المدعوة لكأس العالم 2022.

ولم يتبق لأحمد من قندهار سوى حقيبة ظهر وهاتف ذكي وكتاب وحاسوب نقال. أما ثروته الحقيقية، فهي شهاداته وأوراقه الرسمية التي يحتفظ بها داخل مغلف بلاستيكي.

ويقول: "جسدي في الدوحة ولكن عقلي في أفغانستان مع عائلتي. أشعر بأني ميت".

وعلى الرغم من وعود طالبان باتباع خط أكثر اعتدالا من السابق، يخشى العديد من الأفغان تكرار حقبة حكمها السابقة بين 1996 و2001، حين طبقت نظاما صارما وفرضت رؤيتها المتشددة للغاية للشريعة.

كما ترد مخاوف من قيام طالبان بأعمال انتقامية ضد أولئك الذين عملوا مع الجيوش الأجنبية والبعثات الغربية والحكومة السابقة المدعومة من واشنطن.

ولم تعترف أي دولة حتى الآن بحكم طالبان.

وتتوسط قطر بين طالبان والدول الغربية عقب انسحاب القوات الأجنبية، بعد حرب استمرت عقدين. كما أنها تستضيف مكتبا للحركة، وسهلت المحادثات بين طالبان والولايات المتحدة.

"قائمة الاغتيالات"

من جهته، يروي شريكه في المنزل خالد انديش (24 عاما)، الذي كان يعمل في إذاعة في كابل، أنه يعلم أن اسمه "كان على قائمة طالبان للاغتيالات" قبيل مغادرته.

وخالد غير متزوج، ولكنه لم يتلق أي أخبار عن أشقائه وشقيقاته منذ خروجه من أفغانستان في 15 أغسطس الماضي.

ويضيف بقلق "إنهم في خطر. قد يستهدفون عائلتي إذا لم يعثروا علي".

ويطمح الشاب الأفغاني إلى "خدمة بلاده" كصحفي وناشط اجتماعي ومعلم ومدرب للصحفيين، ويقول: "حاليا، لا يوجد أي أمل بأن أعود إلى أفغانستان".

في كل منزل بالمجمع، يروي الأفغان قصص هروبهم ومعاناتهم بعيدا عن عائلاتهم. لكن هناك رغم كل شيء بصيص أمل لدى الذين يعرفون وجهتهم التالية، ما بين إيرلندا أو الولايات المتحدة أو رواندا أو العراق أو بريطانيا.

أما أحمد، فلا يزال ينتظر ويقول: "لا أعرف من سيقبلني كلاجئ".


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa