نتائج الانتخابات الفرنسية... انتصار "مبطّن" لليمين المتطرّف وهذه التحديات بانتظار ماكرون

25/04/2022 01:55PM

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة": 

كما كان متوقعًا، فاز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (44 عامًا) بولاية ثانية، هازمًا منافسته مارين لوبان رئيسة الجبهة الوطنية (53 عامًا)، ليصبح بذلك أوّل رئيس فرنسي يحظى بولاية ثانية منذ 20 عامًا.

وعلى الرغم من أنّ النتائج كانت معروفة مسبقًا منذ حوالي الشهرين أو أكثر، إنما أظهرت انتصارًا مبطنًّا لليمين المتطرّف... كيف؟

الدكتور عماد مراد، أستاذ التاريخ والعلوم السياسيّة في الجامعة اللبنانية، يعتبر أنّ "ماكرون أثبت نفسه داخليًا، إنما فشل في الأمور الخارجيّة، فهو فشل في لبنان من خلال عدم دعمه للتحركات الشعبيّة، كما فشل في أفريقيا، وحتى في محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدم قدرته على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا".

أمّا داخليًا، فيرى مراد في حديثه لـ "السياسة"، "أن ماكرون نجح اقتصاديًا من خلال تخفيف أرقام البطالة".

هنا تكمن المفاجاة

نجاح ماكرون لم يكن مفاجئًا ولا يعتبر انتصارًا ساحقًا، إنما ما أحدث المفاجأة الكبرى هي النتيجة التي حصلت عليها لوبان، وهنا يشير مراد الى أنّ "حصول لوبان على 42 % من الأصوات، وحتى لو فاز ماكرون بولاية ثانية منذ عهد الرئيس جاك شيراك عام 2002، هو انتصار بحدّ ذاته".

والمفاجأة تكمن أيضًا، بعدد المقاطعين للانتخابات، حيث يلفت مراد الى أنّ "المقاطعين هم المعارضون للفريقين ماكرون ولوبان".

شارحًا: "انتصار ماكرون لا يُعتبر ساحقًا ولا يشبه ما حصل مع جاك شيراك وجان ماري لوبان بنتيجة 80% لشيراك مقابل 20% للوبان، إنما في الانتخابات الحالية فالنسبة التي حصلت عليها لوبان تعتبر ساحقة وهذا يؤدي إلى نجاح مرتقب لليمين المتطرف في الاستحقاقات المقبلة".

مقارنة بين لوبان وماكرون

في مقارنة بين ماكرون ولوبان، يقول مراد إن "ماكرون وعد بأمور لم يستطع تحقيقها، مثل: تخفيض الضرائب، تقوية السياحة، التشبّث والتعلّق بأوروبا، أما لوبان فلم تتطرّق إلى موضوع الانفصال عن الاتحاد الاوروبي في حملتها الأخيرة، على عكس ما تطرّقت به في حملتها السابقة في انتخابات عام 2017".

ويتابع مراد: "بالعودة إلى المناظرات، فالمناظرة الأخيرة كانت لصالح ماكرون الذي يتمتّع بثقة بالنفس وكاريزما عالية، ولكن بنسبة ضئيلة جدًا، حيث أظهرت لوبان اطلاعًا واسعًا على مختلف الملفات باستثناء علاقتها المادية ببوتين".

ويضيف مراد: "النقطة السوداء التي سُطّرت بحق ماكرون في المناظرة الأخيرة قبل الانتخابات هي تحذيره من الحرب الأهلية في حال قرّرت لوبان منع الحجاب والرموز الدينية وهذا ما أضعفه".

لوبان لم تتطرّق في حملتها الانتخابية لموضوع الانفصال عن الاتحاد الاوروبي، إلا أنّ مراد يشير الى أنّ الموضوع "ما زال في أذهان كثر من الفرنسيين منذ العام 2017، بما معناه أنّ كل الفرنسيين الذي يعملون في الاتحاد الاوروبي صوّتوا لصالح ماكرون وهم بالآلاف، كما كل الذين يخافون من التطرّف الديني كالمسلمين واللّبنانيين والعرب الذين صوّتوا لصالحه أيضًا".

وهذا النجاح الذي حصده ماكرون يرتّب عليه تحدّيات متعددة أبرزها الحرب الروسية - الأوكرانية المستعرة، وهنا يلفت مراد الى أن "ماكرون شدد في مشروعه على ضرورة تقوية القدرات العسكرية معبّرًا عن خوفه على أوروبا ومستدركًا الوضع، وهذا ما رفع من رصيده".

وعليه، صحيح أنّ ماكرون نجح فعليًا، إنما اليمين انتصر بطريقة مبطّنة، وهذا يعني أنّ عمل اليمين المتطرّف سينطلق بقوّة في الانتخابات البرلمانية المنتظرة في حزيران... وهنا التحدي الأكبر!


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa