"الفدرالية" تخوض المعركة من أرض "الثنائي".. مفاجآت ورجل دين على اللائحة!

09/03/2022 11:33AM

كتبت ماريان طوق في "السياسة":

رافق طرح الفدرالية لبنان لفترات طويلة، نظرًا لكون التركيبة المعقدة لهذا الوطن الصغير قد تتناسب مع ما يقوم عليه هذا الطرح.

ومع كلّ أزمة مرّت على البلاد كانت تتجدّد الدعوة لاعتماد الفدرالية ولكن لم تلق يومًا هذه الدعوات آذانًا صاغيًا، ربما لصعوبة التنفيذ أو لاعتبارات أخرى.

واليوم تعود الفدرالية إلى الواجهة من جديد من بوابة الانتخابات النيابية من خلال لائحة "الفدرالية". وتبدو الحرب بحسب المؤشرات محتدمة، فالأحزاب تعتبر هذا الاستحقاق معركة حياة أو موت، والقوى التغييرية تحاول استثمار ما وظفته على الأرض منذ انتفاضة 17 تشرين حتى اليوم. 

فكيف ستخوض "الفدرالية" هذا الاستحقاق؟

هذه الخطوة مدروسة من النواحي كافة بحسب ما يؤكّد الأمين العام للمؤتمر الدائم للفيدرالية الدكتور ألفرد رياشي، حاسمًا "لسنا بحاجة للاستعراض لكي نخوض أي تجربة انتخابية،أجرينا دراسات معينة وبنينا قنوات ممكن أن تساهم في زيادة إمكانية الخرق.  

ثانيًا، يشرح الرياشي أنّه من العناوين الأساسية هي الحصر التمثيلي لعدّة مقاعد، إن كان عند الشيعة حيث يوجد "الثنائي"، أو لدى المكوّن السنّي الذي لا ممثل له ولكن نسبة تصويته تكون ضئيلة، والأمر نفسه بالنسبة للمسيحيين من خلال مقعد الروم الكاثوليك الذي يحتكرونه "الثنائي" وتحديدًا رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وهذا ما يسعون إلى معالجته، حيث يلفت الرياشي رفضهم استمرار هذا الاحتكار. ويعطي مثلًا عن ميشال موسى والذي لا تجمعهم أي مشكلة شخصية إلا أنّه يفوز بأصوات غير ممثلة للقاعدة المسيحية على حدّ تعبيره، والأمر نفسه بالنسبة للمقاعد الشيعة.

وفي الجنوب، حيث تميل الدفة إجمالًا للثنائي الشيعي تسعى "الفدرالية" لتحرير المواطنين من الفساد والتفلت الأمني بفعل السلاح غير الشرعي.

ومن هنا يؤكّد الرياشي أن النقطة الثالثة من أهدافهم تنحصر بمواجهة "الفاسد الأول برّي"، بالإضافة إلى سلاح حزب الله وسطوته لا على الجنوب أو المناطق البقاعية الشيعية فقط بل على كلّ لبنان. 

المعركة محتدمة، والأجواء أكثر من متشنجة والدفة تتأرجح يوميًا بين التأجيل والتأكيد على إجراء الانتخابات وهذا ما انعكس توجسًا لدى معظم الأطراف والشخصيات التي تأخرت في تقديم طلب ترشيحها. 

"الفدرالية" اختارت الجنوب وتحديدًا دائرة صور- الزهراني لخوض الانتخابات ، إذ يؤكّد الرياشي أنهم رفضوا خوض المعركة الانتخابية في مناطق ليست محسوبة 100% للثنائي، لذا ارتقوا نقل المعركة إلى أرضه، أرض مكوّن "الثنائي".  

خطوات "الفدرالية" مدروسة بدقّة نظرًا لحدّة المواجهة، ويؤكّد الرياشي "أجرينا حساباتنا، ومن الممكن أن نجذب قسمًا من قواعد هذا الثنائي. التوقعات ايجابية وإلا لما كنا لنخوض هذا الاستحقاق". 

ويبدو أنّ الأسماء التي ستتألّف منها هذه اللائحة متنوعة تلاقي طموحات الجنوبيين الساعين للخروج من الوجوه المعتادة. وفي التفاصيل، يُحكى عن شخصيات شيعية وازنة، وشخصيات لها تاريخ نضالي، وشخصية لها خبرة سياسية وغير مأمورة وهي تنتمي إلى إحدى العائلات العريقة في الجنوب، ويوجد شخصية ناشطة جدًا في الشأن العام وهي شخصية دينية شيعية بحسب ما يكشف الرياشي الذي كان قد طُرح اسمه سابقًا للترشّح عن المقعد الكاثوليكي، ويؤكّد أنّ ترشّحه لم يحسم بعد ولكن الإمكانية عالية وتميل نحو الايجابية.

ويشدّد على أنّهم منفتحون على الجميع، قائلًا "ندعو الكتل كافة التي تتوق للتغيير للتعاون معنا ومن لا يريد هو الخاسر.. ونتحدث تحديدًا عن القوى السيادية، ونتمنى عليها أن لا تضيّع البوصلة وأن تجري مراجعة لحساباتها". ويضيف "هدفنا واحد، فأولًا نريد أن نحسن الوضع التمثيلي للمواطنين في المنطقة".

وعن توقّعاتهم لهذا الاستحقاق، يعتبر الرياشي أنّ الانتخابات هي تكتيك وليست رؤية دراماتيكية تحدث تغييرًا كبيرًا ولكنها تكتيك مهم جدًا. ويختم بتحضير اللّبنانيين لمفاجأة ممكنة حيث قال"من الممكن أن تحدث المفاجآت من قلب الثنائي، ومن يعرف تاريخنا ممكن أن يعرف ما المقصود".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa