سرّ نجاح نجاة الآيي بدرية ابنة طرابلس اللبنانية في أمريكا وقصة كفاحها

18/11/2021 09:16AM

الخطوة الأولى للنجاح تكمن فى رفض الاستسلام للظروف المحيطة، مقولة تلخص بدقة قصة اللبنانية نجاة الآيي بدرية، فلطالما آمنت ابنة طرابلس بأن للمرأة دوراً كبيراً في مجتمعها وأن بإمكانها ترك بصمة مضيئة في كافة المجالات. نسبة كبيرة من أبناء مجتمعها الطرابلسي ما كانت لتتقبل هذه الفكرة فقررت نجاة أن تحفر بيدها قصة نجاحها في الصخر متحديةً كافة الصور النمطية للمرأة، وفي سنوات قليلة، على الرغم من مرارة هذه السنوات وصعوبتها، أصبحت نموذج المرأة الناجحة، لا في طرابلس وحسب بل حول العالم.

القرار الأصعب والأقسى

نجاة الآيي بدرية، مؤسسة شركة نابروتيك  Naprotek -المتخصصة في الصناعات الالكترونية، وجدت نفسها أمام أصعب قرار عليها اتخاذه في حياتها، وذلك في سبيل تحقيق ذاتها وطموحها، كان عليها تغيير واقعها الذي فُرض عليها، المتمثل بزواج تقليدي في سن مبكر. 

بعد تفكير مُطوّل تركت نجاة لبنان متجهة إلى كاليفورنيا لزيارة شقيقتها وهناك قررت أن تبدأ حياة جديدة. فرحة البدايات الجديدة خنقتها غصة كبيرة، غصة اضطرارها إلى ترك أبنائها. تركت نجاة أبناءها إلا أنها حملتهم في روحها ووجدانها، فكان كل نجاح من نجاحاتها مهدى إليهم، وجل ما تهتم به هو رفع من شأن المرأة في نظرهم ونظر المجتمع بأسره، بمعنى آخر أردات أن تكون مثالا حيّاً أمامهم للمرأة القادرة على التوفيق بين كافة مسؤولياتها لدرجة التفوق والتميّز.

البداية من الصفر

بدأت نجاة حرفياً من الصفر، إذ عملت في مختبرات Semiconductor وجهدت لإثبات ذاتها وقدراتها. قضت نجاة وقتاً طويلاً في المكتبات وشاركت في العديد من المؤتمرات والندوات  والمحاضرات لتكون على اطلاع وعلم وافيَين بكل تفاصيل عالم الصناعة التكنلوجية وعالم إدارة الأعمال وذلك تحضيراً لإطلاق شركتها الخاصة في صناعة النماذج الأولية أو ما يعرف بالـ Prototypes لكثير من الشرائح والمعالجات المستخدمة في مجالات عدة.

بعد 15 عاماً من العمل الدؤوب والخبرة، وتحديداً في العام 1995، أطلقت نجاة شركتها Naprotek في سيليكون فالي، حيث عمالقة الصناعات التقنية والتكنلوجية كأبل وفايسبوك وغوغل وغيرها، لتكون من أولى النساء اللواتي افتتحن شركات من هذا النوع في المنطقة. ساهمت شركتها نابروتيك بابتكارات عدة في المجال العسكري، الصناعي، ومجال الاتصالات والتواصل، والروبوتيكس وحتى المجال الطبي إلى جانب صناعة قطع لصواريخ فضائية وللأقمار الصناعية. 

شركة نجاة بدأت كمؤسسة متواضعة، إذ كانت تمتد على مساحة 1500 متر مربع فقط، لتصل مساحتها في وقت قياسي لا يتعدى الخمس سنوات إلى 6100 متر مربع، ومن ثم إلى 26 ألف متر مربع.

أعمال إنسانية ونجاحات لا تعد ولاتحصى

حصدت نجاة جائزتها الأولى في العام 1999، كصاحبة إحدى أسرع الشركات الصغيرة تطورا بسيليكون فالي، وتصدرت قوائم النساء الناجحات في سيليكون فالي وكاليفورنيا والولايات المتحدة. كما تم ترشيحها لنيل لقب "مؤسس الأسبوع" و"مدير العام التنفيذي". تناولت العديد من المقالات في مؤسسات اعلامية عالمية قصة نجاحها، التي تم تسليط الضوء عليها محلياً أيضاً عبر برنامجي سفراء الأرز مع الاعلامية المميزة هيفا شربل و"صارو مية"، الذي يسلط الضوء على موضوعات تتعلق بمئوية لبنان الكبير، واللذين يعرضان على محطة الـ MTV. نجاحات نجاة خولتها المشاركة بمحاضرات وندوات واجتماعات عالية المستوى.

مسيرة نجاة لا تقتصر على الانجازات المهنية، بل خاضت أيضاً غمار الأعمال المجتمعية والانسانية، بحيث كانت تفتح أبواب شركتها أمام الخريجين الجدد لتدريبهم وتمكينهم في قطاع الصناعات الالكترونية. كما كانت من المشجعين الدائمين للمرأة ولدورها الفاعل في عالم الأعمال بحيث حملت على عاتقها تسليط الضوء على التحديات والعقبات التي تواجه المرأة كرائدة أعمال.

صحيح أن نجاة الآيي بدرية حققت نجاحا باهرا في الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن الرحلة لم تكن سهلة، فقد واجهت تحديات كثيرة أبرزها كونها امرأة، نعم في بلد الحريات لم تتم ترقية الشابة الطموحة في عملها لأنها امرأة، إلا أنها لم تستسلم بل كان لديها دافعا أكبر للنجاح. 

هذا ليس السرّ الوحيد وراء نجاحها فهي تتمتع بأخلاق مهنية عالية ومتواضعة إلى أبعد حدود، فعند الحاجة لا تمانع بأن تشمر عن يديها وتشارك شخصيا بعمليات الصناعة وحل المشكلات على اختلافها. هذه الأمر ساعدها على تخطي العديد من الأزمات الاقتصادية التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية، لتحجز لنفسها مكانة مهمة في عالم الأعمال والصناعة.

 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa