سجن "ابو غريب" يمنح "رومية" لقب "غوانتانامو"

كتب طوني بولس على مواقع التواصل الاجتماعي:

خلال جولتي في العراق، زرت سجن "أبو غريب" الذائع صيته، والذي يعرف بلقب "غوانتانمو الشرق" نظراً لأخبار التعذيب والصور التي تم تسريبها في أثناء الغزو الأميركي، وبعدها "أسرار" الفرار الجماعي للسجناء حيث أن ١٥٠٠ سجين فروا بظروف مشبوهة مشكلين نواة لتنظيم داعش.. والمفاجأة المدوية، كانت بالنسبة لي، التحول الجذري الذي غيّر صورة السجن، حيث أنّه بات مركزاً لإعادة تأهيل السجناء، ويتضمن صفوفًا لتعليمهم وتدريسهم في مختلف المجالات والاختصاصات الأكاديمية والحرفية، إضافة إلى وجود مكتبة ومراكز ترفيهية وتثقيفية، ومستشفى ميداني ومتابعة نفسية للسجناء وتطبيق لمعايير حقوق الانسان.

وخلال الجولة تحدثنا إلى المساجين والموقوفين، الذين بدت عليهم علامات الارتياح النفسي والمعنوي. وكان برفقتنا مدير السجن اياد برغش الذي يعرف اسماء السجناء بشكلٍ إفرادي وكأنهم طلاب في كلية ما، علماً بأن عدد السجناء هو ٢٧٤١ سجين.

وفي كل تفصيل من تفاصيل السجن الضخم المترامي الأطراف (٤كلم٢) كانت تجول بخاطري مشاهد من سجن رومية في لبنان، والذي بات للأسف يتصدر دون منافس لقب "غوانتانامو العرب"، حيث تغيب أبسط معايير حقوق الإنسان، وحيث بات هذا السجن مصدراً لتصدير الارهاب وبناء مجرمين حقيقيين وبيئة لرعاية الشبكات الإجرامية وإدارتها من داخله.

أما في العراق، فتدير وزارة العدل شؤون السجن فيما تتولى الداخلية حماية السجون، بينما في لبنان يمكن أن ترى إرهابيًّا من الصف الأول ينظم شؤون بيئته السجنية، ويمارس الظلم والاستبداد وتشاركه بعض القوى الأمنية الفساد والإفساد، فيما الادارة الانسانية غائبة كلياً.

انطلاقًا مما اختبرت، أدعو القيمين من وزراء وأمنيين الى زيارة سجن بغداد المركزي "ابو غريب" وتعلّم إدارة السجون، بما يتناسب مع معايير حقوق الإنسان. لذا يجب إعادة النظر بالمشاكل والواقع غير المقبول في السجون اللبنانية لا سيما وأنها تتفاقم بشكل كبير من ناحية عدم توفر الأدوية والعنف وغياب الإجراءات التأهيلية للسجناء وغيرها... 

فالسجناء يُرسَلون إلى السجون كعقاب وليس من أجل العقاب، يرسَلون لإعادة تأهيلهم ضمن بيئة صحية وليس لحرمانهم من حقوقهم.