المتطوعون الأوكرانيون يتأهبون في "خنادق دونباس"

02/07/2022 05:45PM

يشكل مدنيو "قوات الدفاع عن المناطق" الأوكرانية، آخر قوة منيعة في وجه الروس بعد الجيش النظامي.

ومن بين تلك القوات ثمة وحدة منهم صامدة في غابة كثيفة بإقليم دونباس، شرقي أوكرانيا، الذي يشهد معارك عنيفة.

ويقول مكسيم الذي رفض الإفصاح عن اسمه كاملا خلال حديثه لشبكة "سي إن إن" الإخبارية أنه ورفاقه ينامون منذ نحو شهر في مخابئ ترابية ويأكلون المعلبات التي يسخنونها على الحطب، دون أن يخفوا قلقهم أن القوات الروسية الغازية باتت تبعد عنهم بضع كيلومترات فقط.

ويردف: " بالطبع هم قادمون، وهم أكثر منا عددا وعتادا".

وكانت تلك الوحدة قد حفرت خنادق في تلك الغابة التي لا تبعد كثيرا عن مدينة سلوفيانسك، وقد تجنبوا حتى الآن الاحتكاك بالعدو، فيما هم يقضون أيامهم الطويلة تحت شباك التمويه وبجابنهم أكوام من زجاجات مياة الشرب البلاستيكية.

ويقول مقاتل آخر يدعى ميخائيلو إنهم يقضون سحابة أيامهم الأخيرة وهم عرضة لقصف روسي عنيف، مشيرا إلى أنهم يمتلكون أسلحة غربية مضادة للدروع وأثبتت كفاءتها سابقا، بيد أنهم بحاجة إلى عتاد آخر في هذه المرحلة من الحرب، في إشارة إلى المدافع البعيدة المدى، وغير من الأسلحة التي تصلح لضرب العدو من مسافات بعيدة.

ودونباس هو المكان الذي بدأ فيه الصراع مع روسيا في عام 2014، وبعد أن منعت أوكرانيا محاولة روسيا القضاء على السلطة الحاكمة كييف في وقت سابق من هذا العام، عاد ذلك الإقليم ليكون محور الحرب العنيفة من جديدة.

دونباس مركز الحرب

عدوهم يتقدم، وإن كان ذلك ببطء. إلى الشرق، استولت القوات الروسية على مدينة سيفيرودونتسك الصناعية، ويبدو أنها قريبة من تطويق القوات الأوكرانية في ليسيتشانسك المجاورة، ومن شأن ذلك أن يضغط على أهم المراكز السكانية المتبقية في في دونباس مثل باخموت سلافيانسك و كراماتورسك. 

وبحسب تقرير "سي إن إن" فإن وحدات الدفاع عن المناطق هي قوات غير محترفة ويستخدمها الجيش الأوكراني لسد الثغرات في دفاعه، وبالتالي فإذا كان لديهم احتكاك مباشر مع العدو، فهذا يعني أن سلاح المدفعية قد فشل في صد التقدم الروسي، وأن سلافيانسك قد باتت في خطر حقيقي.

ويوضح ميخائيلو، الذي رفض أيضا الكشف عن اسمه كاملا، أن مهمة وحدته هي حفر الخنادق لمنع قوافل القوات الغازية من التقدم وإيقافها. 

ويوضح أن المدنيين الذين يأملون في الدفاع عنهم يعانون بالفعل وبشكل متزايد من تقدم القوات الروسية، لافتا إلى أن القنابل العنقودية ترمي حمولتها القاتلة فوق المباني السكنية وعلى مواقف السيارات وقرب المتاجر وغيرها من الأماكن العامة بغية إحداث أكبر ضرر في صفوف الأبرياء.

ومن الضحايا رجل يدعى، إيغور، في أواخر الثلاثينيات من عمره، كان قد فقد حياته بعد ما ودع زوجته عند باب منزلهما قبل أن يستقل سيارة الأجرة التي يعمل عليها ولكن "قنبيلات" أحد الصواريخ العنقودية انفجرت به.

وقالت جارته فالنتينا، 76 عاما، والتي شهدت مقتله:  "بعد رؤية موته انفجرت بالبكاء وأنا أقف أمام عتبة منزلي.. لقد كان رجلاً جيدًا. كان اسمه إيغور. واسم زوجي إيغور أيضًا".

وأوضحت أن الانفجارات أدت إلى تناثر زجاج بعض نوافذ بيتها  وأن زوجها هو عامل بناء سابق، ينشر قطعة من ألواح خشبية لتغطية نافذة مكسورة فوق باب المبنى، مردفة "إنه أمر مخيف للغاية.. "في الليل أغطي نفسي بالوسائد".

أما مكسيم الذي لا يزال ينتظر قدوم القوات الروسية، فيقول إنه يفكر كثيرًا في زوجته الحامل وابنه الذي لم يولد بعد، مضيفا بحزن: "نحن لم نؤذ أحداً.. إننا مجرد أناس بسطاء".

ولكنه يتابع حديثه بثبات: "سنطردهم من هنا، وسيعلم الجميع أننا لم نقف مكتوفي الأيدي، فهده أرضنا وليس لهم الحق في المجيء إلى هنا".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa