لماذا أصبحت الطائرات من دون طيار سلاح إيران المفضل؟

11/11/2021 08:14AM

ما تزال الطائرات المسيرة عن بعد الأكثر تفضيلا لدى إيران، وفق تحليل نشرته مجلة "ذا أيكونوميست".

وأعادت محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الأسبوع الماضي، بطائرة مسيرة عن بعد، مسألة استخدام هذه الطائرات كسلاح إلى الواجهة، والتي تظهر حجم تطور انتشار "الضربات الدقيقة".

ونجا رئيس الوزراء العراقي من "محاولة اغتيال فاشلة" بواسطة "طائرة مسيرة مفخخة" استهدفت مقر إقامته في بغداد، في هجوم لم تتبنه أي جهة، في ظل تصاعد التوترات بعد الانتخابات التشريعية التي أجريت قبل شهر.

ويشير التحليل إلى أن استخدام الطائرات من دون طيار لاغتيال الناس كانت حكرا على القوات المسلحة الأكثر تقدما مثل أميركا وإسرائيل.

جميس لويس، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، يقول لـ" ذا أيكونوميست" إنه "إذا كان بإمكانك توصل البيتزا باستخدام طائرة من دون طيار، فيمكنها إلقاء قنبلة يدوية".

ولكن الضربة التي تعرض لها مكان إقامة الكاظمي، يبدو "أنها بدائية" حيث استخدمت مروحيات من النوع الذي يمكن شراؤها وتجهيزها من قبل الهواة.

أصابع الاتهام بعدما حصل توجهت على الفور باتجاه إيران وكلائها لسببين، الأول، هو أن الذراع السياسية للميليشيات الشيعية المتحالفة مع إيران، غاضبة من خسارة معظم مقاعدها في الانتخابات العراقية، وخلال جنازة متظاهر قتلته قوات الأمن تعهد قادة الميليشيات بالانتقام من الكاظمي.

وقبل الهجوم على منزل رئيس الحكومة، وقعت صدامات بين معتصمين مطالبين بإعادة فرز الأصوات وقوات الأمن إثر تصديها لمحاولاتهم اقتحام المنطقة الخضراء حيث المقرات الحكومية وسفارات أجنبية منها السفارة الأميركية، وفق وكالة فرانس برس.

وأقيم مجلس عزاء لضحيتين قيل إنهما سقطتا في ساحة الاعتصام الذي شارك فيه قياديون بارزون في الحشد الشعبي، لا سيما نائب رئيسه أبو فدك المحمداوي. 

أما السبب الثاني، فيعود إلى أن إيران أصبحت المزود الأكثر ثباتا للطائرات من دون طيار، وغيرها من التقنيات العسكرية لوكلائها وأصدقائها، ليس فقط في العراق، ولكن في اليمن وسوريا وقطاع غزة.

ويؤكد التحليل أن الطائرات من دون طيار أصبحت المفضلة لإيران، وهو ما يثير قلق أعدائها ويهدد بتغيير ميزان القوى في المنطقة، رغم أنها لا تستخدم طائرات متطورة مثل تلك التي تستخدمها الولايات المتحدة أو إسرائيل.

آرون شتاين، من معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا، يقول إن هذه الطائرات غالبا ما تكون نسخا غير تقليدية مصنوعة من مكونات متوفرة تجاريا، ولكن إيران تقوم بإجراء تحسينات عليها، بعضها تستخدم فيها تقنيات الهندسة العكسية للطائرات المسيرة التي تم الاستيلاء عليها.

وفي ظل غياب القوة الجوية الحديثة لدى إيران، فإن الطائرات الحربية الإيرانية تعود إلى زمن الشاه قبل الإطاحة به في 1979، فيما تبقى طائراتها المسيرة غير قادرة على حمل ذخائرة دقيقة التوجيه، لذلك تصبح الطائرة نفسها هي "القنبلة الموجهة".

وتستخدم إيران تشغيل الطائرات من دون طيار من خلال أدوات تحكم راديوية، ولا تستخدم الأقمار الاصطناعية مثل الطائرات المتطورة.

وتقوم إيران بتوزيع الطائرات المسيرة عن بعد على حلفائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتي تستهدف أهدافها في البحر الأبيض المتوسط أو منطقة الخليج.

وما تزال أنظمة الدفاع من الطائرات المسيرة عن بعد عمل مكلف، لأن لدى الدول العديد من المرافق لحمايتها، خاصة مع انتشار شبكات الجيل الخامس للاتصالات، والتي قد تمنح المهاجمين في المستقبل خيارات جديدة للتحكم فيها.

وليست المرة الأولى التي تستخدم فيها طائرات مسيرة في هجمات داخل العراق. وبدأ استخدامها في هجمات ضدّ أهداف أميركية منذ أبريل الماضي على الأقل، وأكثر من مرة خلال الصيف، على أهداف في أربيل وبغداد وقاعدة عين الأسد العراقية التي تضم قوات أميركية. 

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن قد ندد "بشدة" بالهجوم "الإرهابي" الذي استهدف الكاظمي وقال في بيان "أبدي ارتياحي لعدم إصابة رئيس الوزراء وأشيد بالقدرات التي أظهرها كزعيم عبر الدعوة إلى الهدوء وضبط النفس"، مطالبا بمحاكمة المسؤولين عن هذا الهجوم، وفق وكالة فرانس برس.

كما ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بـ"محاولة اغتيال" الكاظمي، ومثله رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون الذي "أكد بوضوح وقوف بريطانيا إلى جانب الشعب العراقي وتأييدها لجهود تشكيل حكومة بعد الانتخابات، الأمر الحيوي من أجل استقرار طويل الأمد في العراق"، بحسب بيان صحفي.


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa