الحريري يرصّ الصفوف.. وتلفزيون المستقبل يعود قريبًا

كتبت ماريان طوق في "السياسة":

على مدار سنة شكّل اسم رئيس تيار المستقبل، النائب سعد الحريري عنوانًا بارزًا في الحياة السياسية. غير أنّ اعتذاره عن تشكيل الحكومة صوّب أصابع الاتهام نحوه وأطلق الأبواق لمقاضاته.

وعلى الإثر تسارع كُثر لتصنيف آخر خطواته في خانة "الدعسة الناقصة" التي قد تضع مسيرته ومسيرة الحريرية السياسية على المحك.

فأين يتموضع الحريري اليوم؟ وهل يبدأ عملية رصّ الصفوف في تياره؟

في هذا الإطار، أكّد الصحافي والمحلل السياسي عبدالله بارودي أننا "اعتدنا منذ سنوات على محاولات القضاء على الحريرية السياسية أو محاولات إغلاق بيت الحريري والترويج لذلك عند كلّ مفصل سياسي، ولكن هذا الأمر لم ولن يتحقق". 

وأضاف أنّ "في النهاية، الرئيس الحريري كان واضحًا بأنه سيعطي حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة على اعتبار أنّها الأمل الأخير والوحيد للّبنانيين".

وأشار إلى أنّ "الحريري كرّر في مناسبات عدّة أنّ مصلحة لبنان تتقدّم على مصلحته الخاصة وأنّه في حال رأى أن وجوده خارج الحكم سيساعد أكثر في عملية تأليف الحكومة فسيتراجع لأنّ المهم هو تشكيل الحكومة، فهذا ما يهمّ اللّبنانيين ولبنان الراقد في موت سريري. وبالتالي كان الهمّ الأول عند الحريري هو تأليف حكومة حتى لو لم يكن هو رئيسها". 

وقال بارودي "الحريري لم يفشل وهو في حالة إعادة ترتيب بيته الداخلي وهذا ما ظهر في بيانه الأخير حين طلب من مناصريه عدم التجمهر والتظاهر أمام بيت الوسط لدعمه"، لافتًا إلى أنّ ما شدّد عليه رئيس تيار المستقبل في البيان هو أنّ هذا البيت هو بيت جميع اللّبنانيين مؤكّدًا أنّ لا داعي للدعم فلن يستطيع أحد إغلاق هذه الدّار وكذلك طالب جمهوره بالاستعداد والتوحد لمواجهة الاستحقاقات المقبلة.

وكشف بارودي عن أنّ "الحريري وفور عودته إلى لبنان سيُنهي الإجراءات التنظيمية الجديدة في "تيار المستقبل" على أن يُطلق بعدها ورشة الاستعداد للانتخابات النيابية المقبلة".  

تلفزيون المستقبل يعود إلى البث

يبدو أن تلفزيون المستقبل الذي غاب عن الشاشة لفترة سيعود من جديد.

وفي التفاصيل، أكّد بارودي أنّ "الحريري اتّخذ القرار النهائي بإعادة فتح تلفزيون المستقبل. أما في ما يتعلّق بالموعد فلفت بارودي إلى أنّ ذلك سيتمّ خلال الشهرين المقبلين، مشددًا على أنّ "الحريري أبلغ المعنيين في "تيار المستقبل" بهذا القرار الحاسم وقد بدأت التحضيرات التقنية منذ حوالي الشهر لعودة العمل في التلفزيون والبث من جديد".

وأشار بارودي إلى أنّ "الحريري يلمس خللًا إعلاميًا معيّنًا وواضحًا أمام جميع اللّبنانيين، حيث أنّ معظم شاشات التلفزة اليوم وللأسف تعمل لمواجهة الحريرية السياسية إما لأسباب مالية أو لأسباب سياسية وطائفية وبالتالي كلّ هذه الأسباب تؤدّي إلى حملة إعلامية على تيّار "المستقبل" ورئيسه".

وختم "الرئيس الحريري و"المستقبل" يعرفان أهمية إعادة ترتيب البيت الإعلامي ولا سيما تلفزيون المستقبل في ضوء آخر التطورات".