استهداف متزايد للمدنيين.. بوتين يستخدم "دليل الحرب السورية"

04/03/2022 03:21PM

منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا في 2015، ساعدت موسكو نظام الأسد في استعادة السيطرة على كثير من الأراضي في البلاد، لكن بتكلفة باهظة للمدنيين.

واتهمت العديد من الجماعات الحقوقية والهيئات الدولية قوات نظام الأسد وحلفائها الروس باستهداف المدنيين السوريين والمنشآت المدنية، وهو ما يثير المخاوف من تكرار نفس الشيء في الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال معتز، 37 عاما، من خيمته في شمال غرب سوريا، لموقع "صوت أميركا": "أرى نفس الشيء الذي حدث لنا قبل بضع سنوات يحدث لهؤلاء الأوكرانيين الأبرياء أيضًا".

وأضاف معتز "شاهدنا كيف دمرت آلة الحرب الروسية منازلنا ومدارسنا ومستشفياتنا. ولهذا أخشى أن يكرروا نفس الشيء ضد المدنيين في أوكرانيا".

أوقعت غارة روسية على مدينة تشيرنيغيف شمال أوكرانيا 47 قتيلا، الجمعة، بعد أن أصابت الغارة مدرستين وأبنية سكنية.

منذ بداية الغزو الروسي لكييف في 24 فبراير، ظهرت العديد من الأدلة على تدمير البنية التحتية المدنية وتزايد الخسائر في صفوف المدنيين. وقالت الحكومة الأوكرانية إن أكثر من 2000 مدني قتلوا حتى الآن.

كما استهدفت الضربات الجوية الروسية البنية التحتية المدنية في العديد من المدن الأوكرانية وخاصة في العاصمة كييف، وخاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد.

وارتفع عدد قتلى غارة روسية على مدينة تشيرنيغيف، شمال أوكرانيا، اليوم، إلى 47 قتيلا، على ما نقلت وكالة رويترز.

وأظهرت مشاهد نشرها جهاز حالات الطوارئ دخانا يتصاعد من شقق مدمرة وركاما على الأرض ومسعفين ينقلون جثثا.

وكتب حاكم المنطقة، فياتشيسلاف تشاوس، في حسابه على تطبيق تلغرام، في وقت سابق، "هاجم سلاح الجو الروسي مدرستين في منطقة ستارا بودودوفكا، وعناصر الإنقاذ يعملون".

وأعربت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن قلقها الأربعاء، بشأن السلوك العدواني المتزايد لروسيا في أوكرانيا والذي يعرض المدنيين والبنية التحتية المدنية للخطر بشكل أكبر.

ووفقًا للخبراء، فإن موسكو تستخدم في حربها على أوكرانيا جميع التكتيكات العسكرية التي استخدمتها في سوريا.

وقال أحمد رحال، وهو جنرال سابق بالجيش السوري يعمل محللاً عسكريًا في إسطنبول بتركيا، إن الأساليب التي تستخدمها موسكو في أوكرانيا "مستمدة من نفس دليل الحرب الروسية في سوريا، الذي يتضمن قصف المناطق السكنية واستهداف المدارس وتدمير المستشفيات".

وأضاف رحال "بالنسبة لشخص مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن تحقيق أهدافه هو الشيء الوحيد المهم. فهو لا يهتم إذا قُتل مدنيون أو دمرت البنية التحتية المدنية. في الواقع، سيفعل ذلك إذا كان ذلك يساعده في تحقيق أهدافه".

وأشار إلى أن الاختلاف الوحيد بين أوكرانيا وسوريا هو أن الغرب يراقب التحركات العسكرية الروسية في كل جزء من أوكرانيا، "مما قد يضع بعض القيود على كيفية تعامل موسكو مع الأهداف المدنية".

وأوضح رحال: "في سوريا، دُمرت العديد من الأماكن في حلب وإدلب وحمص لأن الضربات الروسية لم يتم كبحها إلى حد كبير. لكن في أوكرانيا، فإن القادة الغربيين ووسائل الإعلام يتابعون بدقة ما تفعله روسيا وهو ما يمكن أن يساعد في تقليل حجم الفظائع التي ترتكبها روسيا ضد المدنيين".

وتوافق آنا بورشيفسكايا، الخبيرة في السياسة الروسية في الشرق الأوسط في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، على أن هناك أوجه تشابه رئيسية بين الأنشطة العسكرية الروسية في كلا النزاعين.

وقال بورشيفسكايا إن روسيا تركز على استخدام القوات الجوية في أوكرانيا كما فعلت في سوريا خلال السنوات الماضية، على الرغم من وجود عدد كبير من قواتها البرية في أوكرانيا.

وأكدت بورشيفسكايا، مؤلفة كتاب حرب بوتين في سوريا العام الماضي، أن استهداف السكان المدنيين هو عنصر أساسي آخر في حروب الرئيس الروسي.

وأضافت: "في سوريا، ساعد بوتين الأسد في قصف مواطنيه بالقنابل، وإرهابهم وإجبارهم على الخضوع. نحن نشهد ظهور هذه العناصر نفسها الآن، مع زيادة القصف الجوي الروسي للمدن الرئيسية، الأمر الذي يثير تساؤلات، هل ستتحول كييف، على سبيل المثال، إلى حلب أخرى؟".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa