15/07/2022 12:09PM
كتب قزحيا ساسين في "السياسة":
مخطئٌ من يرى، ولو مرّة واحدة، أنّ حزب الله يتنازل عن حضوره المستقلّ عن السلطة اللبنانيّة. فهو أكثر من حزب، بالمعنى السياسيّ والعسكريّ والدينيّ والاقتصاديّ. إنّه كيان قائم بحدّ ذاته، ويشكّل دولة قادرة على الاستمرار والنموّ بمعزل عن الدولة اللبنانيّة. وأصعب ما نواجهه، كمواطنين لبنانيّين، أنّ دولة حزب الله حجر عثرة في طريق قيام الدولة اللبنانيّة، لأنّه، وبِحكم عقيدته الدينيّة الجهاديّة، واستراتيجيّته التي تشكّل امتدادا طبيعيّا لولاية الفقيه الإيرانيّة، لا يمكنه الانتماء الحقيقيّ إلى لبنان بعيدا ممّا يؤمن به. وعليه، فإنّ كلامه الموحي، بين فترة وأخرى، بأنّه يترك للسلطة اللبنانيّة الخيار والقرار في مسائل مهمّة، هو كلام يندرج في سياق ذرّ الرماد في العيون، والباطنيّة السياسيّة التي سرعان ما تنكشف، عند هبوب أيّ عاصفة، وإن كلاميّا، من طهران في اتّجاه تل أبيب وواشنطن.
تتقن المقاومة الإسلاميّة، فرع لبنان، بشكل كبير لعبة القصبة والعاصفة، فهي تنحني في ظلّ العواصف الدوليّة التي يمكن أن تنال منها، وتستثمر هذا الانحناء في الداخل اللبنانيّ. وفجأة، تنتصب وتحاضر علينا في فنّ مواجهة العاصفة والوقوف في وجه الرّيح.
وخير مثال على ذلك، أداء السيّد حسن نصر الله، إذ طالعنا مع بداية الأزمة الاقتصاديّة، منذ سنتين وأكثر، بكيفيّة المواجهة الاقتصاديّة، والتحدّي في "جَلّ البطاطا"، وها هو ينتقل اليوم إلى "قدّ المراجل في حقل كاريش". لماذا هذا التحوّل، غير المنطقيّ وغير المقنع، من المجرفة إلى الصاروخ؟
بكلّ بساطة، إنّ حزب الله ليس حزب الفلّاحين، إنّما هو حزب المجاهدين. يربّي جنوده للموت في سبيل الله، فتغدو حياتهم الأرضيّة عبئا عليهم. وهم ضحايا، لا يستطيعون اختيار كم من العمر يريدون أن يعيشوا، وتوقيت موتهم في يد طهران.
إنّ كلام السيّد نصر الله، الأخير، يثبت استحالة إيمانه بالكيان اللبنانيّ، وبالدولة اللبنانيّة. وبات من الملحّ، اليوم، إعلان المواقف الواضحة من سياسة حزب الله التي قد تأخذنا كلّنا رهائن، لتفاوض عليهم إيران مع من تشاء. وقد تجعلنا لقمة مجّانيّة في فم الموت، إذا أعطت طهران الضوء الأخضر للمقاومة الإسلاميّة، عندنا، بالتصرّف المناسب مع بواخر كاريش.
نحن، الآن، شعب يشتهي العضّة في الرغيف، ونحرص على كرامتنا الوطنيّة، ونرفض تعدّي إسرائيل وغير إسرائيل عليها. لكن، من المؤكّد، أنّ حزب الله الملتزم بإيران أوّلا يسيء إلى كرامتنا أيضا، وعلينا أن نواجهه سلميّا، وديمقراطيّا، حفاظا على كيان لبنان واستقلاله سلطةً وشعبًا. وفي هذا السياق، على كلّ القوى السياسيّة اللبنانيّة تحديد موقفها على مستوى قياداتها ممّا صدر ويصدر عن حزب الله من خطاب لا يخدم أيّ لبنانيّ، ومن المحتمل أن يورّطنا في حرب لا غاز لنا فيها ولا بترول.
شارك هذا الخبر
مهدي عقيل يؤكد الحزب مُتعاون جداً والمعركة الكبرى ليست لدينا !
إنذار أميركي لإيران: إتفاق نووي أو عقوبات صارمة
طلال أرسلان في كليمنصو
سناب شات تطلق ميزة إعلانية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي
قتلى وجرحى في غارات أميركية على حي سكني في اليمن
"أحمق وأغبى من كيس طوب": إيلون ماسك يشن هجومًا لاذعًا على مستشار ترامب
"اليونيفيل" قلقة بشأن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وتدعو لاحترام القرار 1701
ماكرون يلتقي بجرحى فلسطينيين في مستشفى قرب غزة
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa