موسيقى في مواجهة الوحشية.. الأوبرا تعيد الحياة لأوديسا الأوكرانية

19/06/2022 02:10PM

في خضم المعارك الضارية شرق أوكرانيا، أعيد افتتاح دار الأوبرا بمدينة أوديسا للمرة الأولى منذ بداية الغزو الروسي وذلك خلال مشهد يؤكد الحضارة ضد الهمجية الروسية، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

بدأ العرض الذي أقيم، الجمعة، في مسرح الأوبرا الرائع، الذي افتتح عام 1810 على الهضبة فوق ميناء البحر الأسود، بأداء حماسي للنشيد الوطني الأوكراني. 

وشكلت صور القمح المتمايل في مهب الريح الخلفية للحفل في تذكير بالحبوب من أرضها النائية الخصبة التي جعلت أوديسا لفترة طويلة غنية لكنها الآن تجلس في صوامع مع احتدام الحرب ونقص الغذاء العالمي.

وقالت إيلونا تراش، مسؤولة المسرح التي قدمت البرنامج، "في حالة وجود صفارات الإنذار، ننتقل إلى الملجأ داخل المسرح". وأضافت أنه "من المهم جدا أن نظهر بعد 115 يوما من الصمت أننا قادرون على الأداء".

كانت أوديسا هادئة بشكل عام في الأسابيع القليلة الماضية، ولكن على بعد نحو 100 كيلومتر فقط إلى الشرق في مدينة ميكولايف الساحلية، حيث زارها الرئيس فولوديمير زيلينسكي السبت، يشكل القصف الروسي هجومًا يوميًا. 

وتقول الصحيفة الأميركية إن رغبة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أوديسا كميناء مهم لاقتصاد أوكرانيا، وكرمز ثقافي طويل خلال الإمبراطوريتين الروسية ثم السوفييتية، ليس سرا.

وقاد فياتشيسلاف تشيرنوخو فوليتش، عرضا تضمن دويتو من "روميو وجولييت" وأرياس من "توسكا" و"توراندوت" ومن الملحن المولود في أوديسا، كوستيانتين دانكفيتش. وقال فوليتش: "لقد حصلنا على إذن من الجيش قبل 10 أيام، واليوم نحن نعيش سعادة خالصة". 

وتابع: "في بداية الحرب، أرعبتني الانفجارات وصفارات الإنذار، كما لو كنت قد انغمست في فيلم غير واقعي، لكن البشر اعتادوا على كل شيء. نريد أن نؤمن بانتصار الحضارة".

من بعض النواحي، فإن افتتاح الأوبرا، في مدينة تعرضت قبل شهرين فقط لهجوم صاروخي أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، يعني أن هناك شيئا ما تم استعادته من الحياة الطبيعية حتى مع احتدام القتال في الشرق وأجزاء من الجنوب.

وقال عمدة أوديسا، جينادي تروخانوف، في مقابلة، إنه "من المهم أن نظهر أن أوديسا على قيد الحياة، وأن أوكرانيا على قيد الحياة، وأننا نريد أن نعيش، بينما أسلوب المحتلين الروس هو القتل والموت". 

وأضاف: "إذا تجرأ بوتين على ضرب الأوبرا، فإن الكراهية التي سيواجهها في جميع أنحاء العالم لا يمكن تصورها".

ومنذ فترة طويلة، ينظر لعمدة أوديسا على أنه يتعاطف مع روسيا، لكنه أصبح حاليا مدافعًا صريحًا عن أوكرانيا ومدينته منذ بدء الغزو الوحشي. ويستمر العرض في أوديسا حتى مع تصاعد التوترات الثقافية داخل المدينة الساحلية. 

ويتعرض العمدة تروخانوف لضغوط لتغيير اسم شارع بوشكين بالقرب من مبنى البلدية. وعاش الكاتب المسرحي والروائي الروسي اللامع في أوديسا عام 1823.

وقال تروخانوف "لا. لن أؤيد ذلك. أوديسا هي عاصمة أوكرانيا متعددة الثقافات. أنا قلق من تنامي الكراهية لكل ما هو روسي".

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa