بالفيديو: من أسعد الى أتعس شعوب العالم… اللبنانيّ يعاني يوميًا والسلطة تتفرّج

طريقُ جلجلةٍ بدأ المواطنُ اللبناني بسلوكِه منذ عام 2019 ولا يزالُ يسيرُ عليه حتى اليوم.

هذا الطريق الطويل المليء بالمِطبات المعيشية والحُفر المميتة والانارة المعدومة أدت الى هلاكِ شعبٍ كان من أسعد الشعوب ليصبحَ من بينِ أكثرَ عشرِ شعوب توتراً وحزناً في العالم.

أكثر من 50 في المئة هي نسبةُ البطالةِ في لبنان وتشكل فئة الشباب النسبة الاعلى، خصوصًا عند حاملي الشهادات الجامعية وتَبلغ  35.7% ، إذ أن هناك 235 ألف جامعي نالوا شهاداتهم، 90% منهم لم يجدوا أي فرصة عمل.

وللبطالة ِ تداعياتٌ خطيرة على المجتمع، اخطرُها ظاهرةُ الانتحار والتي تفشّت في لبنان العام 2019  على نحوٍ غيرِ مسبوق، حيثُ بلغ عددُ حالات الانتحار 172 شخصًا وهو الرقم الاعلى مقارنةً بالسنوات السبع الماضية.

اما في العام 2020 فانخفضَ عددُ حالات الانتحار الى 150 إذ ان انتشارَ وباء كورونا أدى إلى تعزيز التضامن الاجتماعي ما خفف من حدة الضغوط.

واستمرت نسبةُ حالاتُ الانتحار بالانخفاض في العام 2021 لتبلغَ 119 حالة.

وهذا الانخفاض هو نتيجةُ العمل المكثف للجمعيات المختصة بالصحة النفسية.

أما انفجار مرفأ بيروت فكان القشة التي قسمت ظهر البعير.

وبحسب دراسة أجرتها الجامعة الأميركية اللبنانية تبين أن 16.17 في المئة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة، يعانون من اكتئابٍ شديدٍ منذ واقعة الانفجار.

وأن 40.95 في المئة من النساء يعانِينَ من اضطراب ما بعد الصدمة PTSD.

وأوضحت الدراسة أن 59.5 في المئة ممن يعانونَ من اضطراب ما بعد الصدمة هم من الفئةِ الأكثر فَقراً، وهذا الامر أدى الى زيادة نسبة استهلاك مضادات الاكتئاب والمهدئات 20 بالمئة عما كانت عليه في السنوات الماضية.

اقتصاديًا صنف البنك الدولي الانهيار الاقتصادي الذي يمر به لبنان بأنه “الأكثر حدةً وقسوةً في العالم”، وقد وضعه ضمن أصعب ثلاث أزمات اقتصادية واجتماعية سُجلت في التاريخ الحديث.

ورغم كل هذه المصائب تقف السلطة متفرجة، عاجزة عن وضع خطة عمل صارمة توقف نزيف البطالة وتدهور الاوضاع المعيشية لينعم اللبنانيون بحياة يستحقونها.