15/01/2022 06:19AM
جاء في "الجمهورية":
سياسيّاً، عادت السياسة الى خوائها الكامل من دون أيّ مؤشّرات الى تحوّل في الصّورة السياسية المعطّلة حكوميا، في الاتجاه الذي يعيد احياء جلسات مجلس الوزراء. بحيث بدا أن هذا الانسداد بات مسلّما به كأمر واقع، وهذا ما يؤكّده الإنقطاع الكلّي لحركة التواصل بين المعنيين بالملف الحكومي، وتمترس كلّ طرف خلف موقفه وذرائعه من موضوع تعطيل الحكومة. وكذلك الرسائل الاتهاميّة المتبادلة في ما بينهم سواء في الاعلام او غيره.
وبالتوازي مع فشل الحوار الرئاسي الذي افترض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انّه فرصة لبلوغ انفراج في الأزمة الداخلية السياسية والاقتصادية، تداولت بعض الأوساط السياسية بفكرة حلّ لمعضلة التعطيل الحكومي، عبر إطلاق «حوار بين الرئاسات» يُهيّء ظروف اعادة انعاش الحكومة، ويبدد كلّ الالتباسات والتعقيدات المانعة لانعقاد مجلس الوزراء، فإن انعقد مثل هذا الحوار فمن شأنه أن يفك ما يزيد عن 70 في المئة من العقد. ويؤسّس الى اعادة تحصين البلد على كل المستويات، وتنفيس الاحتقانات وكسر التوترات، وتوفير شبكة امان اكبر للبلد وضمانة لاستقراره، وكذلك بدء الخطوات العملية والجدية لإعادة احياء المؤسسات، واعادة انتاج الدولة بإجراء اصلاحات.
حوار الرئاسات!
الا أن مصادر سياسية مسؤولة أبلغت الى «الجمهورية» قولها: ان فكرة عقد «حوار بين الرئاسات» تبدو طموحة ومبالغة في تقدير نتائجه، خصوصا أن الأزمة التي يعانيها لبنان أكبر من الرئاسات، وبمعزل عن اسبابها، فإنّ علاجاتها مسؤولية على الرئاسات وكذلك على المكوّنات السياسية من دون استثناء».
اضافت المصادر: بمعزل عما إذا كانت هذه الفكرة جدية او مجدية او عكس ذلك، فإنّ «الحوار بين الرئاسات» لا يقلّ صعوبة عن الحوار الفاشل الذي سعى اليه رئيس الجمهورية لجَمع المكونات السياسية في بعبدا، ذلك ان المواقف الرئاسيّة نهائية ومحسومة سلفاً، بين طرف رئاسي يؤكّد على انعقاد جلسات مجلس الوزراء من دون النظر الى اي اعتبارات تعطيلية، وبمعزل عن التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، وبين طرف رئاسي آخر يرى انّ مفتاح باب جلسات مجلس الوزراء مربوط بعدم المس بصلاحيات المجلس النيابي، وتصحيح مسار التحقيق واعتماد الاصول الدستورية، وعدم القفز فوق صلاحيات المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
مكسر عصا!
الى ذلك، اكّدت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انه «على رغم الجهود التي يبذلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لاعادة احياء الحكومة، فحتى الآن لا مخرج لهذه الازمة يلوح في الافق، وهذا ما قد يوسع دائرة الاحتمالات في المرحلة المقبلة حول مصير الوضع الحكومي برمّته».
ولم تكشف المصادر ماهية هذه الاحتمالات، الا انّها لفتت الانتباه الى أن رئيس الحكومة يبذل كلّ جهد مستطاع لإعادة اطلاق العجلة الحكومية على قاعدة وفاقية ومنعاً لأيّ توترات يمكن أن تنشأ امام أي خطوة متسرّعة قد تعتبر استفزازا او تحديا لأيّ طرف، ومن هنا فإن الكرة في ملعب سائر الشركاء، علما ان قراره بتحمّل المسؤولية لا يعني ان تترك الأمور على غاربها».
وردا على سؤال عن مطالبة بعض الاطراف، ولا سيما التيار الوطني الحر بعقد جلسة مساءلة للحكومة، قالت المصادر الوزارية: الاختباء خلف الاصابع لا يجدي نفعا، فالوضع السياسي في اكثر اوقاته تعقيدا، واسباب تعطيل الحكومة واضحة ومعلنة من الاطراف التي ترفض العودة الى مجلس الوزراء، وبالتالي من غير الجائز ان يأتي أي طرف لتحميل الحكومة وزر التعطيل ومسؤولية الانهيار وتحويلها الى مكسر عصا عبر التلويح بجلسات لمُساءلتها.
وفي السياق ذاته، ابلغت مصادر حكوميّة إلى «الجمهوريّة» قولها «ان الاولوية الراهنة هي التحضير للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والتي ستنطلق في القريب العاجل بعد اكتمال كل هذه التحضيرات التي أصبحت في خواتيمها، وهذا يفترض ان يواكب بوضع سياسي وحكومي محصّن يدعم المفاوض اللبناني وصولا الى اتفاق مع الصندوق على برنامج مساعدات عاجلة للبنان».
واكدت المصادر عينها «ان مصلحة لبنان تكمن في التقاء العقلاء على تحقيقها بعيدا عن منطق الأنانية والأهواء والمصالح الفئوية والسياسية، فالحلول ليست مستحيلة بل ما زالت ممكنة، والسبيل الاساس اليها يكمن في عودة الحكومة الى تحمل مسؤولياتها واتخاذ ما هو مطلوب منها من قرارات وخطوات في هذا الاتجاه».
إرتدادات النكسة
في هذه الأجواء، بقي المشهد الداخلي تحت تأثير ارتدادات فشل المبادرة الرئاسية الى الحوار، التي ظهرت في الساعات الماضية في مواقف الفريق القريب من رئيس الجمهورية التي توالت على مواقع التواصل الاجتماعي، التي جاءت بنبرة هجومية حادة في شتى الاتجاهات، مكمّلة الهجوم الذي شنّه رئيس الجمهورية على من سمّاهم معطّلي الحوار، وهو الأمر الذي سيكون للتيار الوطني الحر موقف حياله في الساعات المقبلة. وقوبلت هذه المواقف بردود قاسية، ولا سيما من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي اعتبر الحوار الرئاسي «مبادرة بعناوين براقة وفضفاضة لإنقاذ الذات، وانتشالاً لفريق سياسي»، مؤكدا «أنّ من يريد أن يتهم الناس بتعطيل الحوار والمكابرة كان عليه ألّا يُعطّل البلد 9 سنوات من أصل 16 عاماً في إدارته لشؤون البلاد». ومشيرا الى «أن هذه المسرحيات غير موفقة، ونحن مع الحوار بعناوينه الصحيحة التي تنقذ البلاد، وليست التي تغرقه بسجالات لا تفيد بشيء. وإذا كان لا بُدّ من حوار فالمجلس النيابي موجود، ويتضمّن كل القوى السياسية، ونناقش كافة الأمور السياسية والمهمة فيه».
المصدر : الجمهورية
شارك هذا الخبر
تفجير ذخائر غير منفجرة في حقل القليعة
فيصل سنو "يدعس" في "مشاع" تمام سلام على حساب المقاصد!
إشكال وإطلاق نار..هذا ما حصل في دده ليلاً
كولومبيا تعاقب أكثر من 65 طالباً بسبب احتجاج مؤيد للفلسطينيين
واشنطن تعرض الوساطة بين الهند وباكستان
بالصور: تأخير تسليم صناديق الاقتراع يُغضب رؤساء الأقلام في البترون
بري: إسرائيل تسعى لفرض واقع جديد وتطبيع مرفوض
الحياة المادية لبابا الفاتيكان: زعامة روحية بلا راتب شخصي
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa