الصين وإيران على طاولة حوار المنامة 2021

كتب أحمد جعفر في "الحرة":

شغل الملف النووي الإيراني والوضع الأمني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ اهتمام المشاركين في حوار المنامة 2021، سواء من خلال الكلمات الافتتاحية أم على صعيد المباحثات الثنائية التي عقدت على هامش هذا المنتدى.

وكشف وزير الدفاع الإندونيسي، برابوو سوبيانتو، في كلمته، أن بلاده تقف في المنتصف بين واشنطن وبكين في منطقة بحر الصين الجنوبي، مؤكدا مساعي إندونيسيا للاستقرار في المنطقة والحفاظ على الوصول الآمن للممرات البحرية والجوية على اعتبار أن جاكرتا تقف أمام قارتين في مفترق طرق و60 بالمئة من إجمالي التجارة العالمي يمر عبر المياه الإندونيسية.

وأضاف: "نعترف بحق الطرفين. هي ليست لعبة محصلتها صفر، ولكننا ندرك أن الولايات المتحدة قوة عظمى بارزة تمتد عبر نصف الكرة الأرضية، لكننا أيضا نحترم بكين كقوة عظمى".

وقال إن المنطقة تعيش على شفا شرارة من الممكن أن تشعل الوضع، وتحديدا في ما يتعلق بتايوان، مشيرا إلى الاتجاه نحو ديناميكيات إقليمية لـ "مواجهة الواقع في ظل التوترات التي من الممكن أن تبرز في أي لحظة".

وكان حوار المنامة انطلق، الجمعة، بكلمة افتتاحية للرئيس التنفيذي للمنتدى الدولي للدراسات الاستراتيجية جون تشيبمان وكلمة أخرى لوزير الدفاع الإندونيسي الذي تطرق أيضا لمنطقة الشرق الأوسط.

وأضاف الوزير سوبيانتو: "إندونيسيا مرتبطة بما يجري في الشرق الأوسط، فالتوترات في هذه المنطقة تؤثر بشكل كبير علينا. الاستقرار في الشرق الأوسط محل ترحيب دائم في جاكرتا".

وأكد الوزير الإندونيسي دعم بلاده لمبدأ حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لافتا إلى أن القضية الفلسطينية تشكل مصدر قلق للشعب الإندونيسي.

وتابع: "شعبنا ينظر إلى العالم العربي بعاطفة كونها منطقة المهد لإيماننا المقدس على اعتبار أن إندونيسيا أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان".

وتستكمل جلسات حوار المنامة 2021، الأحد، عندما يتحدث وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في جلسة بعنوان "سياسات الدفاع الأميركية في الشرق الأوسط".

ويناقش المؤتمر أيضا عددا من المواضيع الأمنية الملحة المتعلقة بالخليج وآسيا، بالإضافة إلى جلسة رئيسية أخرى تحمل عنوان "تعددية الأطراف والأمن الإقليمي في إطار متحول".

ووصل أوستن للمنامة، مساء الأحد، حيث كان في استقباله وزير شؤون الدفاع البحريني، عبدالله النعيمي، استعدادا للمشاركة في المنتدى الأمني الذي يقام بصفة سنوية في العاصمة المنامة.

وكان مسؤول في البنتاغون كشف لقناة "الحرة" أن الوزير أوستن، سيوجه رسالة "تطمين للحلفاء والشركاء في الشرق الأوسط"، ويؤكد "التزام واشنطن بمواجهة التهديدات الإيرانية" خلال حديثه في حوار المنامة.

من جانبه، ألمح الرئيس التنفيذي والمدير العام للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، جون تشيبمان، إلى أن فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 "محدودة".

وقال تشيبمان في كلمته الافتتاحية إن الملف النووي الإيراني سيكون موضوعا محوريا لمؤتمر حوار المنامة، مردفا: "لا تزال الشبكات الإيرانية قادرة على التأثير السياسي في كثير من بلدان المنطقة ... والحرس الثوري يقدر كثيرا شبكة نفوذه الدولية".

وأشار تشيبمان إلى أن البرنامج النووي الإيراني مستمر مع وجود مخاوف حقيقية لدى الغرب بشأن تسريع عمل أجهزة الطرد المركزي.

وكان المبعوث الأميركي الخاص بإيران، روبرت مالي، قال في تصريحات على هامش حضوره مؤتمر حوار المنامة، إن الرئيس جو بايدن، لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي.

وحذر من أن طهران تقترب من نقطة اللاعودة لإحياء الاتفاق النووي بعدما عززت مخزونها من اليورانيوم المخصب قبل استئناف المحادثات هذا الشهر.

المصدر : الحرة