جعجع: إخراج لبنان مما فيه يبدأ من انتخاب رئيس البرلمان.. وأرسلان: سنُعيد حساباتنا في التعاطي مع الحلفاء قبل الخصوم! المجلس في عهد بري السابع.. ونوابه يلوحون بالاستقالة ما لم يكن رئيسه

كتبت صحيفة "الانباء الكويتية":

يدخل مجلس النواب الجديد، اعتبارا من اليوم، عهد نبيه بري السابع، كونه المرشح الوحيد لرئاسة المجلس النيابي الجديد، بتزكية من كتلته النيابية، ودعم من «حزب الله» وتأييد «الحزب التقدمي الاشتراكي»، حليفه الدائم.

ويقول النائب قبلان قبلان، عضو كتلة «التنمية والتحرير: «إذا بري ليس مرشحا فنحن لسنا نوابا». ويفهم من هذا الكلام وكأنه تلويح باستقالة نواب «أمل» من المجلس ما لم يكن بري رئيسه.

رسميا، أيضا، دخلت الحكومة أمس، حقل تصريف الأعمال. وإذا كان انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه وهيئة مكتبه محددة بـ 15 يوما فإنه لا وقت محددا لحكومة تصريف الأعمال، تبعا لارتباطها بتشكيل الحكومة الجديدة، وتاليا بانتخاب رئيس جمهورية جديد، وهذه مسألة في ضمير الغيب الإقليمي والدولي، وبمعزل عن بهورات بعض السياسيين.

الأزمات المعيشية ستكون في صلب المساومات والضغوط لهذا الجانب او ذاك، والقراءات السياسية تتوقع المزيد من التشنج الاقتصادي والمعيشي أمام الزحف المتواصل للدولار الأميركي، على جبهة الليرة اللبنانية المتداعية، وعندما يصبح الخبز في النبطية، عاصمة جبل عامل، كالعملة النادرة، فذلك يعني الكثير لثنائي «أمل» و «حزب الله» وثالثهما «التيار الحر» الذين دعاهم متروبوليت بيروت للروم الأرثوذوكس المطران إلياس عودة في عظة الأحد امس، مع النواب المعنيين لأن لا «تسكروا بالسلطة ولا تدعوا مرض التسلط يصيبكم وعالجوا النزف الاقتصادي واهتموا بوجع الناس واكشفوا عن حقيقة تفجير مرفأ بيروت، بعيدا عن المساومات والتسويات».

وحول تعليقات رئيس «التيار الحر» جبران باسيل على «التغيير المطلوب» وعن رئيس الحكومة المقبلة وتشكيلها بسرعة، تقول المصادر المتابعة إن باسيل يرمي الى المشاركة شخصيا في الحكومة العتيدة، والتي يمكن أن تسد الفراغ الرئاسي كمجلس وزراء مجتمعا بغياب رئاسة الجمهورية.

واللافت أن النائب آلان عون، عضو كتلة «التيار الحر»، رأى بخلاف الظاهر من كلام رئيس التيار جبران باسيل، انه بالنسبة لرئاسة مجلس النواب لا يوجد مرشح سوى الرئيس بري، والسؤال هو عن عدد الأصوات التي سيحصل عليها، و«نحن لم نبحث هذا الموضوع في الكتلة بعد»، مستبعدا في حديث لقناة «الجديد» حصول انشقاقات في صفوف التيار.

في رأي مصادر متابعة، أن الخطاب العالي النبرة لباسيل، والذي تناول فيه رئاسة المجلس ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع والعقوبات الأميركية المساقة ضده، لا يمكن إلا أن يكون منسقا مع الحزب المهتم مرحليا، بمساعدة باسيل على التخلص من العقوبات الأميركية.

أما جعجع، فأكد من جهته العمل على إعادة القرار الاستراتيجي إلى الدولة، بحيث لا يعود لأحد الحق بتخطي سقف الدولة، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وأن يكون القرار العسكري والأمني بيد الجيش اللبناني.

ورأى، في حديث لوكالة «فرانس بريس»، انه لا يمكن لأحد أن يقدم على حرب جديدة، أو أن ينقل صواريخ من مكان إلى آخر إلا بمعرفة وموافقة الجيش.

وفي إطلالة من معراب عبر «زووم» في مهرجان احتفالي لـ «القوات اللبنانية» تحت عنوان «ما فينا إلا ما نشكركن»، شدد جعجع على «أننا أمام مواجهة كبيرة لإخراج لبنان مما يتخبط به والخطوة الأولى تبدأ مع انتخابات رئاسة المجلس النيابي»، مجددا التأكيد على أن «القوات» لن تنتخب الرئيس نبيه بري والأنظار متجهة نحو تعاطي رئيس تيار الكذب والخداع والغش في هذا الشأن الذي لطالما كرر أن الرئيس بري وجماعته «ما خلو يشتغل» وانهم فاسدون و«بلطجية».

ودعا المجموعات المعارضة، من أفراد ومستقلين ومجموعات صغيرة وأحزاب، الى ضرورة التنسيق بغية إيجاد الطريقة الملائمة لتفعيل هذه المعارضة بعدما أصبحت الأكثرية في المجلس النيابي.

بدوره، عقد رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان اجتماعا لقيادة وكوادر الحزب في خلدة لبحث تداعيات الهزيمة المدوية في الانتخابات، حيث أعلن أنه «أمام صيف حار حزبيا» سيسعى خلاله إلى تحقيق تغيير ملحوظ بدءا من المجلس السياسي وصولا إلى أصغر وحدة حزبية، مؤكدا ان هذا التغيير «ليس من باب المحاسبة أو فشة الخلق»، لكنه انطلاق لمرحلة جديدة، واعدا بأنه بعد المؤتمر «سيختلف أداء الحزب».

وقال: «وضعتنا نتائج الانتخابات بموقع المعارضة، وسنعيد حساباتنا في التعاطي مع الجميع، مع الحلفاء والأخصام.. ولن نهادن».

المصدر : الانباء الكويتية