كيف يترقب العرب وإيران نتائج الانتخابات العراقية؟

09/10/2021 05:38PM

تترقب دول عديدة حول العالم وفي المنطقة نتائج التصويت في الانتخابات العامة العراقية، المقررة غدا الأحد، والتي ستحدد شكل السياسة الخارجية للبلاد، في وقت مفصلي بالنسبة للشرق الأوسط، وفقا لتقرير نشرته وكالة أسوشييتد برس، السبت.

تقول الوكالة في تقريرها الذي حمل عنوان "لماذا تعتبر انتخابات العراق مهمة بالنسبة للعالم؟"، إن أهمية هذه الانتخابات تأتي في أنها جاءت في وقت "يتوسط فيه العراق بين إيران والمملكة العربية السعودية، الخصمين الإقليميين في المنطقة".

تنقل الوكالة عن الباحثة الأميركية من أصل عراقي، في مركز بيلفر بكلية هارفارد كينيدي، مارسين الشمري، القول إن "الجميع في المنطقة سيراقب الانتخابات العراقية لتحديد تأثير القيادة المستقبلية للبلاد على ميزان القوى الإقليمي".

وخلال الأشهر الأخيرة، استضافت بغداد عدة جولات من المحادثات المباشرة بين طهران والرياض في محاولة لتخفيف التوترات بين البلدين.

ويشير تقرير أسوشييتد برس إلى أن رئيس الوزراء العراقي الحالي مصطفى الكاظمي سعى إلى جعل بلاده وسيطا محايدا في أزمات المنطقة.

ووفقا للشمري فإن "الدول العربية ستراقب، لترى المكاسب التي ستحققها الفصائل الموالية لإيران في الانتخابات، وعلى العكس من ذلك، ستتابع إيران نتائج السياسيين الذين يميلون للغرب".

واختتمت الشمري بالقول إن "نتيجة هذه الانتخابات ستؤثر على العلاقات الخارجية في المنطقة لسنوات قادمة".

وبموجب الدستور العراقي يحق للكتلة الفائزة في الانتخابات اختيار رئيس الوزراء المقبل للبلاد، إذ جرت العادة في كل الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003 أن يكون رئيس الوزراء من الشيعة فيما يتقاسم السنة والأكراد منصبي رئاسة الجمهورية والبرلمان.

ومن المتوقع أن يكون السباق محتدما بين الكتلة الصدرية التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الفائز في الانتخابات السابقة وبين وتحالف الفتح الذي يتزعمه رئيس منظمة بدر هادي العامري.

يتألف تحالف الفتح من بعض الفصائل الأكثر تشددا والموالية لإيران مثل ميليشيا عصائب أهل الحق وآخرين، فيما يعتبر الصدر، زعيم شعبي قريب أيضا من إيران، لكنه يرفض علنا نفوذها السياسي، وفقا لأسوشييتد برس.

ومن غير المرجح، بحسب الوكالة، أن ينجح أي من الائتلافين المتنافسين في الحصول على أغلبية واضحة، وهذا سيتطلب عملية معقدة تتضمن مفاوضات خلف الكواليس لاختيار رئيس وزراء توافقي والاتفاق على حكومة ائتلافية جديدة.

تقول الباحثة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن رندة سليم إن "الوساطة الإقليمية التي قام بها العراق تعتبر إنجازا للكاظمي، نتيجة لنجاحه في الموازنة بين المصالح الأميركية والإيرانية في العراق".

وتضيف سليم: "إذا لم يكن هو رئيس الوزراء القادم، فقد لا تستمر كل هذه المبادرات".

وأجرى مسؤولون سعوديون، وإيرانيون، جولات عدة من المباحثات خلال الأشهر الماضية، في العاصمة العراقية، كُشف عنها للمرة الأولى في إبريل الماضي، خلال فترة رئاسة الرئيس السابق، حسن روحاني.

وتُعد إيران والسعودية القوتين الإقليميتين الأبرز، لكن البلدين منذ سنوات على طرفي نقيض في معظم الملفّات الاقليمية، ويتبادلان الاتهامات بشأن زعزعة الاستقرار في المنطقة.

واعتبر الحوار الذي يستضيفه العراق أول جهد جدي لنزع فتيل التوترات منذ قطع العلاقات بين السعودية وإيران في 2016 إثر مهاجمة بعثات دبلوماسية سعودية في إيران على خلفية إعدام رجل دين شيعي معارض في المملكة.

ودعمت السعودية وإيران طرفي نقيض في العديد من الصراعات الإقليمية، من سوريا إلى اليمن. وتعتبر الرياض المجموعات المسلحة المدعومة من طهران تهديدا رئيسيا، لا سيما بعد هجمات عدة على منشآتها النفطية.


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa