21/07/2022 04:21PM
كتب قزحيا ساسين:
قد يكون تصحيح المسابقات أكثر ما يثير همّ حامل الطبشورة، فحين يقول: "عندي تصحيح"، كأنّه يعلن لك عمّا هو الأصعب في مهنته الصعبة. وها هي نتائج شهادة البروفيه قد صدرت، وهلّل لها الكثيرون، وغمز من قناتها الكثيرون أيضا، على الرغم من أنّ الرأي العامّ اللبناني، كان واضحا، قبل إجراء الامتحانات الرسميّة، في مَيله إلى التسهيل في طرح المسابقات، للأسباب المعروفة، وليست مختصَرة بالتعلّم سنتَين عن بُعد. وتبدو لي عمليّة تصحيح الامتحانات تستحقّ مناقشة موضوعيّة ومُنصِفة، لا سيّما بعد ملاحظتنا، هذا العامّ، تراجُعًا ملحوظا في أعداد المصحّحين.
بصفتي المتواضعة، كمسؤول في خدمة زملائي المصحّحين، وطلّابنا، في فرع جبل لبنان، عانيتُ شحًّا واضحا في المصحّحين، وسرعان ما عرفت، بتواصلي مع المعنيّين في كلّ الفروع، أنّ المشكلة نفسها عند الجميع. والسؤال البسيط: لماذا؟
إنّ وزير التربية لم يُعلن، قبل الامتحانات، بشكل جليّ أنّ الجهات المانحة ستعطي كلّ مصحّح ثمانية عشر دولارا لكلّ مئة وخمسين مسابقة مصحّحة، إضافة إلى بدل أتعاب التصحيح بالليرة اللبنانيّة. فالكثيرون من المعلّمين قالوا: "أبعدْ عنّي هذه الكأس". لأنّهم اعتقدوا عمليّة التصحيح قد تدفعهم من جيوبهم الفارغة ثمن المواصلات ومنقوشة الزعتر. وقد استصعب المعلّمون الذهاب إلى المنطقة التربويّة لتقديم الملفّ الذي يخوّلهم التصحيح، والسبب هو مادّيّ أيضا، وليس من مشجِّع. وعندما لاحظ المعنيّون التراجع الكبير، في أعداد المصحّحين، عمدوا إلى تسهيل الحصول على إذن بالتصحيح، من خلال متابعتهم مٌلحَقا بأسماء المصحّحين الإضافيّين.
وليس من العدل والمنطق أن يبدأ المعلّم أعمال التصحيح السابعة صباحًا، ويمسح قلمه الأحمر أو الأخضر السابعة مساءً. إنّ الإنسان، ومهما بلغ من القدرة على التركيز، ومن اللياقة الذهنيّة، لا يستطيع أن يأتي بعد الظُّهر بما أتاه قبل الظُّهر على مستوى الدقّة والجودة في التصحيح. وليس للمعلّم حيلة، فإذا هو اكتفى بخمس ساعات تصحيح لا يكفيه بدل أتعابه ثمن المواصلات، فيضطرّ إلى الأعمال الشاقّة من الفجر إلى النَّجر. وهُنا تحضرني حادثة، يوم كنت ذا مسؤوليّة متواضعة أيضا، منذ بضع سنوات، وكان قد صدر قرار بتمديد التصحيح حتّى منتصف الليل، وقد زارتنا إحدى المسؤولات في وزارة التربية، وسألتني عن رأيي في هذا القرار التاريخي، فأجبتها: "شغل الليل مسخرة النهار يا سيّدتي".
كلّ ما يهمّ المسؤولين في وزارة التربية الضغط لإعلان النتائج في أسرع وقت ممكن. وكلام حقّ يقال: إنّ المصحّحين الذين يحضرون إلى مراكز التصحيح، ومعظمها ليس مجهّزا مثل مكتب وزير التربية، هم الجنود المجهولون، في عمليّة شاقّة، باتت لا تخلو من العوز والذلّ.
على وزارة التربية، إن أرادت أعمال تصحيح عادلة، ومُنصِفة، وأكثر نجاحا، أن تبذل ما بوسعها، لتقصير ساعات التصحيح، ورفع بدل أتعابها، وإلّا فقد يجيء يوم، وليس ببعيد، ونستعين بمصحّحين غير لبنانيّين، وتعطيهم الدول المانحة أكثر ممّا تعطينا بكثير.
شارك هذا الخبر
بالصورة: بعد شعار "نور من نور"..شجرة عيد ميلاد مزيّنة بصور قادة "حزب الله"
لماذا تسعى الجماعات السورية المسلحة السيطرة على حماة؟
الدبابات الإسرائيلية تتوغل في غزة..الغارات تتساقط وضحايا بينهم أطفال في كل مكان!
برز إسمه في الأحداث السورية..من يسيطر على قرار أبو محمد الجولاني؟
الجيش: تفجير قنابل عنقودية في عيتيت
سلسلة لقاءات لميقاتي...اليكم التفاصيل
بلينكن: اتفاق وقف النار في لبنان ما زال صامدا
بو صعب يؤكد: جلسة انتخاب رئيس قائمة بتاريخها
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa