المكتف الشتّام... والصرصار تحت الاقدام

03/03/2022 10:18AM

جاء في "الجمهورية":

عندما يرى الصرصار نفسه نمراً، ويتخيل ان بامكانه أن يصطاد الغزلان، فإنه سرعان ما يجد نفسه في جورة للصرف الصحي أو مدعوساً تحت الاقدام. 

في العادة، عندما تعبّر جريدة عن رأيها فإنك تحترمه وإن خالفك الرأي، وعندما يعبّر صحافي عن رأيه السياسي فهذا من حقه وضمن عمله، وعندما يكذب موظف في جريدة ما ، يمكنك ان تطلب حق الرد في الجريدة نفسها وفي المكان ذاته، وعندما ينضح صحافي أمراضاً بالنجاسة والحقد والكراهية ويكاد يختنق بسمّه في مقالته فإنك لا تطلب له غير الشفاء رأفة بذل لحق به أو ألحقه بنفسه، في وقت ما.

ولكن أن تفتح جريدتك منبراً لحقيرة مشبوهة شتّامة، وبيتك من زجاج قد يكون دفع ثمنه المواطنون جراء تلاعبك بالنقد الوطني والمضاربة بسعر صرف الدولار، (او على الاقل اتهامك بذلك) فأنت إما مكتف غبي يستغلونك وانت لا تدري ماذا يحصل في جريدتك أو انك موافق وبالتالي متورط في الاعتداء على كرامات الناس، وعليك أن تعرف ان الناس لن تقف «مكتفة» وانك ستدفع ثمن رشق حثالتك الناس بالحجارة.

لا سكوت بعد اليوم على شتّام وشتامة بحجة العمل الاعلامي وحرية الرأي، واذا كنت تعتقد انك حر في التلاعب بالنقد الوطني وانك محمي بالمضاربة على سعر صرف الدولار، فتأكد، انت وحثالتك، ان حرية الرأي ليست كذباً وافتراء ودساً ووساخة، تتلطون خلفها بلا حياء ولا وجل.

ثم، أن تتلاعب بالنقد الوطني وأن تهرب أو تتحايل على التحقيق أمام القضاء، أنت حر ولو كنت متهماً أو مكتفاً، أما أن تفتح جورة للصرف الصحي لمطرودة بسبب قلة المهنية وسوء سلوك، لكي تقبض من خسيس ما وتتطاول على الشرفاء وترغي وتزبد وتتقيء من عقدها وسمومها، فأنت لا علاقة لك لا بالاعلام ولا الصحافة ولا الاخلاق، (ويا حسرتاه على عائلتك المحترمة)، ولن يكون حسابك الا عسيراً.

ثم، هل انتهيت من فضيحة التلاعب بسعر صرف الدولار وهل انتهت التحقيقات معك كمساهم رئيسي في شركة شحن أموال إلى لبنان (شركة صيرفة من الفئة الأولى)، بعدما كانت المعلومات القضائية اشارت الى أن استدعاءك مكتّفاً إلى التحقيق جاء على خلفية إفادات عدد من الصرافين الموقوفين، والاشتباه في ضلوعك بالتلاعب بسعر صرف النقد الوطني من خلال تشغيل عشرات الصرافين والوسطاء لسحب الدولار من السوق، وجمعه تمهيداً لبيعه بسعر أعلى، والبلد ينهار والناس تموت جوعاً؟

وهل بلعت لسانك عندما كشفت مصادر قضائية أنه عُثر في هاتف احد الموقوفين على تسجيلات صوتية ورسائل كنت ترسلها بشكل يومي إلى الصرافين تُظهر كيف كنت تعطيهم «التعليمة» لجهة تحديد سعر الدولار، وتوجههم لرفع سعره؟

ما كنا نود أن يأتي يوم نراك فيه إمّا مخدوعاً بحثالة ثمنها أرخص من ثمن حذاء، أو تكون مكتفاً عاجزاً عن معرفة ما يجري حولك. نصيحتنا لك اليوم، إن اردت المواجهة فعلى الاقل كن رجلاً لا تختبئ خلف حثالة ، وإن اردت اللعب مع الكبار فلا بأس لكن تعلم درس الصرصار.


المصدر : الجمهورية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa