الجيش الروسي يحول "أكبر محطة نووية في أوروبا" إلى قاعدة عسكرية

06/07/2022 06:21AM

في محطة زابوريزهزهيا للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا، نشر أكثر من 500 جندي روسي، ممن استولوا على المحطة في مارس الماضي، بطاريات مدفعية ثقيلة وزرعوا ألغاما مضادة للأفراد على طول شواطئ الخزان الذي تبرد مياهه المفاعلات النووية الست في المجمع.

وفيما يسيطر الجيش الأوكراني على البلدات المنتشرة على الشاطئ المقابل، على بعد حوالي 3 أميال (4.8 كلم)، لكن القادة الأوكرانيين "لا يرون طريقة سهلة لمهاجمة المحطة، نظرا للخطر الكامن في معارك المدفعية حول المفاعلات النووية النشطة" كما تقول صحيفة "وول ستريت جورنال".

أزمة سلامة

وتقول الصحيفة إن تحويل "أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا" إلى قاعدة عسكرية تطل على جبهة نشطة، يزيد من حدة أزمة السلامة المستمرة منذ أشهر للمنشأة الشاسعة والآلاف من موظفيها.

ونشرت القوات الروسية مركبة مدفعية من طراز سميرتش، الشهر الماضي، قرب المجمع الذي تبلغ طاقة إنتاجه الكهربائية 5.7 غيغا واط، بالإضافة إلى قاذفات صواريخ غراد والدبابات وناقلات الجنود.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أوروبي قوله إن الروس يحتفظون بالمجمع النووي "كقاعدة لمدفعيتهم" لأنهم يعرفون أن "أوكرانيا لن ترد على الهجمات التي تنطلق من المحطة النووي".

وقال مسؤولو الدفاع الأوكرانيون إنه حتى لو تمكنت قواتهم من شن جهد عسكري تقليدي لاستعادة المصنع، فإنهم يركزون حاليا على شن هجوم مضاد في مدينتي خاركيف وخيرسون في شمال شرق وجنوب البلاد.

ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الأوكراني السابق، أندريه زاغورودنيوك، قوله: "يبدو أن هذا هو أحد التكتيكات الروسية، لاتخاذ البنية التحتية الحيوية واستخدامها كدرع"، مضيفا "لن نقتحم المصنع... الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي محاصرته، وأخذ المناطق المحيطة، ومطالبتهم بالمغادرة".

ويخشى موظفو زابوريزهزهيا وعائلاتهم من أن تؤدي عسكرة المحطة المتزايدة إلى حادث آخر على بعد 300 ميل فقط (482 كلم) من تشيرنوبيل، التي شهدت أسوأ كارثة نووية في العالم.

وفي الأسبوع الماضي، اشتكت الهيئة التنظيمية النووية التابعة للأمم المتحدة في الظلام من توقف الاتصال بالمحطة لثلاثة أيام.

 وهذه هي المرة الثانية منذ الغزو الروسي التي يفقد فيها مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا الاطلاع على الكاميرات والأدوات التي تنقل عادة لقطات أمنية وقراءات السلامة من المجمع الضخم.

وقالت شركة الطاقة الحكومية الأوكرانية "إنرغواتوم" التي لا تزال تدير المحطة، الأربعاء، إن القوات الروسية تهدد بتجفيف برك التبريد للعثور على أي أسلحة تشتبه في أن مقاتلي المقاومة الأوكرانية أخفوها تحت الماء.

 ويمكن أن يشكل ذلك تحديا خطيرا للمحطة التي تعتمد على التدفق المستمر للمياه المصفاة لتبريد مفاعلاتها وقضبان الوقود المستهلك.

ومنذ بداية مارس، حينما احتلت القوات الروسية المحطة، اختطف الجنود عددا من عمال المحطة للحصول على فدية، وفقا للصحيفة، ويقول زملاؤهم إن أكثر من 40 شخصا محتجزون حاليا.

وتستخدم العائلات الدردشات الجماعية على تطبيق المراسلة "فايبر" لمشاركة صور الأفراد المختطفين وتمويل فديتهم بشكل جماعي.

وفي المصنع، يشكو زملاؤهم من أنهم يضطرون إلى العمل لساعات إضافية لتغطية ساعات ضحايا الاختطاف.

ضحايا الاختطاف

نشر أحد المختطفين على مجموعة فايبر كلمات "الرجاء مساعدتي"، وشارك صورا لوجهه وساقه اليمنى المصابتين بكدمات شديدة، ودماء في عينه اليمنى.

وأضاف أن الروس لن يطلقوا سراحه إلا إذا جمع 50 ألف هريفنا، أي ما يعادل 1681 دولارا، في غضون ثلاثة أيام.

ويقول متخصصون في السلامة النووية إنه بدون خبراء مستقلين يزورون الموقع، من الصعب تقييم المخاطر المختلفة التي تشكلها الألغام الأرضية الروسية والمدفعية والجنود على المفاعلين النشطين في المحطة.

وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي حاولت منذ أشهر دون جدوى التفاوض على اتفاق وممر آمن لإجراء تفتيش للموقع، إن جميع ما تسميه الركائز السبع للسلامة النووية تقريبا قد تعرضت للخطر في زابوريزهزهيا.

 ويشمل ذلك السلامة المادية للمبنى، والرصد المنتظم للإشعاع خارج الموقع، والتدفق المستمر لقطع الغيار والوقود والإمدادات.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إنه يريد أيضا أن يؤكد أن أيا من إمدادات المحطة من اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم المخصب لم تختف، لأنه يمكن، وإن كان ذلك بصعوبة بالغة، تخصيبه إلى مستوى أعلى بكثير واستخدامه في صنع الأسلحة.

وفي هذه الأثناء، تقصف المدفعية الروسية سلافيانسك أحد آخر خطوط الدفاع الأوكرانية لحماية المعاقل المتبقية التي تسيطر عليها كييف في شرق أوكرانيا بكامله.

 وأبلغ فاديم لياخ، رئيس بلدية سلوفيانسك عن "قصف هائل" للمدينة وقال إن السوق المركزي يحترق.  وقال بافلو كيريلينكو، رئيس الإدارة العسكرية في منطقة دونيتسك الشرقية، على تلغرام إن شخصين على الأقل قتلا وأصيب سبعة آخرون.

ويأتي تقدم القوات الروسية نحو مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك في دونتسك، وهما آخر المدن الرئيسية في المنطقة التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية، بعد أشهر من المكاسب الروسية البطيئة في المنطقة.

وخلال الليل، شنت القوات الروسية هجمات مدفعية للسيطرة على دولينا، على بعد حوالي 10 أميال شمال سلوفيانسك، لكن القوات الأوكرانية منعتها، حسبما ذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية للقوات المسلحة في بيان.

 وقال قائد كتيبة أوكرانية كان جزءا من المعركة إن القوات الأوكرانية ألحقت خسائر في المعدات والأفراد التابعين للقوات الروسية باستخدام أنظمة أميركية تم الحصول عليها حديثا إلى جانب مدفعية من الحقبة السوفيتية.

الناتو

ومنذ أن سيطرت القوات الروسية على منطقة لوهانسك بشرق أوكرانيا في الأيام الأخيرة تتطلع موسكو إلى تعزيز مكاسبها في إقليم دونيتسك الأكثر اكتظاظا بالسكان.

ووحد العدوان الروسي في أوكرانيا الغرب إلى حد كبير وعزز حلف شمال الأطلسي.

وأصبحت فنلندا والسويد، الثلاثاء مدعوتين رسميتين للانضمام إلى التحالف العسكري بعد أن وافق سفراء الدول الأعضاء الـ 30 الحالية على بروتوكولات انضمامهم.

وفي غضون ساعات من إعلان حلف شمال الأطلسي، قالت كندا والدنمارك والنرويج إن حكوماتها صدّقت على انضمام البلدين.

وتأتي هذه الإجراءات في أعقاب اتفاق سياسي بين قادة الأعضاء على دعوة الثنائي الأسبوع الماضي في القمة السنوية لحلف شمال الأطلسي في مدريد.

وجاء الاتفاق السياسي لحلف شمال الأطلسي نفسه في أعقاب اتفاق ثلاثي تم التوصل إليه، يوم الثلاثاء الماضي، بين تركيا والسويد وفنلندا حول انضمام البلدين بعد اعتراضات سابقة بشأن عضويتهما من الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان. وأنهى اتفاق الثلاثي أسابيع من عدم اليقين وأزال تشتيتا محتملا عن الحلف.

ويمكن للبلدين، بصفتهما مدعوين، المشاركة في جميع اجتماعات الناتو تقريبا باستثناء جلسات التخطيط النووي وبعض الإحاطات الاستخباراتية.

 كما أنهما لا يستفيدان، حتى الآن، من اتفاقية الدفاع المتبادل للحلف، والتي تنص على أن الهجوم على عضو واحد يمثل هجوما على الجميع، حتى تكتمل عضويتهم بالكامل.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa