المغترب اللبناني جوزيف كيروز من صاحب ملحمة متواضعة إلى امبراطورية تُعنى بتصدير اللحوم عالميًا

أن يتميّز المرء في مجال تنافسي ليس بالأمر السهل، وقد يكون محبطاً في كثير من الأحيان، إلا أن عزيمة ابن بشري، المغترب جوزيف كيروز، وإصراره على النجاح ، جعلا من مشوار الألف ميل مشوارا مكللاً بالنجاح والانجازات والجوائز والأسمى من كل هذا بالأعمال الانسانية، فانتشر اسمه في مجال تصدير أجود أنواع اللحوم من أستراليا إلى بقاع الأرض، ابتداء من الشرق الأوسط مرورا بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وصولاً إلى الصين.

الشاب الطموح، ابن التسعة عشرة عاماً، هاجر إلى أستراليا مع عائلته بعدما ألقت الحرب أثقالها على لبنان واللبنانيين. فبدأ في بلاد الاغتراب حلمه بامتلاك ملحمة متواضعة للتحول بسنوات معدودة إلى امبراطورية Cedars Meats التي تضم أكثر من 400 موظف وتصدّر اللحوم بملايين الأطنان سنوياً إلى دول العالم. 

لنعُد بالزمن إلى الوراء قليلاً حرم كيروز من متابعة تحصيله العلمي بسبب الحرب في لبنان، فلجأ إلى استراليا طامحاً بحياة أفضل، إلا أنه وجد نفسه أمام ثقافة غريبة ولغة جديدة وحياة مختلفة تماما. لم يتأثر ابن بشري سلباً، بل على العكس ناضل حوالى 7 أشهر ليقف على قدميه ويدرك ما هو حلمه الحقيقي. 

عندما وصلت عائلة جوزيف كيروز إلى ملبورن بأستراليا، ارتاد الصغار المدرسة في حين عمل جوزيف وشقيقه ليساعدا والدهما على إعالة الأسرة. عمل الأخوة  في شركة لتصدير اللحوم، حينها أدرك كيروز حلمه، أراد خوض عالم الأعمال وتحديدا مجال تصدير اللحوم. نجاح المهمة عرقلته التفاصيل المادية، إذ لم يكن سهلا على الشاب أن يأخذ قرضاً من البنك ليفتح ملحمة وليؤسس مزرعة مواشي، كما لم يكن سهلا أن ينجح في مجال تنافسي للغاية، إلا أنه تحدى الظروف كافة ونجح!

أثبت جوزيف كيروز أن العلم لا يقتصر على مقاعد الدراسة، فقد نجح وبتفوق في مدرسة الحياة بفضل إصراره ومثابرته على التقدم والتطور، إذ حوّل مزرعة صغيرة بدأت بتصدير اللحوم بكميات ضئيلة إلى الشرق الأوسط إلى امبراطورية متأصلة في مختلف بقاع الأرض. ليس هذا وحسب بل أطلق من Cedares Meats ليؤسسJimba Premium Quality Lamb و Southern Pride Premium Lamb.

لمع اسم المغترب اللبناني جوزيف كيروز في عالم الأعمال وباتت شركاته من أبرز الشركات في سوق تصدير اللحوم، ما دفع وسائل إعلام عالمية ولبنانية إلى تسليط الضوء على قصته، ومن أبرز البرامج التي تناولت قصة كيروز "سفراء الأرز" للاعلامية اللبنانية هيفا شربل، التي تسعى إلى الابقاء على الروابط بين لبنان المقيم والمغترب حية، وبرنامج "صارو مية" الذي أعاد الروح إلى نفوس اللبنانيين من خلال تذكيرهم بأمجاد لبنان، واللذين يعرضان على محطة الـ MTV. 

انجازات كيروز لم تقتصر على النجاح في عالم الأعمال بل امتدت لتصل إلى المجال الانساني، فابن بشري أصرّ على رد الجميل، إذ يعتبر أن استراليا فتحت له ذراعيها ومنحته فرصا لا تقدر بثمن حقق من خلالها حلمه، لذا عليه أن يرد الجميل، كيف؟ تدعم أعمال جوزيف كيروز مستشفى Royale Children’s Hospital في ملبورن، كما أنها تدعم الجالية اللبنانية في أستراليا. بالإضافة إلى تأسيسه جمعية بشري الخيرية في أستراليا وجمعية عدالة السلام. هذه الأعمال خوّلت كيروز الفوز بجوائز عدة أبرزها جائزة Ethnic Business Award، وهذه ليست نهاية الطريق وإنما مجرد البداية!