بالقنابل العنقودية القاتلة.. الجيش الروسي ينتقم من الأوكرانيين

17/03/2022 06:46AM

يبلغ كبار المسؤولين الأميركيين ونظراءهم في الأمم المتحدة بتواتر مؤخرا عن وجود تقارير موثوقة تشير إلى استخدام القوات الروسية ذخائر عنقودية قاتلة حظرتها معظم دول العالم في غزوها العسكري لأوكرانيا.

وتقول مجلة Foreign Policy إن موسكو بدأت في استخدام الذخائر العنقودية منذ بداية الغزو تقريبا، بما في ذلك هجمات المتكررة على خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد، وإلى الغرب حتى ميكولاييف، القريبة من ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود.

وتكمن خطورة الذخائر العنقودية بأنها تنثر عشوائيا عشرات إلى مئات الذخائر الصغيرة المتفجرة على مساحات واسعة، مما يجعلها شديدة القتل في المناطق الحضرية المأهولة بالسكان، وغالبا ما تترك وراءها قنابل صغيرة غير منفجرة، تستمر خطورتها على السكان حتى بعد انتهاء الصراع.

وقال خبراء للمجلة إن روسيا استخدمت هذه الأسلحة بشكل عشوائي تقريبا في أوكرانيا.

ونقلت المجلة عن مفتش أسلحة مستقل، طلب عدم كشف اسمه قوله إن "استخدام الذخائر العنقودية كان، صارخا وواسع الانتشار، وغير معزول جغرافيا"، مضيفا "لقد تم استخدامها على نطاق واسع في خاركيف وفي الجنوب وعلى الساحل، الأمر لا يقتصر على مسرح عمليات واحد".

وفي حين أن استخدام الذخائر العنقودية مستهجن من قبل المجتمع الدولي في محاولة للحد من الأضرار الجانبية طويلة الأجل الناجمة عن النزاعات، فإن بعض أكبر منتجي الأسلحة، مثل روسيا والولايات المتحدة، لم يوقعوا على معاهدة مدعومة من الأمم المتحدة منذ عقد من الزمان تمنع استخدام هذه الذخائر.

وبموجب اتفاقية الذخائر العنقودية، التي دخلت حيز التنفيذ في 2010، منعت 110 دول نفسها قانونا من استخدام أو إنتاج هذه الأسلحة.

وقالت منظمة العفو الدولية إنها وثقت في 28 فبراير، أي بعد أربعة أيام فقط من بدء الغزو الروسي، ثلاث هجمات باستخدام الذخائر العنقودية في خاركيف – والتي تحولت إلى مدينة شبه مدمرة بسبب الهجمات الروسية – والتي من المرجح أن ترقى إلى جرائم حرب محتملة.

ووجدت المنظمة أن الهجوم الذي أسفر عن مقتل أربعة مدنيين كانوا يجمعون مياه الشرب في خاركيف استخدم صواريخ سميرش روسية الصنع أطلقت ذخائر عنقودية.

وسقط وابل آخر من صواريخ سميرش، التي تطلق عادة من قاذفات صواريخ متعددة غير موجهة، بالقرب من مركز تجاري ومرآب للسيارات في المدينة، وأدى هجوم ثالث بالقرب من مبنى سكني إلى تفجير ساق امرأة تتسوق في مكان قريب، توفيت في وقت لاحق.

ونقلت المجلة عن محللين وخبراء قولهم إن روسيا نشرت أيضا مجموعة واسعة من أنظمة الأسلحة، مشيرين إلى أدلة على ذخائر "فاشلة" وجدت على الأرض.

وتطلق روسيا العديد من هذه الصواريخ من أنظمة إطلاق غير موجهة، مثل قاذفات الصواريخ ذاتية الدفع من طراز Smerch و Uragan.

ووفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن معظم الذخائر العنقودية الموجودة في المخزونات الحالية عمرها 20 عاما أو أكثر، مما يجعلها غير موثوقة على نحو متزايد ويزيد من خطر وقوع إصابات بين المدنيين، رغم أن بعض النماذج الأحدث لها خصائص تدمير ذاتي للتخفيف من خطر الذخائر الصغيرة غير المنفجرة التي خلفتها وراءها.

وقالت المجلة إن المحققين رصدوا أيضا إطلاق ذخائر عنقودية من الجيل الثاني من قاذفة صواريخ موجهة من طراز تورنيدو على أوديسا، ثالث أكبر مدينة في أوكرانيا والميناء الرئيسي على البحر الأسود، وفق مفتش الأسلحة الذي تحدث إلى فورين بوليسي.

ويمكن للصنف الملقى من الجو أن ينثر مئات الذخائر الصغيرة.

وأضافت المجلة أن القوات الروسية وضعت ذخائر عنقودية داخل صواريخ إسكندر الباليستية قصيرة المدى، التي تحتوي على أسطوانات يبلغ طولها حوالي 24 قدما، مما قد يمنحها مساحة لحمل عشرات الذخائر الصغيرة.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن القوات الروسية أطلقت صواريخ باليستية تحمل ذخائر عنقودية خارج مستشفى في منطقة دونيتسك الأوكرانية في فبراير، مما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة 10 آخرين.

ونقلت المجلة عن ميك مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي سابقا، قوله إن هذه الذخائر "مصنوعة لإحداث أقصى قدر من الخسائر ويتم استخدامها ضد المدنيين".

ويضيف "تشتعل القذيفة ثم تنفجر، وترسل قنابل إلى كل مكان، ويمكن أن تدخل تحت الأشياء ومن خلال النوافذ".

وقالت هيومن رايتس ووتش إن ذخائر روسية مماثلة استخدمت في سوريا.

وبالإضافة إلى هذه الذخائر، قالت الولايات المتحدة، بحسب المجلة، إن هناك أدلة على أن روسيا نشرت قاذفات ذخائر حرارية غير موجهة، تمتص الأكسجين من الغلاف الجوي المحيط بها لتمديد موجات الانفجار.

ونقلت المجلة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن هذه التكتيكات تأتي وسط إحباط الكرملين من المقاومة الأوكرانية المتزايدة الشدة.

وشجعت إدارة بايدن علنا التحقيقات في جرائم الحرب ضد روسيا بسبب الهجمات ضد المدنيين في أوكرانيا، بما في ذلك قصف مستشفى للولادة في ماريوبول الأسبوع الماضي، وذهبت إلى حد مراجعة سياستها تجاه المحكمة الجنائية الدولية.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa