22/07/2022 08:39AM
رغم الهجمات الوحشية التي تشنها القوات الروسية الغازية مع الميليشيات الانفصالية لها في أنحاء مختلفة من أوكرانيا، بيد أن الأسلحة الغربية ساعدت كييف على إبطاء تلك الهجمات في إقليم دونباس، رغم شكوك سابقة في إمكانية أن تنتصر القوات الأوكرانية في حرب الاستنزاف.
وبحسب تقريرين لصحيفة "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" فإن الأوكرانيون يبعثون برسالة إلى العالم مفادها "بإمكاننا الانتصار وإن كانت استراتجيتنا بطيئة، ولكن فقط استمروا في تزويدنا بالسلاح والعتاد".
ولا يمكن للخبراء الاستراتيجيين أن يجزموا حتى الآن فيما إذا كان بإمكان أوكرانيا أن تهزم جيشا روسيا يفوقها بالعدد والعتاد، في وقت أصبحت مناشدات أوكرانيا للحصول على أسلحة لازمة مستمرة لدرجة أن البعض في الغرب رفضها باعتبارها "ضجيجًا غير واقعي"
لكن هذا الأسبوع، حيث تستخدم أنظمة صواريخ بعيدة المدى جديدة لتدمير البنية التحتية الروسية، تحاول أوكرانيا مرة أخرى أن تثبت للعالم أنها قادرة على هزيمة الروس. وذلك من خلال تقديم أدلة ميدانية على ذلك، كما حدث في الهجوم الأخير على بلدة نوفا كاخوفكا الواقعة على ضفة نهر دنيبرو في جنوب أوكرانيا، عندما دمرت صواريخ هيمارس الأميركية، مستودع ذخيرة روسي بشكل كامل.
وقبل عدة أيام، أصاب وابل مدفعي أوكراني جسرًا رئيسيًا على نهر دنيبرو كان نقطة عبور مهمة للإمدادات الروسية، في حين يقول محللون إن الهجوم ينذر ببدء هجوم مضاد في الجنوب بهدف استعادة السيطرة على مدينة خيرسون الرئيسية، وفي هذا الصدد أوضح مسؤولون أوكرانيون، الخميس، إن قواتهم قصفت أكثر من 200 هدف في الجنوب باستخدام صواريخ بعيدة المدى ومدفعية.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، في خطاب أمام المجلس الأطلسي يوم الثلاثاء أنه "يمكن هزيمة روسيا بالتأكيد وقد أظهرت أوكرانيا بالفعل كيف يمكن ذلك".
وفي حديثه لصحيفة "نيويورك تايمز"، يقول تاراس شموت، الذي يرأس مجموعة غير حكومية تساعد الجنود الأوكرانيين: "نحن الآن نحقق ما لم نحققه من قبل.. ومع ذلك ليس لدينا عصا سحرية تؤدي إلى تحقيق النصر غدا ".
ويبدو أن لدى أوكرانيا استراتيجية ناجحة تتمثل في استخدام أسلحة بعيدة المدى للتخلص من مستودعات الأسلحة ومراكز القيادة الروسية في قطع خطوط الإمداد الروسية وإجبارها على الاعتماد على شاحنات ذات سعة محدودة بدلاً من القطارات لنقل الذخيرة إلى خط المواجهة.
وفي هذا الصدد يرى أستاذ الدراسات الإستراتيجية في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا،فيليبس أوبراين، إن هذا يعني أن التعزيزات تصل فقط إلى وحدات مختارة بينما تفشل في الوصول إلى وحدات أخرى، وهي قضية لوجستية تعيق قدرة روسيا على مواصلة قصف المدفعي مما ساهم بشكل فعال في مساعدة القوات الأوكرانية في الاندفاع نحو سيفيرودونتسك.
ولفت أوبراين في تصريحات لـ"وول ستريت جورنال" إلى حدوث تغير ملحوظ في الخطاب الأوكراني في الأيام القليلة الماضية، موضحا: "لقد كان صريحًا بشأن الهجوم المضاد، وهذا لا يعني أنه سيكون سهلاً أو أنهم سينجحون تلقائيًا في ذلك".
وأردف: "لكن الاتجاه العام للمناقشة الجارية هو أن القدرة الروسية على المضي قدمًا وصلت إلى حدودها".
وكانت روسيا قد استولت على أجزاء كبيرة من شرق أوكرانيا واحتلت منطقة لوغانسك بأكملها وأجزاء من مناطق دونيتسك وخيرسون.
"توقف عملياتي"
ولكن بعد الاستيلاء على سيفيرودونتسك وليسيتشانسك هذا الشهر بعد أسابيع من المعارك الضارية للمدينتين، اتخذت القوات الروسية ما وصفه محللون عسكريون بأنه "توقف عملياتي" يهدف إلى إعادة تجميع القوات لشن هجوم متجدد في شرق أوكرانيا، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها قررت منح جنودها قسطا من الراحة.
في 7 يوليو، حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من تسليم المزيد من الأسلحة الغربية وقال إن قواته "لم تبدأ حتى" في القتال، بينما أمر وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، في الاسبوع الماضي القوات الروسية بتكثيف الهجمات ضد الأسلحة بعيدة المدى التي يزودها الغرب في أوكرانيا.
وقبل شهر، بدا أن لروسيا اليد العليا بشكل كبير، لكن الجنود الأوكرانيون خاضوا معارك شرسة ودموية وخسروا في نهاية المطاف معارك شوارع ومبارزات مدفعية لمدينتي سيفيرودونتسك وليسيتشانسك في شرق أوكرانيا، ورافق ذلك تشكيك من بعض المسؤولين الغربيين في الحكمة من نهج الأرض المحروقة، قائلين إن أوكرانيا لا يمكنها الفوز في حرب استنزاف.
وحتى الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أقر بالتكلفة الباهظة في حياة محاولة الصمود أمام وطأة الجيش الروسي في المجتمعات المهجورة والمدمرة في الغالب، والتي وصفها بـ "المدن الميتة"، قائلاً ما بين 60 و 100 جندي أوكراني يقضون كل يوم.
وقال قادة أوكرانيون إن بدء مرحلة القتال في المدن أوقع خسائر في صفوف الروس أكثر من الأوكرانيين، إذ شدد وزير الدفاع الأوكراني على روسيا خشرت من 9 آلاف إلى 11 ألف جندي في المعارك هناك، وهو ما قال إنه يبرر التكتيكات الأوكرانية.
وتضاءلت حدة القتال في دونباس منذ سقوط سيفيرودونيتسك وانسحب الأوكرانيون من ليسيتشانسك، مما يشير إلى أن الروس كانوا إما يتوقفون مؤقتًا لإعادة التموضع أو أن قدراتهم قد تدهورت بشكل كبير.
وتحول الاهتمام جنوبًا وغربًا إلى المنطقة القريبة من نهر دنيبرو، حيث استخدمت أوكرانيا المدفعية بعيدة المدى التي قدمتها الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة لضرب أهداف أعمق خلف الخطوط الأمامية.
مع تصعيدها للهجمات في الجنوب، تواجه أوكرانيا مأزقًا استراتيجيًا آخر، وهو كيف يجب أن تستخدم قدراتها الفتاكة الجديدة من والاختيار بين تركيز قوتها النارية للدفاع في الشرق أو الهجوم على مدينة خيرسون الجنوبية المحتلة التي يسيطر عليها الروس، وهنا يقول، مايكل كوفمان، مدير قسم الدراسات الروسية في C.N.A، وهو معهد أبحاث في أرلينغتون بولاية فيرجينيا إن "الاستراتيجية تتعلق بالاختيارات.. والخيارات تكون مصحوبة بالأولويات" التي تراها كييف.
ويتفهم المسؤولون الغربيون رغبة أوكرانيا في استعادة الأراضي وتحقيق نصر يمنح الأمل لشعبها. لكن بعض المسؤولين الغربيين يخشون أن جيشها غير مستعد لهجوم مضاد كبير في المنطقة القريبة من خيرسون، ولكن أوكرانيا ترد على ذلك بقولها إنها تجنبت المناورات المتسرعة أو المحفوفة بالمخاطر باستخدام الأسلحة الجديدة، وأنها تتحرك قبل الأوان.
وأوضح نائب رئيس أركان القوات المسلحة الأوكرانية،أولكسندر كيريلينكو أن قيادته تتفهم أنها لا تملكم الموارد الكافية الآن لاتخاذ استراتيجية فعالة"، مضيفا: "نحن نعمل مع شركائنا، وعندما يكون لدينا ما يكفي من عتاد سنقرر الإجراءات المستقبلية ".
من جانبها، ترى مديرة معهد ماكين ونائب مساعد وزير الدفاع السابق لروسيا وأوكرانيا وأوراسيا، إيفلين فاركاس، أن "الجيش الروسي لا يزال في متناول كييف، ولكن ليس إلى أجل غير مسمى"..
وأردفت فاركاس: "بالنسبة للغرب فإن كبح جماح الروس أمر غير كاف.. وإذا لم يتمكن الأوكرانيون من إظهار بعض النجاح في ساحة المعركة فإن دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للمجهود الحربي سوف يقل".
وفي الوقت الحالي، يقول المسؤولون الأوكرانيون في مقابلات إن قواتهم تُظهر قدرتها على استخدام الأسلحة الجديدة لإحداث ضربات مباشرة ومؤلمة على خطوط الإمداد والقوات ومخازن الأسلحة.
وفي هجومهم المضاد المحتمل، يقولون إنهم يعتزمون تفجير الجسور ومناطق التجمع بالقرب من نهر دنيبرو، وقطع خطوط الإمداد عن القوات الغازية المتواجدة على الضفة الغربية للنهر، بما في ذلك في خيرسون.
ونفى الجنرال كيريلينكو وجود أي توتر مع الولايات المتحدة بشأن إمدادات الأسلحة أو الخيارات الاستراتيجية بشأن استخدامها. وقال "نحن في تنسيق كامل مع شركائنا.. فكل سلاح يتم توفيره يحافظ على حياة شعبنا ونسائنا وأطفالنا".
شارك هذا الخبر
44 شهيداً في غزة جراء غارات إسرائيلية متواصلة
إحباط هجوم بالقنابل على كنيسة مار جرجس في بلودان
"جبيل أحلى" تبدأ انطلاقتها من الكنيسة وتدعو لاستفتاء شعبي في 4 أيار
العثور على رجل أعمال مقتولًا داخل "ديب فريزر" في شقة!
التربية تدعو لتوعية طلابية حول حماية الأطفال في النزاعات
إسرائيل تمنع نائبتين بريطانيتين من دخول أراضيها
أورتيغاس: نزع سلاح الميليشيات شرط للتحرر والتطبيع غير مطروح حالياً
أورتيغاس: رئيس الجمهورية لم يرفض أمامي إنشاء ثلاث لجان دبلوماسية لبحث ملف المعتقلين وترسيم الحدود وانسحاب الجيش الإسرائيلي
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa