محاولة قتل رشدي.. إحباط وصدمة في بلدة تشاتاكوا وتأهب أمني بعد الاعتداء

21/08/2022 11:41AM

عندما رأت "إميلي ساك" شابا ينقض على سلمان رشدي على منصة مركز ثقافي في غرب ولاية نيويورك، حدث الأمر بشكل مفاجئ، إلى درجة أنها بالكاد أدركت أن ما تشهده هو محاولة قتل للروائي.

وبعد مضي أسبوع على الواقعة، تحتفظ ساك بذكرى مشوشة للهجوم، على غرار العديد من المقيمين في بلدة تشاتاكوا، التي تحوي مركزا ينظم برامج تربوية وثقافية وفنية وسط منتزه شاسع تنتشر فيه منازل تاريخية على ضفاف بحيرة تشاتاكوا بمناظرها الخلابة.

وكانت ساك في 12 أغسطس في المسرح الدائري في الهواء الطلق لحضور مؤتمر كان رشدي يشارك فيه، حين طعنه المهاجم الذي عرّفت عنه الشرطة بأنه هادي مطر، وهو شاب عمره 24 عاما متحدر من لبنان ويسكن ولاية نيوجيرسي، في مشهد أحدث صدمة لدى كثيرين.

وقالت المرأة الثمانينية لوكالة فرانس برس "حدث الأمر بشكل سريع جدا"، مضيفة "كان الأمر شبه منته قبل أن يبدأ حتى".

وبعد ذلك، ألغت مؤسسة تشاتاكوا برامجها لبقية اليوم.

وقالت ساك والدموع في عينيها "شعر الجميع هنا بإحباط تام، بمن فيهم أنا".

تسامح

تقدم مؤسسة تشاتاكوا نفسها منارة للتنوع والتسامح والحياة الثقافية والدينية في شمال الولايات المتحدة.

أقيمت المؤسسة عام 1874 بمبادرة من رجلي دين ميثوديَّين، وتحولت إلى موقع معروف للأنشطة التأملية والمؤتمرات الخاصة بالفنون والعلوم الإنسانية والتعليم والدين.

ويقول موقع المركز على الإنترنت إنه "مكرس لاستكشاف أفضل ما في البشرية".

وفي هذا المكان ألقى الرئيس الأميركي الأسبق، فرانكلين روزفلت، خطابا شهيرا عام 1936 قبل سنوات قليلة من اندلاع الحرب العالمية الثانية، مد فيه يده لمصافحة "كل أمة في العالم".

وتعمل مؤسسة تشاتاكوا غير الربحية بدعم من أعضائها إضافة الى العائدات التي تستمدها من مئة ألف زائر غالبيتهم من كبار السن يحضرون مهرجانها الصيفي.

ويتجول المقيمون والزوار مشيا أو على دراجات هوائية في مساحاتها الشاسعة الخضراء الشبيهة بقرية بشوارعها ومنازلها وحدائقها وسياجها، وتحتوي أيضا على قسم شرطة وخدمة بريدية خاصة بها.

وقالت إميلي موريس، نائبة رئيس المركز، مقاومة دموعها "فعلا، كان الأمر صدمة لمجتمعنا بأكمله، وأعتقد أنه كذلك للمنطقة برمتها وكل شخص يعرف مؤسسة تشاتاكوا".

وأضافت موريس: "نحن هنا منذ قرابة 150 عاما ولم يحدث أي شيء من هذا القبيل أبدا في السابق".

أما ديفيد ويلسون، أحد سكان المنطقة، قال "إنه أمر مخز، وللأسف أعتقد أنه يرمز لكل ما يحدث في جميع أنحاء العالم. من العار أنه حدث هنا".

مراجعة التدابير الأمنية

معظم الناس في هذه البقعة الهادئة ذات المناظر الخلابة، بما في ذلك منطقة "مايفيل" مقر المقاطعة، حيث مثل مطر أمام المحكمة، الخميس، بتهمة محاولة القتل، لم يتوقعوا مثل هذا الاعتداء.

ويعمل المدعي العام، جيسون شميدت، على بناء قضيته بشأن الاعتداء على رشدي، الذي يعيش منذ عام 1989 تحت تهديد فتوى بهدر دمه، أصدرها مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، روح الله الخميني، بسبب كتابه "آيات شيطانية".

لكن شميدت أقر لوسائل إعلام بأن مكتبه يفتقر إلى الموارد اللازمة للتعامل مع قضية بهذا الحجم، رغم أن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) يشارك في التحقيق.

ولم تتخيل ساك يوما أن شيئا كهذا يمكن أن يحدث في تشاتاكوا، وتقول "لم أفكر في الأمر من قبل"، لكنها تضيف "هذا يحدث في جميع أنحاء العالم. حسنا، لم ليس هنا؟".

وتوافقها الرأي باربرا وارنر، وهي متقاعدة ثمانينية من سكان تشاتاكوا، فتقول "للأسف، هذه الأشياء تحدث في العديد من الأماكن".

ووصف ويلسون الهجوم بأنه "صدمة كبيرة"، لكنه قال إنه لا يشعر بانعدام الأمان، فيما تواصل المؤسسة تنظيم بقية برامجها الصيفية.

وتعرض المركز لانتقادات في وسائل الإعلام الأميركية بسبب النقص الواضح في الإجراءات الأمنية المترتبة، عند استضافة شخص يعد هدفا واضحا مثل رشدي، الذي يتعافى من جروحه بمستشفى في بنسلفانيا.

وقالت موريس، نائبة رئيس مؤسسة تشاتاكوا، إن المركز فرض إجراءات أمنية حول المسرح الدائري، بما في ذلك أجهزة لكشف المعادن وحظر إدخال حقائب.

ويقوم الحراس الآن بدوريات حول المبنى، مع فرض تدابير مراقبة صارمة عند نقاط الدخول.

لكن الواقع أن التدابير الأمنية المحيطة بسلمان رشدي تراخت في الآونة الأخيرة مع انتقاله للإقامة منذ عشرين عاما في الولايات المتحدة.

وأشارت موريس الى أنه في ما يتعلق باستضافة رشدي "لما كنا مضينا قدما في الحدث لو لم نكن نعتقد أن لدينا خطة مناسبة له"، مضيفة "إننا نراجع عن كثب كل ذلك".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa