19/08/2022 04:30PM
سلطت سلسلة التفجيرات التي ضربت مواقع عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم الأوكرانية خلال وقت سابق من أغسطس، الضوء على شبه الجزيرة المحتلة، والتي نجت حتى الآن من القتال العنيف في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر.
وحوّلت سلسلة من الانفجارات والحرائق، شبه جزيرة القرم، التي تحتلها روسيا من قاعدة خلفية آمنة، إلى ساحة معركة جديدة في الحرب، ما يدل على ضعف الروس وقدرة الأوكرانيين على الضرب بعمق خلف خطوط العدو، وفق تقرير لوكالة أسوشيتد برس.
وقال مسؤولون أوكرانيون لصحيفة "واشنطن بوست" إن الانفجارات - بما في ذلك تلك التي وقعت في قاعدتين جويتين ومخزن ذخيرة - كانت من عمل القوات الخاصة الأوكرانية التي تسعى إلى تعطيل خطوط الإمداد الروسية.
وكانت روسيا ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 واحتلتها منذ ذلك الحين.
لطالما كانت شبه الجزيرة الواقعة على ضفاف البحر الأسود سبب في خلافات بين القوى العظمى العالمية. ولسنوات، كانت نقطة الخلاف بين موسكو وكييف.
وبينما تبرز كجبهة معركة جديدة في الحرب، تعتبر شبه جزيرة القرم موقع ذات أهمية كبيرة في الحرب التي شنتها موسكو على أوكرانيا.
أين تقع شبه جزيرة القرم؟
تبرز شبه جزيرة القرم من الجزء الجنوبي من البر الرئيسي لأوكرانيا بين البحر الأسود وبحر آزوف، ويفصلها عن روسيا من الشرق مضيق كيرتش، الذي يبلغ عرضه عند أضيق نقطة فيه أقل من ميلين.
في عام 2018، افتتح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، جسرا بقيمة 4 مليارات دولار يربط شبه جزيرة القرم بروسيا عبر المضيق.
وتعتبر شبه الجزيرة هي موطن لحوالي 2 مليون شخص وهي وجهة صيفية شهيرة لقضاء الإجازات للروس الذين يستمتعون بالمنتجعات المطلة على الشاطئ والمنحدرات الساحلية ومصانع النبيذ المحلية.
حتى أثناء الحرب، توافد السواح على شواطئ القرم، قبل انفجارات الأسبوع الماضي.
وتعترف معظم الدول بشبه جزيرة القرم باعتبارها منطقة حكم ذاتي داخل أوكرانيا وترفض ضم روسيا غير القانوني للمنطقة.
ويعترف عدد قليل من حلفاء موسكو، بما في ذلك كوبا ونيكاراغوا بسيادة روسيا على شبه الجزيرة.
وبعد غزو القوات الروسية لشبه الجزيرة عام 2014، أجرت موسكو استفتاءا متنازعا عليه على نطاق واسع حول وضع شبه جزيرة القرم وادعت أن النتائج أظهرت أن الغالبية العظمى من السكان أرادوا الانضمام إلى الاتحاد الروسي.
في ذلك الوقت، كان لدى شبه جزيرة القرم أغلبية من أصل روسي تبلغ حوالي 60 بالمئة، مما يجعلها الجزء الوحيد من أوكرانيا الذي يغلب عليه السكان من ذوي الأصول الروسية.
كيف ضمت روسيا شبه جزيرة القرم؟
لطالما اعتبرت موسكو السيطرة الأوكرانية على شبه جزيرة القرم نتيجة خطأ وقع عام 1954، عندما نقل رئيس الوزراء السوفيتي، نيكيتا خروتشوف، المنطقة الإقليمية من روسيا إلى أوكرانيا التي كانت آنذاك جمهورية سوفيتية.
لم يبدُ أنها صفقة كبيرة في ذلك الوقت - لكنها أصبحت كذلك بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
كان لروسيا مطالبة تاريخية بشبه جزيرة القرم بعد استعمارها في عهد كاترين العظيمة في أواخر القرن الثامن عشر. وفي عام 1783، أسس الروس سيفاستوبول، التي أصبحت أكبر مدينة في شبه الجزيرة والميناء الرئيسي وموطن أسطول البحر الأسود الروسي.
وبناء على هذا التاريخ، أصر بوتين على أحقية روسيا بالقرم وادعى أن ضمها سيحمي الناطقين بالروسية هناك.
وبحسب "صحيفة "واشنطن بوست"، فإن بوتين رأى فرصة للاستيلاء على شبه جزيرة القرم وسط الاضطرابات السياسية في أوكرانيا عام 2014، عندما اندلعت مظاهرات حاشدة مؤيدة لأوروبا ومعارضة للحكومة، مما أدى إلى الإطاحة برئيس البلاد الموالي لموسكو.
وبدأ مسلحون في الاستيلاء على المباني الرئيسية في شبه جزيرة القرم قبل أن تنتشر القوات الروسية في جميع أنحاء المنطقة والاستيلاء عليها.
وأعلن بوتين بسرعة ضمها بعد الاستفتاء المتنازع عليه الذي زعم فيه مسؤولون موالون لموسكو أن ما يقرب من 97 بالمئة من سكان القرم صوتوا للانضمام إلى روسيا.
وأثارت هذه الخطوة، وهي أكبر عملية استيلاء على الأراضي في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، سنوات من التوتر بين الجارتين.
وبعد الضم، قال المسؤولون الأوكرانيون إنهم لن يعترفوا أبدا بفقدان شبه جزيرة القرم واستمر معظم العالم في اعتبارها جزءًا من أوكرانيا.
وأصبحت شبه الجزيرة منذ ذلك الحين مركز إمداد عسكري للقوات الروسية، حيث ضخت روسيا استثمارات في شبه جزيرة القرم، وشيدت طرقًا وجسورًا وخطوط كهرباء جديدة.
كما شنت حملة قمع على المدارس والصحف الناطقة باللغة الأوكرانية، وبدلا من ذلك روجت لهوية واحدة مشتركة - روسية - وفقا لشكوى قدمتها أوكرانيا وأعلنت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قبولها جزئيا.
لماذا تعتبر القرم مهمة لروسيا وأوكرانيا في الصراع الحالي؟
كانت شبه جزيرة القرم بمثابة نقطة انطلاق في الجنوب لغزو موسكو لأوكرانيا في فبراير. فمدينتها سيفاستوبول هي موطن لميناء رئيسي يتيح لموسكو الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط وهي المقر الرئيسي لأسطول البحر الأسود الروسي.
وساعدت روسيا في الحفاظ على حصارها البحري في زمن الحرب الذي أوقف التجارة في الموانئ الأوكرانية. كما كان ينظر إلى شبه الجزيرة من قبل الجانبين كرمز للسلطة والهوية والملكية.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بعد تفجيرات 9 أغسطس في قاعدة جوية روسية في شبه جزيرة القرم، إن "القرم أوكرانية ولن نتخلى عنها أبدًا".
وتابع: "هذه الحرب الروسية ... بدأت مع شبه جزيرة القرم ويجب أن تنتهي مع تحرير شبه جزيرة القرم".
من نفذ الهجمات الأخيرة على قاعدة جوية ومستودع ذخيرة في القرم؟
في الأسبوع الماضي، هزت ما بدا أنهما ضربتان أوكرانيتان كبيرتان ضد أهداف عسكرية روسية شبه جزيرة القرم - مما يشكل تحديًا لافتراضات الأمان النسبي لشبه الجزيرة من الهجوم، نظرا لبعدها عن الخطوط الأمامية.
في 9 أغسطس، وقع ما لا يقل عن ستة انفجارات ضخمة في قاعدة ساكي الجوية في شبه جزيرة القرم موطن فوج الطيران البحري الروسي، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أكثر من عشرة آخرين.
وقال مسؤول أوكراني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لصحيفة "واشنطن بوست" إن الانفجارات كانت من عمل القوات الخاصة الأوكرانية التي تعمل خلف الخطوط الأمامية.
بعد أسبوع، اندلعت حريق وانفجارات في مستودع للذخيرة في منطقة أخرى من شبه جزيرة القرم. وألقت وزارة الدفاع الروسية باللوم على أوكرانيا واتهمتها بممارسة "عمل تخريبي".
وقال مسؤول أوكراني رفيع تحدث مرة أخرى شريطة عدم الكشف عن هويته، إن القوات الخاصة مسؤولة أيضا عن الانفجار الثاني.
وتشير الهجمات في شبه جزيرة القرم إلى إمكانية فتح جبهة جديدة من شأنها أن تمثل تصعيدًا كبيرًا في الحرب ويمكن أن تزيد من استنزاف موارد روسيا.
وكتبت وزارة الدفاع البريطانية على تويتر "من المرجح أن يشعر القادة الروس بقلق متزايد بشأن التدهور الواضح في الأمن عبر شبه جزيرة القرم التي تعمل كقاعدة خلفية للاحتلال".
شارك هذا الخبر
معارك "طاحنة" في حماه والجيش السوري: قضينا على عشرات المسلحين
الأمريكيون ينفقون مليارات الدولارات في "البلاك فرايداي"
الراعي: نعبر عن امتناننا للدول الصديقة وجيش لبنان والدفاع المدني والصليب الاحمر
البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراعي: نشكر الله على وقف إطلاق النار ونأمل ان يصبح سلاما دائما ونهنئ الذين عادوا إلى بيوتهم
حرية الرأي والتعبير مصانة في الدستور..التقدمي يستنكر التعرّض للإعلاميين والصحافيين
مطار حلب الدولي تحت سيطرة المعارضة..ما أهمية هذا المطار؟
انفجار ضخم في الخيام فجرًا!
بين الأنقاض والدماء..الدفاع المدني يواصل عمله الشاق
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa